اعتبر تنظيم القاعدة في البيان الذي قرأه قاسم الريمي المسؤول العسكري للتنظيم في جزيرة العرب أن جريمة مستشفى العرضي التي ذهب ضحيتها مئات الأبرياء ما بين شهيد وجريح لم تكن أكثر من خطأ جدير بالاعتراف بالذنب وتقديم الاعتذار والتعازي لذوي الضحايا.. ولم أفهم.. فإذا كان كل هذا العدد من الضحايا هو مجرد حصيلة لخطأ فكم سيكون ضحايا الصواب؟ وإذا سلمنا بأن ما حدث خطأ فما هو التوصيف لمجزرة ميدان السبعين التي حصدت أرواح كل ذلك العدد من الجنود المنتمين إلى الأمن المركزي؟ ثم ما علاقة ضحايا مستشفى مجمع وزارة الدفاع وضحايا السبعين وغيرهم بالمعركة الافتراضية لتنظيم القاعدة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية.. هل كان طابور المتدربين على الاستعراض في حفل عسكري يحملون في جيوبهم أجهزة تحكم بالطائرات الأمريكية بدون طيار.. ثم أي معنى للقول "بأننا ما أردنا ضحاياكم ولا قصدناهم وليس من ديننا هذا ولا خلقنا ونتحمل كامل المسؤولية عما حدث في المستشفى من دفع الديات والتعويضات والعلاج وغير ذلك". في جريمة مستشفى مجمع العرضي تم إزهاق أرواح الطبيبة والطبيب.. والمعاون والمعامل والمريض.. طالت الأعيرة النارية والقنابل وكتلة الديناميت شديدة الانفجار كل الأجساد الحية.. وكان منظر كتلة بشرية بريئة وهم يستنجدون برجل يرتدي الزي العسكري سرعان ما أخذ دور الحاصد للأرواح من الترهيب والإرعاب بحيث لا ينفع معه أي تفسير أو تبرير. مشاهد مرعبة احتار الناس في وضعها تحت أي توصيف غير التوصيف بأننا كنا أمام مهاجمين تجاوزوا سقف التوحش فهل من تفسير علمي لظاهرة قتل الأبرياء وكأنهم مجرد أهداف إلكترونية في لعبة بلاستيشن. لم يدرك من اتخذ قرار القتل الجماعي في ميدان السبعين وأخيراً داخل مستشفى العرضي أن معظم الذين تم إزهاق أرواحهم أو إصابتهم بالعجز هم أبناء وبنات لآباء وأمهات ينتظرونهم وأن الجريمتين خلفتا المئات من الثكالى واليتامى والأرامل ممن ينطقون بشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله. أين هؤلاء من حرمة دم المسلم وكيف لهم أن يكونوا في حل من دينهم وهم يسفكون كل هذه الدماء وهل من تراجع عن أعمال هي أشد عند الله من هدم الكعبة حجراً حجرا؟ وأما تعزية من يرتكب المجازر في بيان الاعتراف بالتورط، بل ولغو الاستعداد لدفع الديات لأهل الضحايا فإن فيه من المعاني الغريبة ما هو جدير بالقراءة.. والله المستعان.