تتداعى اليوم قبائل أرحب لتجريم قطع الطرقات والتهديد باستخدام القوة ضد كل من يخالف الصلح الذي قد يتم توقيعه اليوم في الجامعة من قبل الحوثيين والسلفيين. يأتي ذلك بعد يوم دام شهدته المديرية في مواجهات طائفية أدت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين. وقال الشيخ محسن سنان ل"اليمن اليوم" إن شيوخ قبائل أرحب اجتمعوا خلال الساعات التي أعقبت اندلاع المواجهات بين مسلحين قبليين يتبعون الحوثي وآخرين يتبعون السلفيين في منطقة ذيبان وأقروا عددا من النقاط لمنع اتساع المواجهات، مشيرا إلى أنه تم إخطار قبائل ذيبان المنتمية إلى طرفي الصراع بضرورة القدوم إلى جامعة أرحب اليوم وتوقيع الصلح الجديد الذي يلزمهم برفع أية قطاعات ومعسكرات. وينص الاتفاق على تجريم قطع الطرقات من قبل أي طرف كان بما فيها القبائل.. وتهجير أرض أرحب وطرقها بشكل عام. كما يقضي بعدم استقدام مسلحين للقتال من خارج المديرية وأن تبقى أرحب آمنة لكل الناس وللتعايش السلمي بين كافة الطوائف. وأشار سنان إلى أن شيوخ قبائل ذيبان أبدوا استعدادهم لرفع القطاعات والمعسكرات والتوقيع على العقد. وسيتم توقيع العقد الاجتماعي الذي يعتمد استخدام القوة من قبل كافة قبائل أرحب ضد من يفرط في الاتفاق كضمانة لتنفيذه بحضور شيوخ قبائل بني الحارث. وكانت أرحب قد شهدت خلال الساعات الماضية تدفق عشرات المسلحين الموالين للطرفين من خارج المديرية تحسبا لمواجهات مسلحة مستمرة. وأوضح سنان بأن الوضع هدأ مع تحذير قبائل أرحب للمتقاتلين بوقف العنف، متوقعا بأن يتم خلال الساعات القادمة والتي ستعقب التوقيع على الاتفاق رفع كافة النقاط والمواقع العسكرية للطرفين وأن يعود الأمر إلى طبيعته. وفي حال نجحت قبائل أرحب في وضع حد للاقتتال الطائفي على مشارف العاصمة فإنه قد يغير مسار المفاوضات بين طرفي الصراع خصوصا بعدما أعلنت لجنة الوساطة الرئاسية وصولها إلى طريق مسدود في ظل استمرار رفض الحوثيين والسلفيين تسمية أعضائهم للمشاركة في المفاوضات المتوقع انعقادها في صنعاء خلال المرحلة المقبلة كما قال للصحيفة في وقت سابق عضو لجنة الوساطة الرئاسية درهم الزعكري. وتوقفت المواجهات في أرحب رغم استمرار سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين في المعارك المستمرة في محافظتي صعدة وعمران مع تبادل خفيف لإطلاق النار في جبهة حرض محافظة حجة. وقال مصدر قبلي في دماج ل "اليمن اليوم" إن الاقتتال الدائر في المنطقة منذ أكثر من 70 يوما لا يزال مستمرا، مشيرا إلى أن الساعات الماضية شهدت قصفا متبادلا بين الحوثيين والسلفيين بمختلف أنواع الأسلحة. وقد أعلن السلفيون أمس مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في قصف حوثي بمدافع وقذائف الهاون على المنازل في دماج. كما أدى القصف -وفقا لمصدر في دماج- إلى تدمير عدد من المنازل. مصدر ميداني في جماعة الحوثي قال ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين ردوا على قصف قرى قريبة من جبل البراقة من قبل السلفيين، مشيرا إلى سقوط ضحايا في تلك الهجمات. كما سقط قتلى وجرحى في معارك ضارية تشهدها جبهة حاشد بمحافظة عمران بين مسلحي الأحمر وقبائل الحوثي خصوصا مع تقدم القتال إلى منطقة خيوان. ويرفض الطرفان الإعلان عن حجم الخسائر البشرية والمادية في صفوفهما منذ بدء المواجهات الطائفية قبل عدة أشهر.