يقترب العام 2013 من نهايته، ونأبى إلَّا أن يرحل محمَّلاً بجثث أكثر، وقتل أكثر، وأيتام وثكالى أكثر. العالم كله يحتفل باستقبال عام جديد.. يحتفلون لأنهم يطمحون أن يحققوا في العام الجديد ما لم يستطيعوا تحقيقه في العام السابق، ويشعلون الشموع، ويطلقون الأمنيات الجميلة والبالونات الملوَّنة.. ونحن نشعل الشوارع، ونطلق الفتاوى والرصاص، والقذائف الملوَّنة أيضاً.. ما حدث في الضالع جريمة تضاف إلى سجل الجرائم التي شهدها هذا العام، ولا فرق بين أن تُقيَّد القضية ضد مجهول، أو معروف، فما زالت دماء أمان والخطيب تسيل على وجه الحكومة التي لم تفعل شيئاً، رغم معرفة الشعب كله بالجاني، وما زالت جريمة السبعين وكلية الشرطة، وعشرات الجرائم بانتظار نبشها من جديد والبحث عن المتسبِّبين بها. كلُّ ما تستطيع الدولة فعله هو تشكيل لجان، وكلُّ ما في الأمر أن من يتم تكليفهم بتشكيل لجنة لم يقدِّموا تقريراً واحداً ذا فائدة، فكلُّ ما يتم تقديمه كلام إنشائي شبيه بدروس التعبير. قيل إن ما حدث كان عن طريق الخطأ، فليكن.. هل سيقوم الرئيس هادي بتحكيم أهالي الضحايا، كما فعل في مع أهالي شهداء البيضاء، الذين قتلتهم طائرة بدون طيار!! أم سيتم تقديم القتلة للعدالة؟ فليكن الأمر خطأ، أو مزاحاً، أو حماقة.. هل ستكتفي الدولة بتشكيل لجنة، والاعتذار عمَّا بدر من ابنها الغاوي الذي ارتكب هذه الحماقة.. بإمكان الدولة أن تجرب لمرة واحدة مبدأ العقاب لكلِّ من يقوم بهذه الأفعال ليرتدع البقية. ما حدث في الضالع كافٍ ليقدِّم الرئيس وحكومة الوفاق استقالتهم، خجلاً من عدم قيامهم بشيء، منذ مقتل جدبان فقط، ومروراً بجريمة العرضي، وحتى جريمة الضالع. لماذا لا يخجل أحد من أعضاء الحكومة ويقدم استقالته!!