دعا رئيس جبهة إنقاذ ما تسمى ب"الثورة" البرلماني أحمد سيف حاشد إلى إسقاط حكومة الوفاق ومحاسبة أعضائها. وقال حاشد في تصريح ل"اليمن اليوم" إن من أبرز أهداف الجبهة -التي تأسست عقب استيلاء "الإخوان على ثورة الشباب في 2011"- الدعوة إلى تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة الحزبية التي قال بأنها تفسد الحكومة. وأضاف حاشد أن جبهة الإنقاذ ليس لها علاقة بحملة الإنقاذ التي دعا لها ناشطون شباب مستقلون ومنظمات مجتمع مدني، مشيراً إلى وجود اختلاف بين الجبهة والقائمين على الحملة: "عقدنا اجتماعاً مع منظمي الحملة قبل يومين وأخبرناهم بأن مطالبنا ومطالبهم واحدة لكن علينا تأجيل الاحتجاجات حتى وقت آخر لكنهم رفضوا". وأضاف: "اختلفنا مع الحملة لعدم وجود تنسيق بيننا". في السياق ذاته واصلت اللجنة التحضيرية لحملة "نازلين في 14 يناير لقلع الفاسدين" أمس فعاليات الحشد الشعبي للاحتجاجات. واعتبر القائمون على الحملة الخروج في هذا التوقيت الذي يتزامن مع أربعينية شهداء الهجوم الإرهابي على مجمع الدفاع بأنه الفرصة الوحيدة لتغيير حكومة الوفاق التي تتهمها اللجنة التحضيرية لحملة 14 يناير بالفساد ونشر الفوضى وإشعال الصراعات المذهبية والمناطقية. يتزامن ذلك مع تبادل ناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي لأسماء من قالوا بوجود نوايا رئاسية لتغييرهم. من جانبها، قالت أمين عام اللجنة التحضيرية للحملة نورا الجروي ل"اليمن اليوم" إن وزارة الداخلية منحتهم تصريحاً لإقامة الفعاليات الاحتجاجية. وكانت وزارة الداخلية قد وجهت -وفقا للجروي- في وقت سابق باعتقال أعضاء اللجنة التحضيرية. وتلقت الجروي أمس اتصالاً من مجهول يتوعدها بالتصفية الجسدية لكنها حمّلت قناة سهيل التابعة لحميد الأحمر مسئولية حياتها. وجاء تهديد الجروي في وقت أطلقت فيه قوات الأمن سراح رئيس الحملة عبدالجليل اليتيم بعد ساعات من اعتقاله. وقالت الجروي: "اتصلت قناة سهيل بمنزل أسرتي وطلبت رقمي لتؤكد لي أنهم يعرفون بيتنا كون رقمي متداولاً في كل مكان، وبعد حديثي مع القناة اتصل لي شخص وهددني بشكل مباشر وقال لي: لو ما تبطلي لا نقرح راسك ونقتل الجميع". وأشارت إلى أنها عازمة على المشاركة في الاحتجاجات أيا كانت العواقب، مشيرة -في منشور على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك- إلى أنها لم تخرج في سبيل حزب أو جهة بقدر ما خرجت لأجل وطنها. كما طالبت وزارة الاتصالات بتتبع المكالمة التي أعقبت اتصالها مع القناة، داعية المنظمات الدولية وحقوق الإنسان إلى حمايتها وفريق الحملة. وقالت الجروي ل"اليمن اليوم" إن رئيس حملة إنقاذ تعرض للاعتقال مساء أمس الأول، مشيرة إلى أن فريق الحملة لن يرضخ للضغوطات التي تشنها قوات الأمن بحقهم، "ونحن نازلون مهما كلف الأمر". وكان رئيس الحملة عبدالجليل اليتيم قد أشار في وقت سابق ل"اليمن اليوم" إلى أن الهدف من الحملة اقتلاع الحكومة بكامل أعضائها والمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط وكفاءات. من جانبه، اعتبر المجلس المحلي بأمانة العاصمة الدعوات لإسقاط الحكومة من شأنها العودة إلى مربع الصراع، محذرا في بيان -تلقت الصحيفة نسخة منه- من استغلال من وصفها بالجماعات الإرهابية لتلك التجمعات وتنفيذ أعمال إرهابية نظرا للحالة الأمنية التي وصفها البيان بالهشة. واعتبر البيان -ما وصفه بالعمل الانتهازي الناجم عن حملة إسقاط الحكومة- "خيانة وطنية". وحذر البيان موظفي الدولة من المشاركة في تلك الفعاليات، داعيا في الوقت ذاته جميع موظفي الوحدات الإدارية إلى الالتزام بالدوام الرسمي يوم الرابع عشر من يناير الجاري "وكل من سيتغيب سوف يتعرض للمحاسبة والمساءلة". وتصاعدت منذ إعلان حملة إسقاط الحكومة مخاوف المسئولين الحكوميين على مستقبل حكومة الوفاق، خصوصا وأن شريحة كبيرة من المجتمع باتت تؤيد ضرورة محاسبة الحكومة وتغييرها نظرا للوضع المتدهور بشكل يومي.