حيث صحا أبناء المكلا في اليوم الثالث للهبة الشعبية على واقع مرير لمقار أقسام الشرطة، بعد أن غادرتها العناصر المسلحة الخارجة عن القانون، والتي كان مدير الأمن العميد فهمي محروس (ينتمي إلى حزب الإصلاح) وجه مدراء مراكز الشرطة بعدم الاحتكاك معها وتسليمها المراكز وعمل محضر استلام وتسليم، وهو ما أغضب عددا كبيرا من الضباط والأفراد، ودفعهم إلى المغادرة إلى منازلهم قبل أن يتهمهم لاحقاً بأنهم فروا. وقالت مصادر محلية وأخرى أمنية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن العناصر المسلحة الخارجة عن القانون غادرت فجر أمس مراكز الشرطة في المكلا، بعد أن نهبت كل محتوياتها بما فيها من أطقم وآليات عسكرية، وهي عناصر مسلحة متعددة الولاءات بين الحراك الجنوبي وآخرين تربطهم علاقات مع تنظيم القاعدة، فيما لا يزال عدد منهم يحتفظ بعضوية حزبه السابق (الإصلاح) وكان لهم ظهور بارز أثناء الأزمة 2011م. وأفادت المصادر بأن اللجنة الأمنية في المحافظة برئاسة محافظ المحافظة خالد سعيد الديني، وجهت مذكرة أمس إلى رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، أوضحت من خلالها دور مدير أمن ساحل حضرموت، العميد فهمي محروس، في تسليم مقار الأمن ونهبها من قبل عناصر مسلحة. فيما نقلت ذات المصادر عن ضباط مقربين من العميد محروس أنه تصرف بناء على توجيهات تلقاها من وزير الداخلية اللواء عبدالقادر قحطان. وفي صنعاء أكد ل"اليمن اليوم" مصدر مطلع في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية، اعتراض قيادة الإصلاح ومستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن، اللواء علي محسن الأحمر، على تغيير مدير أمن ساحل حضرموت. ونقل موقع (الصحوة نت) الناطق بلسان الإصلاح، أمس، خبراً اتهم من خلاله اللجنة الأمنية بحضرموت، بأنها تريد تغيير العميد محروس بآخر مقرب من نجل الرئيس السابق. على ذات السياق قال رئيس اللجنة الإعلامية ل"الهبة الشعبية" سعود سعد الشنيني، في تصريح لصحيفة "السياسة" الكويتية "إن هناك مواقع أمنية في مدينة سيئون ومركز شرطة مديرية المكلا سلمت لهم"، نافيا أن يكون هدفهم من الهبة السيطرة على حضرموت أو حكهما أو انفصالها عن اليمن. وأضاف الشنيني: "من حقنا أن نسيطر على أرضنا ونفطنا بسبب الجرائم التي ترتكب ضدنا والنهب والاستبداد"، موضحا: "نريد الوصول إلى هذا في إطار دولة وليس في إطار انفلات أمني ولا دولة، ومن حقنا أن نحكم أمننا ونحافظ على أمن البلد كاملا، لأن الجرائم ترتكب كل يوم بحق أبناء حضرموت، وعندما ثار الناس، فسر ذلك بأنه انفصال، مع أنها قضايا كبيرة نحن لازلنا في إطار دولة واحدة ولكن السلطة غير موجودة في حضرموت". وبشأن دور نائب الرئيس السابق، علي سالم البيض وعناصره من "الحراك الجنوبي" في الهبة، قال الشنيني إن "أصحاب الحراك أقحموا أنفسهم في الهبة الشعبية ونحن نرفض ذلك جملة وتفصيلا، لأن الهبة باسم تحالف قبائل حضرموت، وأولئك يريدون السيطرة على الأمور وجرها إلى طرق أخرى نحن نرفضها وسنصدر بيانا بذلك". وعن إمكانية استغلال تنظيم "القاعدة" للموقف الراهن للسيطرة على حضرموت، قال الشنيني: "نحن متماسكون وقد شكلنا لجانا داخل كل المدن والأحياء والحارات ولن نترك فرصة للآخرين لاختراق صفوفنا، إلا إذا كانت هناك قوى كبيرة تدعمهم، فسيؤدي ذلك إلى صدام، والصدام قد يؤدي بالبلد إلى مهاو سحيقة".