تواصلت، أمس، المواجهات بالسلاح الثقيل في محافظة الجوف بين جماعتي الإخوان المسلمين (الإصلاح) والحوثي، وسط قتلى وجرحى بالعشرات، معظمهم من خارج المحافظة. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن مواجهات عنيفة دارت في مديرية الغيل بدأت من الواحدة فجراً حتى السادسة صباحاً، تمكن خلالها الحوثيون من استعادة السيطرة على عزلة "بورة" وتشديد الخناق على مسلحي الإخوان في عزلة الرايسة، آخر معاقلهم في المديرية. وكان الإخوان قد تمكنوا، الاثنين الفائت، من السيطرة على قرى "بورة" بعد وصول المئات من مقاتلي الإخوان من مأربوالبيضاء، ويطلق عليهم اسم (جيش إقليم سبأ). وبحسب المصادر فإن مسلحي الإخوان انسحبوا، أمس، من قرى "بورة" والتحقوا بزملائهم في عزلة الرايسة للدفاع عنها، وهي مسقط رأس رئيس شورى حزب الإصلاح في المحافظة وقائد مقاتليهم هناك، الشيخ الحسن أبكر، فيما يصر الحوثيون على اقتحامها ونسف منزله، تتويجاً لما يسمونه "السيطرة الكاملة على مديرية الغيل". وقال مصدر قبلي رفيع في الجوف، في سياق تصريحه ل"اليمن اليوم" إن اللافت في معركة أمس أن معظم ضحايا الطرفين من خارج محافظة الجوف. إلى ذلك فشل حزب الإصلاح (الإخوان) في عقد لقاء "الاصطفاف الوطني" لقبائل إقليم سبأ (البيضاء، الجوف، مأرب)، يوم أمس. وكان الإصلاح دعا مشايخ وأعيان وقيادات المجالس المحلية في المحافظات الثلاث المذكورة للمشاركة في لقاء "الاصطفاف الوطني" واختار مدينة مأرب مكاناً لانعقاده، غير أن الحضور اقتصر على الموالين لحزب الإصلاح وآخرين مستقلين، ولكن سرعان ما انسحب عدد منهم بعد كلمة رئيس الإصلاح في مأرب الشيخ مبخوت بن عبود. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر قبلي من محافظة البيضاء، حضر اللقاء، إنه فوجئ فور وصوله مأرب أن اللقاء حزبي بحت ويخص الإصلاح لا سواه، وأن الهدف منه هو تحشيد القبائل لقتال الحوثيين في الجوف. ولفت المصدر إلى أنه استمر معهم في فعاليات اللقاء، إلّا أنه انسحب بعد كلمة رئيس حزب الإصلاح في مأرب، الشيخ مبخوت بن عبود، الذي قالها صراحة بأن الهدف الأساسي من هذا الجمع هو قتال الحوثيين، واصفاً إياهم ب"الغزاة الروافض". وأضاف المصدر: لم يكن بن عبود قد أكمل كلمته حتى نهض عدد من المشايخ والوجهاء والمستقلين وخرجوا من مكان انعقاد اللقاء، غير أن محافظ مأرب، الشيخ سلطان العرادة، لحق بهم إلى خارج المكان واعتذر لهم ودعاهم إلى الغداء والمقيل في منزله. ولفت إلى أن اعتراضهم لا يعني أنهم موالون لجماعة الحوثي، وإنما لحرصهم تجنيب مناطقهم الاقتتال، فضلاً عن أن مفهوم الاصطفاف الوطني يتنافى مع التجنيد ضد طرف معيَّن. وفي السياق أكد الشيخ منصور العراقي، أحد أبرز مشائخ الجوف، عدم مشاركته معظم مشايخ ووجهاء المحافظة وقيادات السلطة المحلية. وقال العراقي في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" إن اللقاء في مأرب تابع لحزب الإصلاح"، ولهذا قاطعته مختلف الأطراف الأخرى بما فيها شركاء الإصلاح (الاشتراكي، الناصري، وبقية أحزاب المشترك). من جهته قال حزب الإصلاح في موقعه الرسمي (الإصلاح نت) إن اللقاء التشاوري الأول لأبناء إقليم سبأ أكد رفضهم القطعي لما تقوم به الجماعات المسلحة من أعمال عنف وتقويض السلم الاجتماعي والإخلال بالأمن ومحاصرة المدن، كما أكدوا وقوفهم مع الثورة والجمهورية والوحدة. حضر اللقاء من القيادات الحكومية محافظا مأرب سلطان العرادة، والجوف محمد سالم بن عبود، وهما من قيادات حزب الإصلاح، فيما تغيَّب محافظ البيضاء، اللواء الشدادي الظهري، رغم أنه من المحسوبين على اللواء علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح، وحضر بدلاً عنه وكيل أول محافظة البيضاء صالح الرصاص.