عبر أعضاء الهيئة التنفيذية لحزب الرشاد السلفي خلال لقائهم أمس رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، عن صدمتهم من مخرجات وثيقة الصلح المبرمة بين الحوثيين والسلفيين وبما تقتضيه من خروج السلفيين من دماج إلى الحديدة. واعتبر قادة الرشاد خروج السلفيين "تهجيراً ستكون له تبعاته المأساوية على الوطن ككل"، محملين رئيس الجمهورية مسئولية ذلك. وأوضح رئيس حزب الرشاد الشيخ محمد بن موسى العامري ما جرى في لقائهم بالرئيس هادي قائلاً: تحدثنا مع الرئيس عن ضرورة تعاون الجميع لإخراج اليمن مما هو فيه بشكل عام وتحدثنا أكثر عن خطورة تهجير أبناء دماج، وقلنا له إن هذه الخطوة كارثية على الوطن بشكل عام وإنها سنة سيئة ستفتح باباً للتهجير المتبادل مناطقياً ومذهبياً. وأشار إلى أنهم حملوا الرئيس هادي المسئولية: "وقلنا له إن هذه الخطوة ستكون كارثية على اليمن بشكل عام ولا يمكن أن يستقر أمن في ظل تهجير ترعاه الدولة"، وتابع: "قلنا للرئيس صراحة إن هذا في المقياس الدولي للحروب إبادة جماعية، فبأي حق يهجر مواطن يمني له الحق أن يعيش في صعدة، ثم ماذا سنقول لأبناء حضرموت أو أبناء يافع أو الضالع عندما يهجرون الشماليين.. لقد سنينا سنة سيئة بتهجير أبناء دماج، سواء مناطقياً أو مذهبياً. واستمع قادة الرشاد إلى مبررات من الرئيس إلا أنها لم تكن مقنعة بالنسبة لهم. وقال العامري: قلنا له، أبناء دماج حوصروا وقوتلوا على مدى قرابة مائة يوم وكان يفترض أن يكون للدولة دورها في وقف الحرب وفك الحصار، لكن الرئيس قال لنا وبصريح العبارة إن وضع الجيش والأمن سيئ وإن الجيش في صعدة لا يستطيع أن يقوم بدوره الدستوري، فقلنا له إن هذا لا يعفيك من المسئولية وإن لديك أوراقاً كثيرة يمكن أن تمارسها. وأضاف رئيس حزب الرشاد متسائلاً: "لماذا اللجنة الرئاسية أصلاً طالما والنتيجة إخلاء دماج وتسليمها للحوثي.. كان يقولوا سلموا صعدة ما عاد فيش دولة وخلاص". وأوضح أن اللجنة الرئاسية في صعدة أمهلت السلفيين في دماج أربعة أيام فقط للخروج من المنطقة "الحصار مستمر أكثر من شهرين بتغطية اللجان الرئاسية وفي الأخير تأتي هذه اللجان وتقول لأبناء دماج خذوا مهلة أربعة أيام، إما أن تخرجوا وإلا فنحن لا نستطيع أن نعمل لكم شيئاً". وإلى أي منطقة في الحديدة سيخرجون قال الشيخ محمد بن موسى العامري: "الفكرة هي أنهم يخرجون، يعني تهجير وبالنسبة للمنطقة فاختيار الحديدة ربما لأنها منطقة يحيى الحجوري وربما هو من اختار وادي مور". وعن دورهم في حزب الرشاد قبل التوقيع على وثيقة الصلح قال العامري: "حاولنا وبذلنا مساعي كثيرة جداً وكنا نتوقع من اللجان الرئاسية أن تحل المشكلة، ولكن للأسف يبدو أنها خلقت مشكلة أعقد من المشكلة التي جاءت لحلها"، مشيراً في ختام تصريحه إلى "أن دماج تعرضت لتآمر خارجي وخذلان محلي كبير". وفي سياق ردود الفعل أشار البروفيسور سيف العسلي إلى (صفقة تمت بين الرئيس هادي والحوثيين وحزب الإصلاح) كانت ضحيتها ليس السلفيين من دماج وإنما الدولة ككل. وقال العسلي ل"اليمن اليوم": "إنني أشعر بالحزن والأسى والغضب، وأنا أعزي نفسي واليمنيين بالوحدة والدولة الحبيبة التي ذبحت في دماج، فعملية ترحيل اليمنيين من وطنهم يشبه تماماً ما تقوم به السلطات الإسرائيلية بالفلسطينيين". وتابع: "المؤسف أن ذلك حدث برعاية رئاسية وحكومية وحزبية".. متناسين أن هؤلاء المواطنين لهم حقوق ولا ينبغي لأحد أن يحرمهم حقهم في العيش أينما يريدون داخل حدود الأراضي اليمنية. وقال العسلي: "الصفقة أثبتت أن الحوثي قد أقام دولته في صعدة وهو من يحدد من يعيش فيها ومن يرحل.. وهذا انتهاك للسيادة اليمنية، وللحقوق الأساسية وسابقة خطيرة سنرى تبعاتها عندما تحذو مكونات الحراك حذو الحوثيين، مطالبين بتهجير أبناء الشمال". وعن مصلحة حزب الإصلاح في الصفقة وما إذا كانوا غدروا وباعوا السلفيين قال العسلي: "فعلاً باعتبار أنهم كانوا يتبنون القتال مع السلفيين وفجأة يقبلون بهذا الصلح"، مشيراً إلى أن الأيام كفيلة بكشف الثمن.