وصل عدن، أمس، وفد أممي مكلف بالاطلاع على مطالب الحراك الجنوبي. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن الوفد يضم مندوبين عن مجلس الأمن، متوقعا أن يلتقي الوفد قيادات في الحراك الجنوبي، الذي أعلن مؤخرا اندماج أكبر فصيلين فيه، أحدهما برئاسة الرئيس الجنوبي علي سالم البيض، والآخر برئاسة باعوم. كما سيقوم الوفد، وفقا للمصدر، بزيارة إلى ساحة اعتصام أنصار الحراك في مديرية خور مكسر. وتأتي زيارة الوفد بعد أيام على رسالة البيض إلى مجلس الأمن تضمنت مطالب بالنظر في "القضية الجنوبية" وتشكيل لجنة للإشراف على تفاوض بين الشمال والجنوب وكذا الرقابة على استفتاء شعبي يحدد ملامح الجنوب، وفقا للرسالة التي سلمت في العاشر من الشهر الجاري. وترعى بريطانيا، وفقا لمصدر في الحراك الجنوبي، مطالب البيض، الذي أعلن في وقت سابق اعتزامه اعتزال العمل السياسي. وقال المصدر ل"اليمن اليوم" إن بريطانيا طلبت من البيض، المقيم في لبنان، ضم مكونات الحراك في إطار موحد بغية توجيه رسالة قوية للمجتمع الدولي وبعث تفاؤل لدى حلفائها لمساندتها في طرح قضية الجنوبيين استنادا إلى قاعدة شعبية تمثلت بالمظاهرات المستمرة في عدن، خصوصا بعد تشكيل مجلس موحد، المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي. وإلى جانب بريطانيا ترعى تركيا وقطر جانباً من اعتصامات الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) في ذات الساحة التي يعتصم فيها الحراك. ميدانيا، يواصل المئات من أنصار الحراك والإخوان ومكونات أخرى اعتصاما مفتوحا في ساحة العروض بمديرية خور مكسر، للأسبوع الثاني على التوالي، فيما يتواصل تدفق المعونات الغذائية، آخرها قافلة كبيرة تضم عشرات السيارات المحملة بالفرش والمواد الغذائية قدمت من منطقة دثينة، مديرية الوضيع، محافظة أبين. وفي مديريتي الوضيع ومودية، ذكرت مصادر في الحراك الجنوبي عن بدء اللجان الشعبية رفع أعلام دولة ما كان يعرف ب(الجنوب) . ويشرف وزير الدفاع على توزيع مستحقات شهرية لمقاتلي اللجان الشعبية في الجنوب. ترقب العنف وفي عدن، أغلق شباب خط تعز – عدن احتجاجا على عدم ضم أسمائهم إلى كشوفات التجنيد الخاص باللجان الشعبية في المحافظة والذي ترعاه وزارة الدفاع. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن عشرات الشبان، العاطلين عن العمل، تجمعوا في مديرية دار سعد وأحرقوا الإطارات في الخط العام مما تسبب بوقف حركة السير لعدة ساعات. وبدأ عقال الحارات، اليومين الماضيين، تسجيل متطوعين كمجندين في لجان شعبية يتوقع توزيعها على أحياء المدينة. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن التجنيد يتم بناء على توجيهات من قيادات عسكرية رفيعة في الدولة، مشيرا إلى أن العملية تأتي في وقت رصدت فيه تقارير أمنية عمليات تجنيد واسعة وتدريبات عسكرية لمكونات مطالبة بفك الارتباط. وأشار المصدر إلى وجود مخاوف أمنية من تصاعد الاحتجاجات في عدن وصولا إلى أعمال العنف، مشيرا إلى أن مجندي اللجان سيتم توزيعهم في حال اندلعت أعمال فوضى. وتعرضت مبانٍ أمنية وعسكرية أبرزها معسكر اللواء 39 مدرع وإدارة الأمن لمحاولات اقتحام خلال اليومين الماضيين. سياسيا، أعلن المجلس الأعلى للحراك الثوري، أمس، عن تشكيل لجان لرئاسة هيئته بالمناصفة بين مكوني البيض وباعوم. وأشار بيان صادر عن المجلس إلى أن اجتماعاً بين قيادات المكونين أقر تشكيل هيئات أساسية لإدارة المرحلة المقبلة منها (الهيئة السياسية، الهيئة الأمنية، الهيئة المالية، الهيئة التنظيمية،الهيئة الاستشارية، الهيئة الدبلوماسية، الهيئة القانونية، الهيئة الشبابية، الهيئة الأكاديمية، هيئة المرأة)، مشيرا إلى أن الاتفاق قضى أيضا بدمج قيادات المكونين في هيئة موحدة للمجلس الأعلى للحراك الثوري الذي اتفق على تعيين باعوم رئيسا له ونائب من فصيل البيض (الدكتور صالح يحيى سعيد). كما أشار البيان إلى إجماع قادة مكوني الحراك على تسمية المكتب التنفيذي للمجلس بالتساوي بين المكونين، مشيرا إلى أن الاجتماع أقر تمثيل المحافظات الجنوبية ب6 أشخاص عن كل محافظة باستثناء محافظتي عدن وحضرموت، حيث تم تمثيلهما بعشرة عن كل محافظة. ولجان خنفر تنضم إلى الحراك الجنوبي انضمت اللجان الشعبية في مديرية خنفر محافظة أبين إلى بقية اللجان التي أعلنت انضمامها للحراك الجنوبي. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن أفراد اللجان الشعبية المتمركزين في نقاط التفتيش في مداخل ومخارج مديرية خنفر أعلنوا صباح أمس انضمامهم إلى بقية اللجان الشعبية، التي أعلنت انفصالها عن وزارة الدفاع والحكومة وتأييدها لمطالب الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، أمس الأول. مشيرة إلى أن اللجان رفعت أعلام الجنوب في النقاط وتعهدت بالحفاظ على أمن واستقرار المديرية وأنها ستقف مع المعتصمين في ساحة العروض بخور مكسر في عدن حتى تحقيق مطالبهم المتمثلة في الانفصال وفك الارتباط عن الشمال. وكانت اللجان الشعبية في مديرية مودية والسلطة المحلية في مديرية رصد يافع أعلنتا انضمامهما إلى الحراك الجنوبي وساحة الاعتصام في مدينة عدن. الجدير بالذكر أن اللجان الشعبية في محافظة أبين كان لها الدور البارز في مساندة الجيش في حربه ضد تنظيم القاعدة بعد سقوط عدد من مديريات المحافظة في يد التنظيم وإعلانها ولايات إسلامية، وعقب انتهاء الحرب اعتمدت وزارة الدفاع قيادات وأفراد اللجان الشعبية ضمن منتسبي الوزارة.