قال مصدر قيادي في ديوان عام محافظة عدن أن قرارات مرتقبة تقضي بإقصاء قيادات تربوية وتمكين آخرين بدلاً عنهم من حزب الإصلاح، فيما لا تزال تتصاعد ردود الأفعال تتفاعل تجاه إقصاء مدير مكتب التربية بمديرية الشيخ عثمان "كريمة مرشد" على خلفية انتقادها لسياسات جماعة الإخوان المسلمين خلال استضافة قناة سورية لها وآخرين من وفد نقابي تربوي زاروا دمشق. وقال المصدر ل"اليمن اليوم" إن قائمة تعيينات جديدة تم إعدادها بالتنسيق بين رئيس حزب الإصلاح فرع عدن إنصاف مايو ومحافظ المحافظة وحيد رشيد، ووزير التربية والتعليم عبدالرزاق الأشول القادمين من ذات الحزب سترى النور خلال الأيام القليلة القادمة، والتي من شأنها استكمال (أخونة) التعليم في المحافظة. وأشار المصدر إلى أن أولى القرارات تشمل إقصاء مدراء مكاتب التربية في مديريات (دار سعد، المعلا، التواهي) وتمكين بديل لهم من حزب الإصلاح اثنان منهم قياديان معروفان في فروع التنظيم بالمحافظة والثالث تم استقطابه مؤخراً إلى الإصلاح من منظمة الحزب الاشتراكي، ورفض المصدر الكشف عن الأسماء. وكانت قد أقيلت مديرة مكتب التربية بمديرية الشيخ عثمان "كريمة مرشد" مطلع الأسبوع على خلفية زيارتها إلى سوريا وانتقادها جماعة الإخوان، وتم تمكين بديل لها شاب من حزب الإصلاح يدعى "زكي عبدالله علي" وقالت مصادر تربوية متطابقة إنه لا ينتمي للمؤسسة التعليمية. وأكدت كريمة مرشد أنها أقيلت على خلفية موقفها من جماعة الإخوان وما أدلت به من تصريحات لقناة سوريا الإخبارية. وأضافت في اتصال أجرته معها "اليمن اليوم" مساء أمس: "فور عودتي من سوريا فوجئت بقرار إقالتي جاهزاً والبديل شاب من الإصلاح تم تسكينه في التربية مطلع التسعينيات قادم من المنظمات الجماهيرية لا علاقة له بالتربية والتعليم على الإطلاق، وإنما الولاء الحزبي هو كل مؤهلاته. مشيرة إلى أن محافظ عدن عازم على استكمال أخونة التربية في المحافظة وأنه في سباق مع ما تشهده محافظة أبين من إجراءات مماثلة. وأوضحت مرشد أن مدير عام مديرية الشيخ عثمان "عبدالرؤوف محمد سعيد" ومدير مكتب التربية بالمحافظة، عضو شورى حزب الإصلاح، سالم مغلس وجهوا باقتحام مكتب التربية في المديرية أثناء عدم تواجدها فيه. وتابعت: "تم اقتحام المكتب بثلاثة أطقم أمنية وكسروا الأقفال وأخذوا الختم ومتعلقات أخرى، وبشكل لا يصدر إلاّ عن جماعات لا تقيم وزناً للنظام والقانون". وأضافت مرشد إن مدير المديرية، ومدير مكتب التربية مغلس صارحوها بالقول: "أنتِ قمتِ بشتم الإخوان في القنوات السورية، قلت أنا لم أشتم وليس هذا من طبعي، أنا عبرت عن وجهة نظري حيال سياسات جماعة الإخوان الإقصائية، وهذا في إطار وجهات النظر وحرية الرأي والتعبير". وأشارت إلى تناقض محافظ عدن، وحيد رشيد حول مبررات الإقالة "حيث قال في البداية إن السبب زيارتي إلى سوريا، ثم تراجع مع ردود الأفعال الغاضبة من الأوساط التربوية والسياسية، وقال إن إقالتي تأتي في إطار تغيير الفاسدين". ولفتت مرشد إلى أنها وجهت دعوة لهيئة مكافحة الفساد لزيارة عدن وفتح ملفات الفساد لمعرفة من هو الفاسد، المحافظ وحيد رشيد ومدير التربية بالمحافظة سالم مغلس، أم كريمة مرشد؟ وأبانت: فساد المحافظ مكشوف ولا يحتاج إلى التدقيق، وما أعرفه فقط أن لديه في عدن 6 فلل فخمة باع إحداها مؤخراً ب(160) مليون ريال، والكل يعرف من أين له هذا، وملفات فساد مغلس يمكن أن يُسأل عنها أي تربوي في عدن، ويكفي أن شقيق (ياسر مغلس) الذي يعمل موظفا كبيرا في بنك سبأ الإسلامي يتقاضى راتبا من التربية ومتفرغ للعمل في القطاع الخاص والعمل التنظيمي فضلاً عن أن كثيراً من التربويين نعرفهم جميعاً خارج البلاد ويشرف على تسليم رواتبهم مغلس لعلاقات حزبية. وقالت مرشد في سياق حديثها ل"اليمن اليوم": حقيقة لم أُفاجأ بقرار إقالتي وكنت أتوقع حدوثه، فقط المسألة مجرد وقت حيث وأننا –التربويون- على علم بأن لديهم مخططاً لأخونة التربية والتعليم، وأن قائمة بأسماء إصلاحيين تنتظر دورها في التمكين، مشيرة إلى أن المخطط الآن في جزئه الثاني بعد أن قضي في جزئه الأول بإقالة عدد من الكوادر في مكاتب التربية في المحافظة والمديريات، بدءاً بمدير مكتب المحافظة الدكتور عبدالله النهاري وتمكين عضو شورى الإصلاح، سالم مغلس بدلاً عنه. كما تم إقصاء رئيس شعبة المشاريع ومكنوا آخر من الإصلاح لا علاقة له بالهندسة، كما تم تمكين إصلاحي في شعبة التربية بدلاً عن رئيس الشعبة السابق. مشيرة إلى أنه تم تجاوز كل الكوادر الكفؤة المستقلة لتقتصر التعيينات على أساس الولاء الحزبي. ولفتت كريمة مرشد إلى أنهم حاولوا خلال العامين السابقين استقطابها إلى حزب الإصلاح ولكن دون جدوى "وحين تأكدوا أن مساعيهم لا مجال لها قرروا إقالتي وانتظروا الفرصة السانحة للتنفيذ".