لا يزال الوضع في دماج بمحافظة صعدة مرشحا للانفجار في ظل تأخر وصول الوحدة العسكرية التي كان يتوقع لها أن تنتشر في جبل البراقة ونقطة الخانق، للحيلولة دون تجدد الاشتباكات بين السلفيين والحوثيين، سيما بعد إعلان الجماعات السلفية أمس عن تعرض اثنين من قيادتها بينهما يحيى الحجوري لمحاولة اغتيال. وأفادت مصادر قبلية في دماج ل"اليمن اليوم" بأن تعزيزات لمسلحي الطرفين انتشرت على الخطوط المتقدمة للحزام الأمني، مشيرة إلى سماع تبادل متقطع لإطلاق النار. وكانت الجماعات السلفية قد أعلنت أمس نجاة الحجوري عميد معهد دار الحديث، والناطق الرسمي للجماعة، من محاولتي اغتيال من قبل قناصة تابعين لجماعة الحوثي – وفقا لاتهام السلفيين. وجاء إعلان محاولتي الاغتيال هاتين بعد يوم واحد على اجتماع مشترك ضم اللجنة الرئاسية المكلفة بحل النزاع واللجنة الأمنية في صعدة برئاسة المحافظ فارس مناع. وتطرق الاجتماع إلى مناقشة عوائق تنفيذ توجيهات رئاسية بإرسال وحدة عسكرية لاستلام مواقع يتمركز فيها مسلحو الطرفين. وأشار التقرير الذي عرضته اللجنة الرئاسية إلى وجود تخوف لدى أحد أطراف النزاع من مسألة نشر قوات الجيش، ناهيك عن تقاعسها في تنفيذ بنود التهدئة رغم توقيع الطرفين على الاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة الرئاسية في وقت سابق. وحذر محافظ صعدة خلال الاجتماع من مغبة التلكؤ في تنفيذ بنود اتفاق التهدئة معتبرا "إحلال الأمن والسلام " مهمة وطنية "لن يتم التهاون فيها ". كما اعتبر أي طرف يرفض الالتزام ببنود الاتفاق بأنه سيعد ممن يسعون إلى إفشال مؤتمر الحوار الوطني والتسوية السياسية. وكان مصدر في لجنة الوساطة قد استبعد نشر الوحدة العسكرية خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرا إلى وجود معوقات "بسيطة " لا تزال قيد الدراسة والمعالجة. . في السياق ذاته تمكنت فرق طبية تابعة للصليب الأحمر أمس من انتشال جثة قتيل ونقل 7 مصابين لتلقي العلاج في أحد مستشفيات المحافظة. وكانت فرق الصليب الأحمر قد وصلت إلى دماج برفقة قادة عسكريين ومحليين على رأسهم محافظ صعدة. كما التقت اللجنتان العسكرية والأمنية بشكل منفصل مع قيادات سلفية وحوثية لإقناع الطرفين بضرورة نشر الوحدة العسكرية استكمالا لبنود الاتفاق بين الطرفين. وتوقع مصدر عسكري أن يتم نشر الوحدة العسكرية خلال الأيام القليلة المقبلة، في حال تمكنت اللجنتان من إقناع طرفي النزاع في دماج.