ضرب إعصار الربيع المزعوم المنطقة العربية فانشغلت البلدان بنفسها وزاد انكشاف الظهر الفلسطيني أكثر وأكثر.. ومما زاد الطين بلة أن حركة حماس ورطت نفسها مع مصر في مواقف لم يكن الحال الفلسطيني يستدعيه في شيء لكنه الفيروس الذي أصاب الجميع، حتى لا أقول إنها اللعنة..! لم تفطن حماس إلى أن فلسطين والموقف من إسرائيل كان غائبا في مجمل شعارات الربيع العربي إما خوفا أو نفاقا أو لأن المخرج على صلة بالأصابع التي تحرك الصراع من هناك، حيث تحلو المخططات لتنفيذ كل شيء وأي شيء مادام قطافه سيعود لإسرائيل، ولذلك شاهدنا حجم الشكوى المصرية من ذوي القربى الفلسطينيين ليكون الرد من ذلك النوع الذي لم تجد فيه غزة بُدّاً من التوافق مع رام الله، ولكن هل من شيم الصهاينة أن يتركوا الفلسطينيين دونما أذى ماحق على النحو الذي تنفذه سلطات الاحتلال هذه الأيام.. يختفي ثلاثة من المستوطنين فتقوم قيامة الصهاينة.. يداهمون المنازل ويهدمون ويستبيحون الحرمات ويضيفون إلى قرابة ستة آلاف أسير الكثير من الأسرى.. الهدف المعلن البحث عن المفقودين، والحقيقي هو النيل من مشروع التقارب الذي حدث بين غزةورام الله وعقاب الفلسطينيين على طرق أبواب المنظمات الدولية، رغم أن المجتمع الدولي خلال أكثر من ستة عقود ترك لإسرائيل حق أن تكون آخر دولة احتلال في العالم تقتل وتخرب وتجرف وتسجن بعد أن سرقت بلدا بأكمله، وليس من حق الفلسطيني أن يقاوم أو حتى يطالب.. الكارثة أن الصهاينة يسيرون باتجاه تفكيك العرى الفلسطينية من جديد مستندين على ثلاثية النفاق الدولي وانشغال من بقي من العرب بأنفسهم، وهذه الصورة النمطية التي تركها الفلسطينيون عن ذواتهم وهم يختلفون على حقهم الشرعي في التمسك بخيار المقاومة وحق الدفاع عن النفس بعد أن اغتال الصهاينة كل شيء وفي المقدمة الشهيد ياسر عرفات الذي مات مسموما.. من واجب الفلسطينيين بكل فصائلهم أن يجمعوا على حقهم في المقاومة بمختلف الوسائل.. وأبرز صور المقاومة التمسك بالمصالحة وإيقاف التنسيق الأمني لصالح المحتل والاتفاق على استراتيجية واضحة تلبي حقوقهم التي تعترف بها كل شرائع السماء والأرض.. فهل يفعلون..؟