أصدرت وزارة الخارجية السعودية أمس الأول بيانا، غداة انتخاب المملكة عضوا غير دائم في مجلس الأمن، لمدة سنتين، أعلنت فيه اعتذارها عن قبول العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، وأشار البيان إلى أن فشل مجلس الأمن في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، سواء بسبب عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية لجميع دول المنطقة، دون استثناء، للمراقبة والتفتيش الدولي أو الحيلولة دون سعي أي دولة في المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية، ليعد دليلا ساطعا وبرهانا دامغا على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته» وأضاف البيان أن المملكة العربية السعودية ترى أن "أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن، تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته، تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب، الأمر الذي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم، واتساع رقعة مظالم الشعوب، واغتصاب الحقوق، وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم". من جانبه أعلن الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي أمس عن دعمه رفض السعودية تسلّم مقعدها في مجلس الأمن الدولي.
وأكد أن السعودية كانت مُحقة في الاعتراض على طريقة عمل مجلس الأمن ولكونه لم يتحمل يوماً على حد قوله مسؤولياته في حفظ السلام والأمن الدوليين. وأشار إلى أن المجموعة العربية في الأممالمتحدة هي أكثر من عانى من عجز مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته خصوصاً في القضية الفلسطينية والنزاع السوري. واستشهد بقراري مجلس الأمن رقم (242) لعام 1967، ورقم (338) لعام 1973، اللذين يقضيان بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة وانسحاب إسرائيل إلى خط الرابع من يونيو لعام 1967، وكذلك القرارات الخاصة بالقدس التي لم يباشر مجلس الأمن مسئولياته نحو تنفيذها. على صعيد متصل قالت موسكو إنها فوجئت بقرار المملكة العربية السعودية التخلي عن العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي وقالت إنها "تشعر بالحيرة تجاه لوم الرياض المجلس بعدم كفاءته". وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية "لقد فاجأنا قرار المملكة العربية السعودية التي حظيت بدعم الأغلبية الساحقة من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة خلال الانتخابات". وأشارت الخارجية الروسية إلى أن حجة المملكة تثير الحيرة. كما أن اللوم الموجه إلى مجلس الأمن الدولي في سياق الأزمة السورية يبدو غريباً. وقالت الوزارة إن السعودية بقرارها استبعدت نفسها من العمل الجماعي في إطار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لدعم السلام والأمن الدوليين. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد ربطت اعتذار المملكة العربية السعودية عن عضوية مجلس الامن بسعي الولاياتالمتحدةالامريكية لقطع معوناتها على مصر. وقالت الصحيفة إن المملكة شعرت بالغضب تجاه قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بقطع المساعدات العسكرية عن مصر، وهو ما يشير إلى أن قطع المعونة بشكل نهائي أصبح أكثر مصداقية. وأضحت الصحيفة أن زيادة إنتاج الطاقة في الولاياتالمتحدة هو الأمر الذي عزز مصداقية هذا التهديد المتزايد. وأشارت الصحيفة إلى أن التكلفة المتوقعة لوقوع السعودية في مشاكل خطيرة مع أمريكا ربما يكون تفاقمت بشكل كاف لجعل المشاركة في مجلس الأمن أمر لا يستحق العناء. ولفتت الصحيفة إلى أن مجلس الأمن من شأنه أن يتخذ قرارات حول العديد من قضايا المنطقة مثل سوريا وإيران بطبيعة الحال ستؤثر على مصالح السياسة الخارجية السعودية. وانتخبت السعودية، الخميس الماضي، للمرة الأولى عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي. وفازت السعودية بالمقعد إلى جانب تشاد وتشيلي وليتوانيا ونيجيريا، التي انتخبت أيضا أعضاء غير دائمة العضوية في مجلس الأمن. وانتخبت هذه الدول الخمس من قبل أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لدورة من سنتين، تبدأ في الأول من يناير (كانون الثاني) 2014. ونالت السعودية 176 صوتا من أصوات الدول الأعضاء ال193.