اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة امس الأربعاء بعدة قضايا راهنة محليا وإقليميا من بينها على الخصوص الدخول السياسي بفرنسا، وفضيحة الفساد بإسبانيا، ومدى مصداقية الإحصاءات الرسمية ببلجيكا، والرهانات الانتخابية في مالي وإطلاق مسلسل السلام بالشرق الأوسط. وبفرنسا، شكلت الملفات المتعلقة بالدخول السياسي وعلى رأسها ملف إصلاح أنظمة التقاعد أحد أهم المواضيع الرئيسية التي تطرقت إليها الصحافة الفرنسية التي تستشرف الاختيارات التي قد يقوم بها الرئيس فرانسوا هولاند. وتحت عنوان "على هولاند أن يختار"، كتبت صحيفة (لوفيغارو) في افتتاحية اليوم أن "ساعة الدخول حانت كما حان الأوان لأن يختار هولاند. اختيار حول كيفية إصلاح أنظمة التقاعد خلال إعداد ميزانية السنة المقبلة"، مسجلة "أن المهمة قد تكون صعبة على شخص تسبقه سمعته بأنه رجل يسعى إلى التوليف بين الاختيارات".
وأشار كاتب الافتتاحية إلى أن "قضية شائكة أخرى تنضاف إلى هذا الملف وتتعلق بإصلاح المسطرة الجنائية"، مبرزا أن "الإصلاح الموعود الذي تأجل لعدة مرات سيجعل وزيرة العدل في مواجهة وزير الداخلية، وعلى هولاند الاختيار ليس فقط بين مضمون المشروع بل، وبكل منطقية، بين وزيري العدل والداخلية".
على مستوى إصلاح انظمة التقاعد، كتبت صحيفة (لو باريزيان) أن "الحكومة تدرس منح تقاعد مبكر لأصحاب المهن الشاقة وتمديد فترة الانخراط لمدة أطول ابتداء من سنة 2020"، موضحة أن "حكومة جون مارك أيرولت تكافح من أجل إيجاد طريق لإصلاح أنظمة التقاعد".
وتوقفت (لاكروا) عند الاستحقاقات الرئاسية بمالي معتبرة أن "فوز إبراهيم بوبكر كيطا يعد الماليين بمستقبل أكثر إشراقا، أما المرشح الخاسر سومايلا سيسي فقد أقر بهزيمته حتى قبل الإعلان الرسمي على النتائج ما يدل على نضج ومسؤولية بعد هذه الانتخابات التي عرفت مشاركة مكثفة"، مبرزة أن "هذه الانتخابات، وإن كانت هشة، تعتبر خبرا جيدا بالنسبة لفرنسا وحلفائها الأفارقة الذين تدخلوا عسكريا في يناير الماضي من أجل وقف زحف الإسلاميين نحو العاصمة".
ببروكسيل، اهتمت الصحف أساسا بالنقاش الدائر حول مدى مصداقية الإحصاءات الوطنية وذلك عل ضوء نشر دراسة انتقدت بحدة نظام الإحصاءات البلجيكي.
وعنونت (لوسوار) أن شكوكا جدية تخيم على مدى مصداقية الإحصاءات الوطنية، مبرزة غياب إرادية سياسية حقيقة من أجل تحسين جودة وكمية المعطيات المفيدة للمجتمع، مشيرة إلى أنه سيكون من المفيد " جمع المعطيات الإدارية مع تلك المتحصل عليها من البحوث من أجل الاعتماد على مصادر أكبر للإحصاءات.
من جانبها، قالت صحيفة (لا ديرنيير أور) أنه "بالنظر إلى كمية المعطيات المنشورة كل سنة، يمكن ملاحظة الفروق الكبيرة بين الإحصاءات المتعلقة بموضوع واحد، وبعيدا عن أية سخرية، هذه الفروق قد تصبح مشكلا حقيقيا".
وعلى ذات المنوال وضعت (لا ليبر بيلجيك) عنوان "غياب ثقافة إحصائية" لمقال أجرت فيه مقابلة مع معد الدراسة التي فجرت الجدل، موضحا أن هناك إنتاجا ضعيفا للمعطيات الإحصائية وضعفا في انتقاد الإحصاءات والولوج إلى المعلومات.
وخصصت الصحف الإسبانية الصادرة اليوم الأربعاء حيزا هاما لشهادة اثنين من قادة الحزب الشعبي (الحاكم) السابقين في إطار قضية الفساد المتورط فيها أمين المال السابق للحزب لويس بارسيناس ومسؤولين من هذه الهيأة.
وكتبت يومية (إلبايس) في هذا الصدد أن خافيير أريناس وفرانسيسكو الفاريز كاسكو، اللذان مثلا كشاهدين أمام القاضي بابلو روث، اعترفا بعدم وجود مراقبة على التبرعات التي تلقاها الحزب الشعبي، مضيفة أنهما حملا بارسيناس وأمين مال آخر سابق للحزب، ألفارو لابويرطا، هذه المسؤولية.
وبحسب الصحيفة الإسبانية فإن خافيير أريناس وفرانسيسكو الفاريز كاسكو صرحا لقاضي المحكمة الوطنية بأن الحزب توصل ب67 مليون أورو على شكل تبرعات وهبات من شركات خاصة خلال الفترة الممتدة ما بين 1990 و2002 دون أي رقابة تذكر.
وفي السياق ذاته ذكرت صحيفة (أ بي سي) من جهتها أن "كاسكو وأريناس أنكرا وجود حساب غير قانوني داخل الحزب، لكنهما اعترفا، في المقابل بغياب رقابة على التبرعات"، مضيفة أن الأمينين العامين السابقين للحزب الشعبي نفيا تلقيهما أجورا تكميلية مشبوهة.
وسارت يومية (إلموندو) على المنحى ذاته حين نقلت تصريحات كارسكو وأريناس، مشيرة، من جهة أخرى، إلى أنه علاوة على ذلك، اعترف شاهد آخر، هو المدير السابق للحزب الشعبي كريستوبال باييز، بوجود "حساب غير قانوني للحزب كان يشرف عليه بارسيناس".
وبلندن، سلطت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء الضوء على مسلسل السلام بالشرق الأوسط ومباحثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية.وكتبت صحيفة (الاندبندنت) أن إعلان الحكومة الاسرائيلية عن مشروع جديد لبناء وحدات سكنية بالقدس الشرقية المحتلة قد يقوض الجهود المبذولة من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المعلقة منذ ثلاث سنوات.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الإعلان الذي يأتي عشية استئناف مفاوضات السلام أثار موجة من القلق والغضب في صفوف الفلسطينيين، مشيرة إلى تصريحات ياسر عبد ربه القيادي الفلسطيني البارز الذي أكد على أن "الاستيطان يهدد بنسف المفاوضات قبل انطلاقها". وأضاف أن الحكومة الاسرائيلية تبذل كل ما في وسعها من أجل تقويض هذه المفاوضات.
ومن جانبها، سلطت صحيفة (الغارديان) الضوء على إفراج إسرائيل عن 26 سجينا فلسطينيا قبيل ساعات من استئناف مفاوضات السلام في القدس، برعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى الاحتفالات التي نظمت ليلة الثلاثاء /الأربعاء بالأراضي الفلسطينية احتفاء بالمفرج عنهم والذي كان أغلبهم يقضى عقوبات بالسجن لمدد تفوق العشرين سنة.
وكتبت الصحيفة البريطانية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حرص شخصيا على استقبال مجموعة الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم اسرائيل، مشيرة إلى أن حضور آلاف الفلسطينيين إلى حدود غزة من أجل استقبال المفرج عنهم.
وأضافت أن حركة حماس نوهت من جانبها بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين موضحة أن الأمر يتعلق ب"انتصار إرادة الفلسطينيين وانتصار المقاومة".