أُسدل الستار أمس في أرحب محافظة صنعاء لصالح جماعة أنصار الله (الحوثيين) وانسحاب مسلحي حزب الإصلاح (الإخوان) كل إلى منزله بموجب اتفاق رعته وساطة قبلية جنّبت من خلاله مناطق أرحب ويلات حرب غير متكافئة. ومنذ ساعات الصباح انتشر مسلحو أنصار الله - يقودهم في أرحب الشيخ فارس الحباري- بآلياتهم الثقيلة في جميع مناطق المديرية والتمركز على وجه الخصوص في المواقع والنقاط التي كان يسيطر عليها مسلحو القبائل الموالون لحزب الإصلاح. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر قبلية بارزة إن لجنة الوساطة برئاسة بكيل الصوفي بمساعدة من مشايخ حاشد تمكنت في وقت متأخر من مساء أمس الأول من إقناع مشايخ ووجهاء أرحب الموالين للإصلاح واللواء علي محسن الأحمر والرافضين للتقارب الحاصل بين حزبهم وأنصار الله؛ من إقناعهم بالانسحاب كون الحرب محسومة سلفاً للطرف الآخر نتيجة اختلال موازين القوى بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء وسقوط الفرقة الأولى مدرع والتي كانت الحامية للإصلاح في أرحب. وأضافت المصادر أن مسلحي الإصلاح بدأوا في ساعات الفجر بالانسحاب بآلياتهم الثقيلة والخفيفة من مواقعهم التي كانوا أعادوها اليومين الماضيين على إثر الاشتباكات الأخيرة والتي خلفت قتلى وجرحى من الطرفين، فيما تضاربت الأنباء حول إحراق بعض الآليات التي لم يتمكنوا من سحبها وحتى لا يستفيد منها جماعة أنصار الله. مشيرة إلى أن بعض الشباب المتحمس والرافض لتوجيهات قياداتهم في صنعاء وأرحب استمروا في بعض المواقع وتحديداً في الرجو وبيت مران وبني عثيان وتمكنوا من السيطرة على دبابة تابعة للحوثيين وإعطاب أخرى في منطقة بني عتبان قبل أن يتمكن الحوثيون من السيطرة على تلك المواقع وانسحاب الطرف الآخر إلى جهات مجهولة. وأضافت المصادر أن 6 على الأقل من مسلحي الإصلاح قتلوا فيما تتحفظ جماعة أنصار الله عن الضحايا البشرية في صفوف مقاتليها. وبحسب المصادر فإن الحوثيين اقتحموا منزل عبدالخالق الجندبي في قرية عومرة، ونسفوه بعد إفراغ محتوياته، ويعمل الجندبي مديراً عاماً لمديرية خولان ويتهمه الحوثيون بالإرهاب أو (داعشي)، بحسب وصفهم. وأفاد مصدر قبلي ل"اليمن اليوم" بأن الجندبي يعد الرجل الثاني للإصلاح في أرحب بعد الشيخ منصور الحنق والذي اقتحم الحوثيون منزله هو الآخر، لكن وحتى منتصف ليل أمس لم يتم نسفه، ومن المتوقع بحسب المصادر أن تتخذ منه جماعة أنصار الله (الحوثيين) مقراً فرعياً لها في أرحب، إلا أن مصادر أخرى رجحت نسف منزل الحنق إلى جانب منزلين أحدهما يتبع الشيخ عبدالمجيد الزنداني والآخر يتبع كهلان سوى.. ويجمع منزل الزنداني والحنق سور واحد في عزلة زندان المعقل الرئيس للإصلاح في أرحب. وذكرت المصادر أن الحوثيين اقتحموا (دار الدرب) وهو أحد أبرز المعاهد العلمية السابقة لحزب الإصلاح، وأهم مقارهم الحالية. وفي تصريح لقناة العربية قال الشيخ أحمد الدباء، نائب رئيس لجنة الوساطة: استطعنا أن نجمع قبائل أرحب وإقناع المناوئين للحوثيين بعدم جدوى الحرب، نظراً لاختلال الموازين، وبذلك نكون قد جنبنا أرحب المزيد من إراقة الدماء، وعلى الحوثيين أن يبرهنوا للجميع أنهم أكبر من أن ينجروا نحو تصفية الحسابات. وأضاف: لقد التقينا بقيادة الحوثيين في أرحب أبو نشطان والحباري والجمرة، واتفقنا معهم على عدم استهداف الأشخاص وطي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة يعكس من خلالها الحوثيون أخلاق مسيرتهم القرآنية. من جهته كشف الناطق باسم أنصار الله محمد عبدالسلام أن اللجان الشعبية والقوات المسلحة عثرت على معامل التفجير وتجهيز السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، لعناصر تابعة للقاعدة في أرحب سيتم الكشف عنها في وقت لاحق، حسب قوله . وأضاف عبدالسلام في صفحته في الفيسبوك أنه وفي إطار مواجهة العناصر التي أسماها بالتكفيرية والقاعدة في مديرية أرحب وبتحرك اللجان الشعبية والقوات المسلحة والأمن تم تطهير أجزاء واسعة من المنطقة التي كان يسيطرون عليها والتي مارست العدوان المتكرر في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظاتاليمنية. ووفقا لعبدالسلام يأتي هذا التحرك في إطار مواجهة التحدي الأمني الذي سبق وكشفت عنه اللجنة الأمنية العليا في تقارير كثيرة عن وجود خلايا منظمة تتبع عناصر ما يسمى بالقاعدة تنطلق وتتحرك من منطقة أرحب باتجاه أمانة العاصمة لممارسة عملية الاختطافات وتنفيذ عدد من الاغتيالات والتفجيرات. وقال إن افتعال المشكلة في أرحب جاء بعد تحركات واسعة لمن أسماهم للتكفيريين ونصب نقاط وممارسة الاعتداءات في محاولة منها لإضفاء طابع أمني غير مستقر في اليمن والعاصمة صنعاء، كان التحرك الحاسم أمر مطلوب من الجميع. والأسبوع الماضي كانت القاعدة أعلنت عن قيامها باستهداف موكب للحوثيين بعبوة ناسفة نتج عنها مقتل وإصابة عدد منهم. وقالت في حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن عدداً من مسلحي الحوثيين سقطوا بين قتيل وجريح الجمعة قبل الماضية جراء تفجير موكبهم بعبوة ناسفة في منطقة أرحب بمحافظة صنعاء. وأوضحت أن مقاتليها كانوا قد رصدوا موكباً للحوثيين يضم قيادات لهم أثناء مروره بمنطقة بيت خيران بأرحب, حيث كمن لهم مقاتلو القاعدة وقاموا بتفجير عبوة ناسفة في الموكب ما أسفر عن تدمير سيارة من طراز "إف جي" ومقتل مجموعة ممن كانوا بداخلها بالإضافة إلى تضرر عدد من أطقم الحوثيين التي كانت في الموكب. وكانت اللجنة الأمنية العليا كشفت في يونيو الماضي عن ما أسمتها أكبر خلية إرهابية في أرحب متورطة في معظم الجرائم الإرهابية التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال الأعوام 2011-12-13-2014م من تفجيرات واختطافات واغتيالات لشخصيات عسكرية وأمنية وسياسية، كما استهدفت عدداً من الدبلوماسيين والأجانب.