دعا الرئيس الأمريكي الأطراف السياسية في اليمن الالتزام بالحل الدستوري للخروج من الأزمة الراهنة التي سببتها استقالة السلطة التنفيذية (رئيس الجمهورية والحكومة) الخميس الماضي. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي أمس الأحد: إن بلاده تعمل مع دول الخليج بشأن حل الأزمة في اليمن. وشدد أوباما على ضرورة احترام العمليات الدستورية لحل الوضع سلمياً في إشارة صريحة إلى أن البرلمان هو سيد الموقف في الاستقالة بالقبول أو الرفض، كما شدد على ضرورة احترام العملية السياسية في اليمن، مناشداً جميع الأطراف اليمنية المتحاورة بدلاً من اللجوء للعمل السياسي. ويأتي الموقف الرسمي للولايات المتحدةالأمريكية في ظل فشل المشاورات التي يرعاها المبعوث الأممي جمال بنعمر مع مختلف القوى السياسية بشأن تحديد ملامح المرحلة المقبلة وكيفية الخروج من الأزمة. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر سياسي إن المشاورات التي يشرف عليها بنعمر لا تنبئ بقرب الانفراج، مشيراً إلى أن المشاورات مع مختلف القوى لم تبارح (مرحلة فرض الإرادات). وأضاف إن بنعمر أشرف على اجتماعين في الموفنبيك ضمن مشاوراته مع القوى السياسية للتوافق على المرحلة المقبلة والاجتماع الثالث تأجل بسبب انسحاب الإصلاح والاشتراكي والتنظيم الناصري. ولفت إلى أن مشاورات بنعمر تواجه صعوبات جمة، وقد لا تتكلل بالنجاح، ما يستدعي سرعة تحديد جلسة طارئة للبرلمان للبت في الاستقالة. وعن الأنباء المتواردة بخصوص تراجع الرئيس هادي عن الاستقالة قال ذات المصدر إن الأمر قد خرج من يد هادي والإرادة الآن هي بيد (البرلمان) كونه من وجه له الاستقالة. من جهتها أعلنت أحزاب الإصلاح والاشتراكي والناصري الوحدوي، أمس، انسحابها من الحوار مع جماعة أنصار الله "الحوثيين" على خلفية ما أسمته "الحصار المفروض على الوزراء وقمع الاحتجاجات الطلابية في جامعة صنعاء". وقال الاشتراكي في موقعه الرسمي إن الأمانة العامة للحزب أوقفت الحوار الذي يشترك فيه الحزب مع اللقاء المشترك من جهة والحوثيين من جهة أخرى، والذي كان مقرراً للبحث عن حلول للأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد. وذكر الاشتراكي أن قيادته تبدي حرصاً كبيراً على ضرورة التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة القائمة في البلد، لكن كما يبدو فإن محاصرة منزل نائب الأمين العام للحزب وبقية الوزراء تحمل مؤشرات تؤكد على عدم الرغبة في الوصول إلى حل.. داعياً أنصاره للانخراط في المسيرات السلمية المناوئة للحوثيين والرافضة لما أسماه "العنجهية المسلحة". وأعلن الناصر على موقعه الرسمي انسحاب أمينه العام المحامي عبدالله نعمان، أمس الأحد من اجتماع للقوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر. وقال إن نعمان رفض في الاجتماع الذي عقد لمناقشة تطورات الوضع الراهن في ظل استقالة الرئيس هادي والحكومة "رفض محاولات فرض الأمر الواقع بالقوة".. وأنه احتج على "إصرار الحوثيين على قمع الاحتجاجات السلمية ودعوتهم إلى استخدام القوة لقمع الاحتجاجات وأن ذلك يسد كافة أبواب الحوار معهم ويصل الحوار إلى طريق مسدود. إلى ذلك قال حزب الإصلاح على لسان متحدثه الرسمي سعيد شمسان أنه علق حواره مع الحوثيين لذات الأسباب التي وردت في مبررات الاشتراكي والناصري. وقال شمسان ل"الصحوة نت": إن موقف الإصلاح هو موقف شركائه الآخرين في المشترك وهما الاشتراكي والتنظيم الناصري اللذان أعلنا وقف حوارهما مع الحوثيين في وقت سابق.