قال الرئيس الأسبق علي ناصر محمد إن ما يجري في اليمن يأتي في سياق تأخير الحلول الممكنة ومن ثم خسرانها في وقت لاحق. ودعا الرئيس الجنوبي إلى حوار عاجل يبحث المسألة الأمنية في البلد، ويفضي إلى تنسيق بين رجال الأمن والجيش واللجان الشعبية بحيث تسترد الدولة دورها المفقود. وأوضح ناصر في مقابلة مع صحيفة الزمان اللندنية أن المطالبة بالانفصال أو فك الارتباط والاستقلال هي تعبيرات معلنة عن الرغبة في تقرير المصير بدأت منذ سنوات، ربما تكون المظلومية شعور مشترك بين الحراك الجنوبي وحركة أنصار الله الحوثيين هي الرابط الذي ينبغي أن يضاف إليه الارتباط الفعلي بمشروع وطني جامع يحقق الدولة المدنية المنشودة ويؤمّن سبل الوصول إلى التغيير الشامل . وقال إن ما يحدث اليوم في اليمن يكرس هيمنة تزييف الوعي والتلاعب بالمعلومة، وبالتالي التوافق أو التناقض في تقديم المعطيات كما حدث في قضية الجرعة السعرية التي لم يكن أحد يعلم من أقرها ومن يقف وراء ذلك القرار، وكان كل طرف مسؤول يرمي بها إلى ملعب الآخر إلى أن سقطت صنعاء وسقطت معها الجرعة والحكومة. وبشأن الأنباء التي تتحدث عن نية الحوثي السيطرة على باب المندب، قال علي ناصر إن هذا الكلام ليس له أساس من الصحة؛ لأنه ممر للملاحة الدولية وليس لأحد مصلحة في إعاقة الملاحة الدولية كما هو الحال في قناة السويس ومضيق هرمز. وحول الهجمات التي تعرض لها الحوثيون من القاعدة هل هي مقدمة حرب أهلية في اليمن، قال علي ناصر محمد إن ما حدث في هذا الإطار مؤشر خطير لاحتمالات الدخول في بؤرة صراع دموي قد يؤسس لصوملة على الطريقة اليمنية. وأوضح لقد كان العمل الإرهابي في ميدان التحرير بصنعاء وفي حضرموت جريمة مدانة بكل المقاييس تضاف لسلسلة من الجرائم التي ارتكبت في بقية المحافظات.. وشدد إن لم يتدارك الفرقاء الموقف ويراجعون حساباتهم ويغلبون المصلحة العليا للوطن والشعب بعيدا عن روحية الانتقام وتصفية الحسابات باستخدام أرذل الأدوات وأكثرها دموية؛ فسوف تنضم اليمن للحالة الملغومة في المنطقة في سورية والعراق وليبيا وغيرها، ولن يسلم من هذا التطور لا قدر الله أي طرف داخلي أو خارجي.