عضو اللجنة الرئاسية أبو أصبع: اندلاع المواجهات في دماج تصعيد خطير سينعكس سلباً على مؤتمر الحوار الطرفان كانا قد وقعا على آلية سلمناها للرئيس تقضي بنشر القوات المسلحة في المنطقة ومغادرة الأجانب المقيمين بطريقة غير شرعية اليمن اليوم.. تشهد محافظة صعدة (دماج وكتاف) منذ صباح أمس مواجهات بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة بين جماعة الحوثي والسلفيين أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى معظمهم من السلفيين طلاب دار الحديث، وسياسياً عطلت أعمال الجلسة العامة الثالثة بمؤتمر الحوار.. فيما وجه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لجنة الوساطة الرئاسية بالبقاء في صعدة ومواصلة جهودها في الوقف الفوري لإطلاق النار وتنفيذ الآلية التي سبق أن وقع عليها الطرفان مطلع سبتمبر والتي بموجبها يتم نشر القوات المسلحة على كافة منطقة دماج، بحسب ما أفاد به "اليمن اليوم" مصدر في رئاسة الجمهورية. وتبادل الطرفان الاتهامات، حيث قال مصدر قبلي حليف للسلفيين في دماج ل"اليمن اليوم" إن أكثر من عشرين قتيلا وعشرات الجرحى سقطوا من طلاب دار الحديث بهجوم شنه الحوثيون بمختلف الأسلحة، موضحاً أن "قذيفة مدفعية دخلت من إحدى نوافذ مسجد المزرعة عقب أداء صلاة الفجر ما أدى إلى سقوط هذا الكم من الضحايا".. وفي السياق وصف ناطق السلفيين بدماج سرور الوادعي في بلاغ صحفي ما يحصل بأنه "حرب إبادة شنها الحوثي على المنطقة" منتقداً صمت الحكومة وداعياً إلى إسقاطها. من جهته قال مصدر في جماعة الحوثي ل"اليمن اليوم" إن العناصر السلفية التي أسماها "التكفيرية" شنّت في وقت من مساء أمس الأول هجوماً على المناطق المجاورة لدماج وتحديداً (رحبان) مستخدمة قذائف الهاون ما دفع بأنصار الله إلى الرد دفاعاً عن النفس، أو كما قال. وأشار المصدر إلى أن اعتداءات يمارسها السلفيون وحلفاؤهم في حوث بعمران ومناطق أخرى واعتقالات طالت العديد من أنصار الله. وقالت مصادر قبلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن هجوماً شنه الحوثيون فجر أمس على جماعة السلفيين في دماج خلف عشرات القتلى والجرحى، وإن مواجهات اندلعت عقب ذلك في منطقة كتاف (70كيلو شرق مدينة صعدة) بين الطرفين لم تتوقف حتى ساعة كتابة الخبر التاسعة مساءً ولم يعرف حصيلتها. إلى ذلك واصلت اللجنة الرئاسية المكلفة بحل النزاع في دماج أعمالها حيث ناقشت أثناء لقائها أمس محافظ صعدة فارس مناع، السبل الكفيلة لتهدئة الوضع ووقف إطلاق النار، كما تواصلت بهذا الخصوص مع مختلف الأطراف ذات العلاقة. ووصف عضو اللجنة الرئاسية يحيى منصور أبو أصبع الوضع بالخطير جداً، محذراً من توسعها والزج بالجيش بما قد ينعكس سلباً إلى حد كبير على مجريات مؤتمر الحوار الوطني والدخول في حروب لا طائل منها كما أن الوطن في غنى عنها". وقال أبو أصبح في اتصال هاتفي أجرته معه "اليمن اليوم": ما حصل للأسف الشديد تصعيد مفاجئ وخطير من جانب الإخوة أنصار الله مستخدمين كافة أشكال الأسلحة" مشيراً إلى أن "الضحايا بحسب ما أبلغنا الإخوة السلفيون بالعشرات بين قتيل وجريح". وعن اتهامات الحوثيين للسلفيين وحلفائهم بالبدء في المواجهات في غير منطقة والتقطع لأنصارهم في الطرقات قال أبو أصبع: "هذه الأشياء موجودة منذ أكثر من أسبوعين في حوث عمران والبقع صعدة وفي عاهم حجة.. والطرفان يمارسان الخروقات غير أن ما حصل اليوم –أمس- من قبل الإخوة أنصار الله هو التصعيد الأخطر والذي يجب أن يتوقف". وأشار إلى فتح جبهة جديدة من المواجهات بين الطرفين، حيث اندلعت مواجهات ابتداءً من ظهر أمس في كتاف ولا تقل ضراوة عن جبهة دماج. وأشار أبو أصبع إلى أن رئيس الجمهورية "على تواصل دائم معنا ساعة بساعة، وقد وجهنا بالبقاء ومواصلة الجهود لوقف إطلاق النار حتى نتمكن من تنفيذ الآلية الرئاسية التي كان الطرفان قد وقعا عليها في الأول من سبتمبر وسلمناها للرئيس وتقضي بنشر القوات المسلحة في كل المواقع التابعة للطرفين في منطقة دماج، موضحاً بأن الآلية تشمل معالجات لكل القضايا: حرية الرأي والمعتقد، التعايش المذهبي، نشر القوات المسلحة، أوضاع الأجانب". ولفت أبو أصبع إلى أن الآلية استندت في ما يخص أوضاع الأجانب في صعدة إلى القوانين النافذة بحيث يغادر كل من تواجده على الأراضي اليمنية مخالف للقوانين "من لديه إقامة قانونية وإلاّ يتوكل على الله". وعن أسباب تأخير تنفيذ الآلية ونشر القوات المسلحة قال أبو أصبع :"بصراحة الإخوة السلفيون كان لديهم تخوف بفعل الحصار عليهم من قبل الإخوة أنصار الله، ولكن أمس الأول كانوا قد أبلغونا موقفهم، نشر القوات المسلحة حتى داخل مراكز دار الحديث التابع لهم"، متهماً أطرافاً لم يسمها بالوقوف وراء التصعيد قائلاً: "الذين لا يعجبهم العجب والاستقرار في البلد هم وراء هذا التصعيد في محاولة للهرب مما وقعوا والتزموا به". واختتم تصريحه ل"اليمن اليوم" بالتأكيد أن بند نشر القوات المسلحة في الآلية المشار إليها كان بطلب من الطرفين، ويشمل كل المواقع التابعة لهما في دماج. وعن توقعاته لانعكاس المواجهات في دماج بالشكل الذي بدت عليه أمس على مجريات مؤتمر الحوار الوطني، قال عضو اللجنة الرئاسية القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني: "هي قد أثرت فعلاً.. الجلسة العامة الثالثة اليوم –أمس- تعطلت بفعل الاعتصامات التي شهدها مقر انعقاد مؤتمر الحوار على خلفية المواجهات". وكانت شهدت جلسة الحوار أمس سجالات بين جماعة الحوثي وحزب الرشاد السلفي حول تفجير المواجهات. وفيما طالب أنصار الله الجهات الرسمية بالقيام بواجبها في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار وحماية المواطن اليمني، والحيلولة دون انزلاق الوطن في أتون فتن طائفية وحروب داخلية؛ طالب بيان حزب الرشاد ب"أن تنزل اللجنة المكونة من لجنة التوفيق وآخرين يختارهم مؤتمر الحوار الوطني من جميع المكونات في الحوار إلى دماج ليقف الجميع على الحقيقة، كما نطالب بنزول وزيري الدفاع والداخلية للاطلاع الميداني على الوضع والأخذ بقوة الدولة على المعتدي وبسط نفوذها على جميع المناطق وضبط المعتدي من أي جهة كانت". هذا وقد أعلن الدكتور محمد موسى العامري، رئيس حزب الرشاد تعليق مشاركة مكون اتحاد الرشاد في أعمال الجلسة العامة الثالثة لجلسة اليوم وبقية جلسات هذا الأسبوع. وعلق نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني الدكتور ياسين سعيد نعمان على البيانات التي تليت بالتأكد على أن اليمن مليئة بالمشاكل والمؤتمر يبحث عن حل لهذه المشاكل. وطالب الأعضاء بعدم نقل هذه المشاكل إلى داخل مؤتمر الحوار، محذراً من "استقطاب هذا المؤتمر في إطار هذه المشاكل المثارة في مجتمعنا كون ذلك لا يمكننا من التعامل معها وإيجاد الحلول لها".