حقن الدماء وتحكيم العقل والجلوس على طاولة الحوار خيار كل مواطن يمني، ولا يمكن الانتقاص منه أو رفضه، ولكن هل هذا التوجه سيضمن نوايا صادقه ومخلصة بعيدة عن التآمر والقبح وغياب الأخلاق الذي أفرزته جيف 2011!! هل ستفرض مخرجات الاتفاق إن صحت التسريبات عن توجه حقيقي لتوفير الوقود، أو سيكون تخفيض أسعار وطوابير، وهل ستعمل أجهزة الدولة وسلطاتها المحلية والتنفيذية على ضمان تراجع ارتفاع الأسعار التي سببتها جرعهم، أم أن الحال سيبقى على ما هو عليه، وهل سينعم المواطن بكهرباء توفر عليه عناء المولدات الكهربائية والشموع والفوانيس أم ما زالت تهماً جديدة تملأ جعبتهم!! لست متشائماً، بل على العكس متفائل جداً وأثق في حكمة اليمنيين، ولكن البعض جرعنا المرارات وأخشى أن تكون حواراتنا حقناً مهدئة لا أكثر. ولعل من المنطقي أن أشير إلى نقطة مهمة، وهي تمثيل الشباب في الحكومة إن صح الخبر، وأريد أن أعرف ويعرف الكثيرون عن أي شباب يقصدون!! هل الشباب الذين خرجوا إلى ساحات التآمر ونتج عنه البؤس الذي وصل الوطن إليه فمنحوهم المناصب وعضوية لجان الحوار ومخرجاته ورقابته وصياغة دستوره!!، أم الشباب الذين وقفوا مع الوطن وشرعيته وأمنه واستقراره فحيَّدوهم وتركوهم وكأنهم من أجرموا في حق الشعب فأقصوهم من وظائفهم وحاربوهم في أكثر من مكان!! ننتظر الإنصاف في وطن حملنا همومه ولم يحمل قادته هموم شعبه، وقد يقول متبجح إنني أبحث عن منصب في الحكومة أو ما شابه ذلك، وأرد عليهم من الآن: خذوا المكاسب والمناصب بس خلوا لي وطن.