عند كل مساء يهاجمني حنين البحث عن ثلاثة أخبار مبهجة.. لا بأس إن كانت "بارحي" فيرجع البحث خاسئاً.. وعند كل نقاش حول ما يحدث في اليمن قد يحرجك أحدهم بأن تسمي له ثلاثة وزراء ناجحين فيسبقك آخر إلى الإجابة قائلاً: عشم إبليس في الجنة..!! - ولا أظن رئيس الجمهورية نفسه يستطيع الإجابة على هذا السؤال الصعب وكذلك رئيس الحكومة ومن قبله رئيس مجلس النواب.. أما ما هي الحكاية فالأمر يحتاج إلى رواية الكلام فيها يطول على الفاضي فكيف بالمشغول. - ما الذي يجبر الرئيس على عدم تغيير المسئول الفاشل بإجماع الشارع والزقاق والقرية والمدينة ولو في نفس الحزب.. وما الذي يفرض على رئيس الحكومة وهو الطاعن في السن القبول بوظيفة" النصع" للجميع..؟ ثم ما الذي يحول بين رئيس البرلمان وزملائه نواب الشعب وبين حقهم في محاسبة وزير فاسد أو عابث.. - ذات عشاء في ضيافة جمال بنعمر قلت ما في نفسي رداً على سؤال.. هل سينجح الحوار لكن الدولة ستسقط.. لكنني أجلت سؤالي لبنعمر إلى الشوط الثاني من العشاء حيث جاء وقت الفاكهة والحلويات الصنعانية المنسوب معظمها إلى الاحتلال العثماني.. - هل في المبادرة الخليجية يا أستاذ جمال ما يحرم على الرئيس هادي تغيير الوزير الفاشل الفاسد..؟ حينها تحدث بنعمر ولم يقل شيئاً حول السؤال.. ولم أفهم.. وما أزال عند ذات السؤال الصعب.. ما المانع؟وهل في المبادرة والآلية ما يمنع.. وما هو دليل الزياني وبان كي مون وسفراء الدول الخمس والعشر والثماني..؟ - * ولعل زميلنا عبدالرحيم محسن قد حسم الإجابة على هذا السؤال وغيره من الأسئلة المعلقة بحلقات تتجه نحو التحول إلى مسلسل مكسيكي طويل ممنوع فيه التقبيل أو الابتسامة والغلبة فيه للسؤل المشنوق بحثاً عن الدولة..!! - أبحث عن ثلاثة أخبار مبهجة فلا أرى غير أخبار مبكية مع أنني وغيري لم نعد نبحث سوى على أخبار عادية تشير إلى كهرباء ندفع فواتيرها فلا تنطفي.. ومشتقات نفطية لا تجعلك تدوخ السبع دوخات ثم تعود خائباً وحسيراً.. وطريق آمن لا يهجم فيه الذين لا يعرفونك على ما بحوزتك.. ولا دعوات عصبية تحرك الشباب إلى محارق عنوانها.. لا قلق فالأمر مجرد حكاية جسد يمني يقتل بعضه.. - أما أم الدواهي فهي أن من يطبلون للانفلات الأمني والظلام وانعدام البترول والديزل والغرق في المجاري والفقر وتجريف ما تبقى من المؤسسات وزيادة هوان المغتربين على الناس يتحدثون عن التمديد للفترة الانتقالية بكل هذا العجز وكل هذه الخطايا والآثام التي إن استمرت فستؤدي إلى اكتشاف الصابرين فجأة بأن آذاناً طويلة قد نبتت في رؤوسهم وأن ذيولاً قد نبتت في نهاية مؤخراتهم. - هل هناك أسوأ من هذا المنهج في الاختيارات التي تفضي لأن يتحول بعض وسطاء المواجهات هنا وهناك إلى فنانين وبعض مرافقيهم إلى مرددين مع محمد مرشد ناجي "إن شفت شيء في طريقك وأعجبك شله". اعملوا شيئا من أجل الناس.. أمّا أنا فقد صرت قوي الشكيمة لدرجة أنني أستطيع مشاهدة ثلاث نشرات أخبار رئيسية محلية دون أن أحتاج إلى الإسعاف..!!