واصلت أمس اللجنة الرئاسية في مأرب اجتماعاتها لنزع فتيل الحرب، ولكن دونما جدوى، فيما واصل طرفا الصراع، أنصار الله (الحوثيين) والإصلاح (الإخوان) استعداداتهما وبشكلها المعتاد منذ أسابيع. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر قبلية إن الرئاسية التقت أمس وللمرة الثانية اللجنة الأمنية في المحافظة وقادت الوحدات العسكرية والأمنية وتمكنت من إعادة الشرطة العسكرية إلى مواقعها في منطقتي السحيل ونخلا، حيث يعسكر مسلحو الإصلاح والقاعدة. وفي المساء عقدت اللجنة اجتماعاً مع ممثلين عن مسلحي الإصلاح وبحضور رئيس الوساطة القبلية الشيخ غالب الأجدع، وتمت مناقشة إعادة الأسلحة الثقيلة المنهوبة من قبل مسلحي الإصلاح في السحيل ونخلا، الذين اعترضوا كتيبة لمكافحة الإرهاب التابعة لقوات الاحتياط (الحرس) أثناء مرورها من شبوة إلى صنعاء أول أيام السنة الجديدة. وبحسب المصادر ذاتها فإن ممثلي مسلحي الإصلاح وضعوا شروطاً تعجيزية منها انسحاب الحوثيين من مديرية مجزر وتحديداً من موقع الصفراء الاستراتيجي ومواقع في مفرق الجوفمأرب، وكان الحوثيون سيطروا على تلك المواقع بعد مواجهات عنيفة مع الإصلاح بمختلف الأسلحة الثقيلة في أغسطس وأكتوبر الماضيين. ويرى مراقبون أن رفع المسلحين من السحيل ونخلا ومفرق هيلان ومن اللبنات يعد من المستحيلات، مشيرين إلى أن تلك المعسكرات تتجاوز في هدفها مسألة الدفاع عن مأرب إلى تشكيل قاعدة صلبة لمقاتلي الإصلاح ينطلقون منها لمهاجمة الحوثيين في عقر دارهم، صعدة، بدلاً من المواجهة التي باتت مستحيلة في صنعاء أو أية محافظة أخرى. ووفق التحليلات فإن سيطرة الإصلاح والقاعدة على مأرب وإقامة المعسكرات التدريبية فيها واستقطاب المقاتلين من كل المحافظات إليها يأتي ضمن مخطط كبير يستهدف السيطرة على أكبر قدر ممكن من محافظتي شبوةوالبيضاء الجهة الجنوبية لمأرب كخطوة أولى ومن ثم مهاجمة الحوثيين في صعدة من اتجاه الجوف، حيث لا يزال الإصلاح والقاعدة يسيطرون على مديرية خب والشعف كبرى مديريات الجوف والمحادة لمحافظة صعدة. وتحتضن خب والشعف أكبر معسكر تدريبي تابع للقاعدة، وإليه تم تهريب معظم أسلحة لواء الجوف (اللواء 115) عقب سقوط الفرقة الأولى مدرع بيد الحوثيين نهاية سبتمبر الماضي، كما تم نقل معظم أسلحة الكتيبة المغدور بها في السحيل ونخلا إلى اللبنات. يذكر أن مسلحي الإصلاح والقاعدة يعسكرون في السحيل ونخلا -قرب مدينة مأرب- وذلك منذ سقوط الفرقة الأولى مدرع في صنعاء بيد الحوثيين ومنذ ذلك الحين يتم استقطاب العديد من المقاتلين من البيضاءوشبوةوالجوف وأرحب ومختلف المحافظات التي حشدها الإصلاح لصالح الحوثيين إلى تلك المعسكرات التي تتناسل بشكل شبه يومي، وفقاً لمصادر محلية. فيما يعسكر أنصار الله (الحوثيين) في مناطق لا تبعد كثيراً عن السحيل ونخلا وتحديداً في مفرق الجوف والجفرة بمدغل الجدعان وكذلك في محجزة بمديرية صرواح، ويستقبلون تعزيزات كبيرة وبشكل يوازي تمدد مسلحي الإصلاح والقاعدة. ويترأس اللجنة الرئاسية وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي وعضوية كل من وزير الداخلية اللواء الركن جلال الرويشان ووزير الإدارة المحلية عبدالرقيب فتح، وممثل من الرئاسة. ومن المقرر أن يلتقي عصر اليوم مشايخ الإصلاح وبشكل موسع.