ما فائدة أن يقول رئيس الحكومة إن الفساد بلغ مبلغا خطيرا، إذا كان هو نفسه يفسد، ويترك المسئولين من يفسد له يفسد؟ القول بزيادة فساد الحكومة خلق يوم خلقت، وهو الشيء الوحيد الذي ازدهر ونما وتقوى في عهد حكومة باسندوة الضعيفة الهينة، وهذه حقيقة قديمة نطقت بها جميع الألسن على أي حال. هل باقي واحد من قادة أحزاب المشترك، وغير المشترك، لم يقل إن حكومة باسندوة فاسدة عاجزة فاشلة، وفي عهدها زاد الفقر والخوف؟ .. وهل الأممالمتحدة، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة الشفافية الدولية، والاتحاد الأوربي، والأمريكان، وكل المانحين الذين أمسكوا منحهم، لم يقولوا أن الفساد أصبح يترعرع في كل البيئات الحكومية، والحكومة فاسدة، ضعيفة، لا تعمل مبادئ الشفافية والمساءلة والحكم الرشيد. الرجل افتتح أعمال حكومته بحملة تبرعات من المال العام، وزع على جمعيات حزبية مئات الملايين بغير حق، وتملك أراضي جديدة في ضواحي صنعاء كما ذكرت تقارير صحفية، وسمح للوزراء يفسدوا طيلة عامين، ووحده تأخر عن ذكر الفساد، رغم أنه كثير الكلام، ولسانه ذراع، لكنه بدأ في الأيام الأخيرة يعترف باستشراء الفساد في ظل حكومته، وقبل أمس شكا وبكى أمام الهيئة الوطنية، إن الفساد ألحق بالمال العام خسائر فادحة، وهو سبب رئيسي للفقر والبطالة. وقد أشرنا قبل إن لا قيمة لهذا الكلام، إذا كان رئيس القوم يفسد، ويترك مسئوليه يفسدون، وفسح الله لكم يا فسدة.. والفساد لا يتوقف عند الرشوة و تبديد واختلاس المال العام، فكل استخدام للوظيفة العامة لتحقيق مصالح غير مشروعة فساد. عندما يستغل رئيس وزراء منصبه لمنح جمعية حزبية أموالا عامة، أو يعين موظفين بناء على معايير حزبية يكون قد مارس الفساد، والوزراء الذين يخالفون القوانين واللوائح المالية، و يخصون أقاربهم وأحزابهم بالدرجات الوظيفية مفسدون.. وهذه وغيرها كثير من أنواع وأشكال الفساد هي أشهر ما عرفت به حكومة باسندوة. واحد من أساتذتنا كتب قبل أيام أن باسندوة طيب ومدني، وذكر خصالا أخرى فيه، وعتب على الذين ينتقدونه، والحق إن رئيس الحكومة وأي موظف عام، هو شخصية عامة، والنقد موجه لتصرفاته، وقد قبل أن يكون في هذا الموقع، وعليه أن يتقبل النقد، وإذا كان لا يحتمله، يروح بيتهم.. وباسندوة ليس فقط رئيس الوفاق ولهذا السبب وحده توجه له الانتقادات، بل لأنه يجعل نفسه عرضة للسخرية.