قتل اثنان من القوات الخاصة وجرح آخرون أثناء محاولتهم تحرير المنطقة العسكرية الثانية التي سيطر عليها يوم أمس مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة والذين لا يزالون يسيطرون على قيادة المنقطة حتى اللحظة، خلافاً لما أعلنه مصدر عسكري أمس عن تمكن التعزيزات العسكرية من إعادة السيطرة على المنطقة. وأكدت مصادر متطابقة ل"اليمن اليوم" أن المسلحين الذين اقتحموا مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في مدينة المكلا استطاعوا إحباط التعزيزات العسكرية التي وصلت ليلة اقتحام المنطقة لمحيطها بغرض تحريرها من المسلحين وتحرير بقية الضباط العالقين في المبنى الذي يحكم المسلحون السيطرة عليه. وقال أحد المصادر العسكرية في اتصال هاتفي مع "اليمن اليوم" أن المسلحين أطلقوا الرصاص والقنابل صوب التعزيزات العسكرية التي تحركت صوب المكان المسيطر عليه، عقب وصولها. يقول المصدر العسكري: كون المسلحين يتمركزون في منطقة مرتفعة نسبيا عن بقية الوحدات العسكرية في مقر قيادة المنطقة، فقد استطاعوا إيقاف التعزيزات موقعين قتلى وجرحى في الجنود. وأشار المصدر ذاته إلى صعوبة اقتحام المبنى المسيطر عليه لوجود عدد من الضباط العالقين هناك والذين يستخدمهم المسلحون كرهائن لصدّ أي هجوم مضاد يستخدم فيه القوة المفرطة لإخراج المسلحين. وتقول مصادر أخرى في المنطقة أن المسلحين هددوا بقتل الضباط العالقين في حال أقدمت أي قوة عسكرية على تحرير المكان. وكانت قيادة وزارة الدفاع قد عززت بعدد من منتسبي القوات الخاصة المعنية بمكافحة الإرهاب لفك الحصار المفروض على المنطقة ولكنها بعد أن فشلت تعتزم الآن إجراء مفاوضات مع المسلحين تفضي إلى خروج قيادة الدفاع "من الموقف المحرج"، حسب وصف أحد المصادر العسكرية المطلعة. اليمن اليوم لم يتسنَّ لها بعد التأكد مما أفاد به المصدر المطلع حول إمكانية إجراء تفاوض غير رسمي مع المسلحين. وكان عدد مفترض من مسلحي تنظيم القاعدة استطاعوا اقتحام مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في منقطة "فوه" في مدينة المكلا يوم الاثنين الماضي، استخدموا فيها سيارة مفخخة عند البوابة الرئيسية للمنطقة أعقبها دخول عدد من المسلحين الذين كانوا يرتدون البزات العسكرية وموقعين عددا قدر بالعشرات قتلى وجرحى. يقول المصدر العسكري ذاته: استطاع المسلحون يوم أمس احتجاز العشرات من كبار ضباط المنطقة العسكرية الثانية قبل أن يتمكنوا من الفرار عبر نوافذ المكان الذي يقع في الدور الأول للمكان المسيطر عليه. وكان ضمن المحتجزين أركان حرب المنطقة العسكرية الثانية العميد الركن صالح مثنى محسن الذي أصيب برصاص المسلحين لكنه تمكن من الفرار مع بقية زملائه. ولا يزال عدد من الضباط -لم يعرف عددهم بعد- عالقين في أماكن أخرى من المبنى. ويشكل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تحديا للحكومة المركزية التي استطاعت إخراج المسلحين من محافظة أبين منتصف العام 2012 بعد أن سقطت في أيدي المسلحين جراء الفوضى الأمنية التي رافقت موجة الاحتجاجات التي عصفت بالبلاد مطلع 2011. مراكز الخبرات العالمية تفيد بأن التنظيم أعاد تشكيل استراتيجيته في استهداف الحكومة من أماكن لا يسيطر عليها، مستغلا حالة الانفلات الأمني التي تتزايد يوماً بعد آخر.