اعتاد الأطفال على إحراق التواير في آخر يوم من شعبان، استقبالاً لرمضان، وهي عادة مجلوبة من القرى كانوا يسمُّونها «التنصير»، وكلمة «التنصير» لا علاقة لها بالنصرانية على الإطلاق. على الدولة أن تأخذ في حسابها هذا الأمر، وألَّا تعتبره فعلاً تحريضياً، وتقوم بإقفال رمضان كما فعلت مع قناة اليمن اليوم وجامع الصالح، فقد أصبحت الحكومة تخاف من أي تاير يحترق، ولن يبقى أمامها سوى الجامع الكبير في حال إشتعال تواير أخرى. كانت هذه الظاهرة موجودة، ولا زالت متواجدة في بعض المناطق بصورة قليلة، أما الغالبية فإنهم أصبحوا يحتفظون بالتواير المستعملة ليبيعونها بدلاً من حرقها، وهناك من يخرج في جوف الليل ليبحث في الشوارع والقمامة عن قناني الماء الفارغة وعُلب البيبسي التي يتم بيعها كخردة. لتكن الدولة على يقين أن التواير الرمضانية- إن اشتعلت هذا العام- ليست تواير تحريضية، ولتطمئن أن الناس أصبحوا يبيعون التواير لشدة ما لاقوه من العناء في ظل عهد الدولة الوفاقية.. وكأن هذا المواطن الذي يلهث بعد لقمة عيشه، ولا يجدها أحياناً، يحتاج إلى من يحرِّضه وهو يبحث عن دبة الغاز فلا يجدها، وينام في الشوارع أمام محطات البترول في طوابير طويلة ليحصل على دبة بترول، وهناك الكثير أوقفوا سياراتهم، التي هي مصدر رزقهم، بسبب انعدام الديزل. المواطن الذي فقد آمالاً كثيرة، منذ صعود الوفاقيين، لا يحتاج إلى قناة اليمن اليوم لتحرِّضه على الخروج إلى الشوارع وإحراق التواير، فالجوع كافر كما يُقال، والفقر كافر، وقد قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: عجبتُ لمن لا يملك قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه.