قالت السعودية إن التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تجاوز في جغرافيته العراق والشام، وبات يشكل خطرًا يهدد الجميع، ويستدعي محاربته والتصدي له بروح جماعية، تقي الدول مخاطره ونتائجه. ففي مداخلة لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال مؤتمر الأمن والسلام في العراق، الذي بدأ أمس الاثنين بباريس، قال: "يأتي اجتماع اليوم بعد تطورات سياسية وأمنية عاصفة شهدتها الساحة العراقية، والتي تضع هذا البلد أمام مفترق طرق بين ماض شهد حالة من الاضطراب السياسي والعنف الطائفي وأشكال التدخل الخارجي المصحوبة بتحديات هددت سيادته ووحدته الوطنية، ويمثل حاضره فرصة لخروجه من هذا المأزق مع قيام حكومة جديدة نأمل أن يتوافر فيها التوازن السياسي الذي افتقدته الحكومة السابقة ورئيس للدولة يوفر ضمانة للدستور وراعيًا لأمن واستقرار الوطن". وأضاف الفيصل: "من حق العراق علينا، ونحن نجتمع اليوم، أن نؤازره في مواجهة ما يهدد سلمه الأهلي، موفرين للحكومة ورئيس الدولة الجديد ما يساعدهما على المضي قدمًا في تطبيق أوجه الإصلاح السياسي المطلوب، والعمل على تحقيق متطلبات الحكم الرشيد، وتكريس العدالة وتحقيق المساواة بين مكونات الشعب العراقي، في إطار من الضمانات المؤسسية". وتابع الفيصل قائلًا: "الشيء الثاني الذي يمكن الإشارة إليه أن تحدي داعش الذي تواجهه الحكومة العراقية لا يعدو كونه شكلًا من أشكال الإرهاب العابر للحدود والقارات، والذي فرضته جملة من المعطيات الفكرية والسياسية والأمنية التي تجتاح منطقتنا، والتي وفرت لهذا التنظيم أرضية خصبة، استغلها لتحقيق مآربه ومآرب من يستفيدون منه، تحت غطاء الدين الإسلامي الذي هو براء منه وأفكاره وأفعاله". وأوضح أن: "التهديد الذي يمثله داعش تجاوز في جغرافيته العراق والشام، وبات يشكل خطرًا يهددنا جميعًا، ويستدعي منا محاربته والتصدي له بروح جماعية تقي دولنا مخاطره ونتائجه، وحيث إن هذا التنظيم قد وجد في أرض سوريا بحكم طبيعة نظام الأسد أرضًا خصبة للتدريب وتلقي العتاد والتحرك بحرية دونما عرقلة أو ضوابط، فلابد لأي استراتيجية لضرب داعش من أن تشمل أماكن تواجده على الأرض السورية".