كانتالحرب بين السلفيين والحوثيين، محصورة في دماج وقرى قريبة حولها، واليوم يتحاربونفي بعض مناطق حجة مثل حرض، وفي عمران، والجوف، وكتاف صعدة.. وسوف تتوسع حروبهم،وهذا كله بفضل التحشيد المذهبي، والعصبية القبلية، ودخول حزب الإصلاح في المعركةلإضعاف منافسه في الساحة الدينية، وسعي أولاد الأحمر لقهر خصومهم الذين باتواينافسونهم في مناطق نفوذهم التقليدية. يتكلم السلفيون عن 180 قتيلا و500 جريح في صفوفهم،وأنهم قتلوا وأصابوا من الحوثيين مالا يحصى، وهذا في صعدة وحدها، أما في الجبهاتالأخرى فالأخبار تتحدث يوميا عن قتلى وجرحى بالعشرات يوميا.. وهذه هي طبيعة الحروبالتي ترفع فيها رايات المذهبية والعصبية القبلية، وعاد السلفيون يريدونها تكبروتكبر، وليسوا بصدد فكرة وقف الحرب، بل يطالبون الرئيس بشن حرب على الحوثيين، ولمايرفض توريط الجيش في هذه الحرب، يقولون لقد خذلنا هادي! والحوثيون من جانبهم ليسواأقل حماسا من السلفيين لهذه الحرب، ولذلك هما شريكان متفقان في أمر واحد، وهوإحباط مساعي لجنة أبو أصبع الرئاسية، وهي لجنة تريد حلا عن طريق المفارعة بالكلاماللطيف، ومناشدة العواطف، وهذا لن يكون دون وجود جنود الدولة في الوسط، يمنعونالقتال، ولا ينحرفون جهة هذا الطرف أو ذاك. لاندري لماذا الحذر من تدخل كتيبة محايدة من الجيش في الوسط بين السلفيين والحوثيينفي في دماج التي هي أس المشكلة، ومصدر الحروب في المناطق الأخرى خارج صعدة، بينمايورط الجيش في عمران، التي أرسل إليها اللواء علي محسن الأحمر، مستشار رئيسالجمهورية للأمن والدفاع كتيبة من المجندين الجدد في الجيش لتعزيز قبائل الأحمروالسلفيين في جبهة حاشد؟ يرفضالرئيس دخول الجيش كمفارع في دماج، ومستشاره للدفاع والأمن يوجه كتيبة من الجيشإلى عمران لتقاتل إلى جانب طرف ضد طرف، وهو نفس مطلب السلفيين في صعدة الذي لميستجب له الرئيس هادي، وهذه من المفارقات. علىأن إرسال اللواء المستشار كتيبة من الجيش إلى حاشد - وهو ليس مجرد كلام مكايدين-دليل ساطع على أن الذين هتفوا سنة كاملة من أجل هيكلة الجيش، والذين سبقوا الجميعإلى تأييد قرارات الرئيس بشأن الهيكلة، لا يريدون هيكلة، ولا يؤمنون بفكرة جيشوطني محايد، بدليل أنهم يخصصون لفئة مذهبية وقبلية كتيبة جيش، وآخرون يطالبونالرئيس إرسال الجيش لكي يقاتل الفئة التي يقاتلونها.