أكدت حلقة نقاش خاصة بتقييم مؤتمر الحوار الوطني اليمني، استضافتها واشنطن ا?سبوع الماضي، أن هشاشة السياسة الحكومية لحكومة الوفاق الوطني، وضعت الرئيس عبد ربه منصور هادي وحيدا، وفشلت بدعم توجهاته في مسار الحوار الوطني . وأوضحت أن اليمن لن تستطيع إجراء انتخابات رئاسية في فبراير 2014، ولن تتمكن من إجراء استفتاء على الدستور قبل شهر إبريل القادم، في ظل تدهور الوضع ا?مني وارتفاع معدل الفقر والبطالة والجريمة، وتفشي الفساد والمحسوبية، وانحسار استقلالية المؤسسات القضائية، فضلا عن أن المبادرة الخليجية لم تعالج ا?سباب الحقيقية لاحتجاجات 2011م حتى اليوم. الحلقة النقاشية التي نظمها المعهد الديمقراطي الوطني، وشارك فيها من اليمن عضو مؤتمر الحوار الوطني السفيرة أمة العليم السوسوة، والسيد ليز كامبل مدير برنامج شمال إفريقيا والشرق ا?وسط في المعهد الديمقراطي، والسيدة دانيا غرينفيلد نائب مدير مركز رفيق الحريري في المجلس ا?طلسي، بينت على لسان المشاركين أن بروز ظهور القاعدة في اليمن عائد إلى السياسات المحلية والدولية الخاطئة في معالجة التطرف وا?رهاب. وأكدت يأس الشارع اليمني من تحركات الأحزاب السياسية في الوقت الذي يدور التنافس حاليا بين حزب ا?صلاح ممثلا بآل "ا?حمر وعلي محسن " والرئيس هادي وأنصاره والمؤتمر الشعبي العام وا?حزاب التقليدية " الناصري والبعثي والاشتراكي.. إلخ " والحوثي والحراك والتنظيمات ا?سلامية المتشددة، وقالت إن هيمنة محمد علي أحمد على الملف الجنوبي خطأ فادح، كون تيار محمد علي أحمد هو أضعف التيارات الجنوبية، ولم يكتسب زخما في الجنوب إلا حين أعلن انسحابه من جلسات لجنة ال 16. واعتبرت إعادة طرح موضوع الحصانة وتقسيم الثروة والسلطة والتحالفات الجديدة وإدارة ا?زمات من خلف الكواليس، وضع الجميع في حالة قلق وترقب حذر، وتسبب بإضعاف روح المؤاخاة التي بدأت مع انطلاق مؤتمر الحوار، في حين أرجعت جذور أحداث العام 2011م إلى الصراعات السياسية 86 و93 وحروب 49 و2004 وا?زمات السياسية في97 و2009 وانعدام الثقة بين ا?طراف السياسية، وفرض التدخل الخارجي للإشراف على المفاوضات ورعاية الحوار . وأشارت إلى أن الأنانية السياسية " تصلب المواقف " تهدد البيئة السياسية في اليمن، والتي تتسم با?يجابية، نظرا لوجود أحزاب سياسية محترفة ، بينما وقفت قوى سياسية وراء ضرب الكهرباء وأنبوب النفط منذ العام 2009 وإفشال المعارضة مساعي الرئيس السابق علي عبدالله صالح في إجراء انتخابات برلمانية من خلال التنسيق مع الحراك. وحسب الحلقة النقاشية فإن مؤتمر الحوار ركز طوال ا?شهر الماضية على القضايا ا?قل تعقيدا وحساسية، وترك ملفات صعدة والجنوب وهيكلة الدولة للمراحل ا?خيرة من الحوار، في الوقت الذي شاركت في الحوار قوى جديدة قد ينتهي دورها في فترة ما بعد الحوار، وخاصة التيارات الشبابية. وأكدت أن القوى ا?سلامية في حزب ا?صلاح تحارب مخرجات الحوار الوطني فيما يخص حقوق المرأة، تحت مسمى الدفاع عن الشريعة ا?سلامية، في الوقت الذي تعاني فيه حكومة الوفاق الوطني من الضعف والهشاشة، والفشل في كسب ثقة المجتمع الدولي، وعدم التزامها بنصوص وثيقة المساءلة المشتركة على ضوء اجتماعات أصدقاء اليمن.