علمت "اليمن اليوم" من مصادر رئاسية وأخرى من جماعة الحوثي أن اجتماعاً عقد صباح الاثنين في نادي القوات المسلحة بأمانة العاصمة كان على وشك الاتفاق على إنهاء الأزمة. وأضافت المصادر أن الاجتماع بحضور وزير المالية ووزير الدفاع ومحافظ البنك المركزي ناقش المبادرة التي تقدم بها عدد من المشايخ ووافقت عليه مبدئياً جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وأدخلت اللجنة تعديلات عليها حتى تكون مقبولة لدى الجانب الحكومي. وتتضمن المبادرة تخفيض الجرعة بواقع 1000 ريال من سعر الدبة البترول والديزل سعة 20 لتر وتشكيل حكومة كفاءات تخلو من مشاركة أي وزير سابق. وبحسب المصادر فإن أحداث ساحة مجلس الوزراء وما رافقها من أعمال عنف أجهضت الاتفاق الذي كانت اللجنة على وشك إعلانه. وأشارت المصادر إلى أن اتهامات وجهت نحو مستشار رئيس الجمهورية لشئون الدفاع والأمن اللواء الركن علي محسن الأحمر، وأنه من تعمّد خلط الأوراق. كشفت جماعة أنصار الله (الحوثيين) عن ثلاثين شخصاً من أنصارها شاركوا في مسيرة الاثنين اعتقلهم الأمن القومي، وقال قيادي في الجماعة ل"اليمن اليوم" إن من بين المعتقلين أحد الجرحى. وساد، أمس، العاصمة صنعاء هدوء حذر بعد يوم دامٍ أسفر عن مقتل 7 وإصابة أكثر من 100 من جماعة أنصار الله (الحوثيين) برصاص قوات الأمن والجيش أثناء مشاركتهم في مسيرة قرب مبنى الحكومة. تخلل هذا الهدوء تعزيزات عسكرية وأمنية في الأماكن الحساسة وظهور رئيس الجمهورية داخل قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً) ببزته العسكرية، من جهة، ووصول المئات من مسلحي القبائل الموالون لجماعة الحوثي إلى مخيمات الاعتصام المحاصرة للجماعة من كافة المداخل متوعدين في شعاراتهم بالانتقام. وأكد ذات المصدر عدم وجود أية مفاوضات جديدة بين جماعته والرئاسة. وفي حين توالت الإدانات لأحداث الاثنين من الحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري ومنظمات حقوقية.. كشفت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" عن توجيه وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب، قوات الأمن المرابطة في محيط المنشآت الحكومية والخاصة استخدام الذخيرة الحية لمواجهة المحتجين من أنصار الحوثيين في حال حاولوا اقتحامها. فيما طالب عضو البرلمان البارز عبدالرحمن بافضل (إخراج الحوثيين من صنعاء) ومحاكمة وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد. وقال بافضل في منشور له على صفحته الرسمية في الفيسبوك "الأمن لن يستقر في العاصمة إلاّ بخروج الحوثيين منها".. مطالباً الرئيس هادي إبقاء القوات القريبة من مخيمات الحوثيين بعيدة عن وزير الدفاع الذي اتهمه ب"فتح أبواب صنعاء لمسلحي الحوثي كما فتح لهم أبواب عمران لتسهيل إسقاطها"، حد قوله. وتعليقاً على تصريحات محافظ الجوف لصحيفة الشرق الأوسط " أن الحرب مع الحوثيين ستنتهي خلال أيام وستنتقل إلى محافظة صعدة" ..قال بافضل :" إنها استراتيجية صحيحة ولا بد من ضرب الحصار على صعدة حتى يستسلم الحوثي". وأضاف قائلا:" نضم صوتنا إلى محافظ الجوف ونتمنى حسم الأمور في الجوف وإرغام الحوثي على التراجع إلى مقره في صعده وعلى إثرها يضرب الحصار حول صعدة". في سياق متصل، قالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن قرابة 200 مسلحاً من قبائل بني حشيش، الموالية للحوثيين، وصلت أمس، إلى مخيم اعتصام الجماعة في ساحة الجامعة، كما وصل العشرات من بني حشيش وبني الحارث وأرحب ونهم إلى مخيم اعتصام مسلح خلف المطار بقيادة الشيخ فارس الحباري. وفي الأحياء المحيطة بساحة الجامعة، ذكرت المصادر أن هناك انتشار لمسلحين ، مجهولين، وسط مخاوف من انفجار مواجهات وسط العاصمة. وفي المدخل الجنوبي للعاصمة، أشارت مصادر أمنية إلى وصول المئات من مسلحي الحوثي قادمين من المحافظات الوسطى، وأرياف صنعاء. كما أشارت المصادر إلى أن مسلحي الحوثي قاموا، أمس، بترتيب صفوفهم والانتشار في مواقع جبلية محاذية للنقاط العسكرية تمهيدا لشن هجوم شامل في المنطقة وبما يمكن مسلحي الجماعة من وقف تحركات الجيش هناك خصوصا معسكر السواد. وفي الضاحية الشمالية الغربية استنفرت جماعة الحوثي مسلحيها في همدان وصولا إلى وادي ظهر. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحي الحوثي انتشروا في مناطق الفراصي، الجعوري، الكسارات ، كما استحدثوا مواقع على التباب المحيطة بوادي ظهر مسنودين بأسلحة متوسطة ومضادات طيران. ونصب مسلحو الجماعة نقاط تفتيش بالقرب من سوق وادي ظهر وأخرى جوار محطة الخربش على طريق صنعاء – المحويت. وشهدت صنعاء،أمس، حالة من الهدوء الحذر بانتظار الساعات القادمة وسط أنباء عن اشتراط رئيس الجمهورية لاستمرار المفاوضات مع الجماعة بسحب مسلحيها من العاصمة.