لا يستطيع أحد المزايدة على مواقف منير الماوري من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وهو الذي انتقده بصورة حادة، سواء في الصحف الورقية والإلكترونية، أو عبر حلوله ضيفا أو مداخلاً في عدد من القنوات الفضائية .. *ولذلك عندما يقول منير للزميل عبدالناصر المملوح "لا نريد اليوم أن نصل إلى مرحلة نفصّل فيها دستوراً لإقصاء علي عبدالله صالح، ولا نريد أن يظل هذا الرجل هو مشكلتنا، سواء أكان في السلطة أو خارجها"فإنه يعبر عن تغير لافت في مزاج واتجاه التفكير عند قاعدة عريضة من اليمنيين، ثابروا بل وثاروا طلباً لإسقاط النظام، لكنهم وصلوا إلى قناعة بأن مرور ثلاثة أعوام على ربيع اليمن هي فترة كافية لمغادرة أحقاد الماضي برجولة ومسؤولية.. ليس من أجل عيون نائبه الذي صار رئيساً في انتقال واقعي لما أسماه الرئيس السابق نقل السلطة إلى "يد أمينة" فحسب، وإنما من أجل مغادرة شرانق الصراعات والأحقاد القديمة إلى فضاء نفتح فيه عقولنا على الشمس والهواء .. * لقد عاش اليمنيون في هذا المثلث من الجزيرة العربية نصف قرن من تعليق الإخفاقات والفشل على ما كنا نسميه ألف عام من التركة الثقيلة اختتمها الإمام يحيى، ومن بعده الإمام أحمد، وشظايا أيام للبدر الذي لم يكن وعده بالسير على منهج أبيه إلا مسماراً أخيراً في النعش .. * الشاهد أننا لم نعد في اليمن بحاجة لاجترار خمسة عقود، ولا حتى خمسة أعوام من تعليق أخطائنا وخيباتنا على النظام السابق، خاصة بعد الذي كان وما يزال من إثباتات أن النظام اللاحق ليس سوى السابق، وأن الخرقة من نفس القماشة والخياط واحد.. * على أن الواقع اليمني والإقليمي وحالة الفوضى وسيناريوهات التمزيق تحت صيغ براقة من "فدرلة" الموحد و"أقلمة" الرقم غير القابل للقسمة على اثنين..كلها مستجدات تفرض علينا أن نغادر الماضي بسقطاته وأخطائه، والحاضر بعبثيته وفوضويته وانهياراته الأمنية والاقتصادية والأخلاقية، إلى مستقبل بلا ضغائن ولا أحقاد ولا ثارات أو مزادات ثورية. * لقد طارت سكرة الربيع بسبب هذه الأعاصير، وهذه المياه المالحة التي كذبت الغواص والغطاس, فكيف بحال يمنيين لا يجيدون السباحة، بل ويغرقون في شبر من الماء.. وصار علينا كأبناء وطن واحد أن نسارع إلى الدفاع عن صدق رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم وهو يصفنا بالحكمة وبأصحاب القلوب الرقيقة والأفئدة اللينة.. * ولن نكون كذلك بدون أن نلعن الشيطان ونسقط رايات إبليس، ونتعاطى السياسة بحكمة، وندير الخلافات بروح ديمقراطية تحترم الآخر وتعترف بالحاجة الماسة لتجسيد روح التسامح والتصالح والمحبة.. والإيمان بالشراكة في الوطن.. جغرافيا وبشرا ..آلاماً وأحلاماً..