بعد أن اكتشف علماء الفلك أن الشمس مركز الكون، وأنها تدور حول نفسها فقط، واكتشفوا أن الأرض كروية الشكل، وأنها تدور حول الشمس، زعم مثقفون ورجال دين مسلمون، إن هذه الحقائق العلمية، قد وردت في القرآن قبل أكثر من ألف وأربع مائة عام.. ومن هؤلاء المثقفين المسلمين جمال الدين الأفغاني، ومحمد فريد وجدي، وعبد الرزاق نوفل، ومصطفى محمود، وتابعهم في ذلك الدكتور النجار والشيخ الزنداني، وآخرين أقل شهرة.. ودليلهم على أن القرآن سبق العلم الحديث إلى تلك الحقائق العلمية، مجموعة من آيات القرآن، مثل قوله تعالى: "والأرض بعد ذلك دحاها"، إذ زعموا أن الدحي في لغة العرب يطلق على البيض أو الشكل البيضي، وبذلك يكون القرآن قد سبق العلم الحديث في القول بكروية الأرض، وقوله تعالى: "يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل"، حيث وقفوا عند لفظ "يكور"، وقالوا إنه يعني لف الشيء على الشيء، ولو كانت الأرض غير كروية فإن الليل سيخيم على جميع أجزائها، دفعة واحدة، وكذلك ستصبح جميعها منارة بضوء الشمس في النهار، ولكن تعاقب الليل والنهار، يدل على كرويتها.. واستدلوا بقوله تعالى: "والشمس تجري لمستقر لها"، على دوران الشمس حول نفسها، وقالوا بثباتها في مركز الكون، وفاقا للحقائق العلمية الحديثة. في المقابل، تجد رجال دين مسلمين، وهيئات إفتاء إسلامية، يقررون أن الشمس ليست ثابتة، وليست مركز الكون، بل تجري حول الأرض والكواكب، وأن الأرض ليست كروية، بل هي مبسوطة، ولا تدور، ومن يقول أن الشمس ثابتة لا تجري، وتدور حول نفسها فقط، وأن الأرض كروية وتدور، يعد كافرا، لأنه يؤمن بما يتعارض مع القرآن، بل يكذب القرآن، الذي يقول:"أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت"، ويقول: " والأرض وما طحاها "، ما يعني أن الأرض مسطحة، ومبسوطة.. ويقول"والشمس تجري لمستقر لها"، أي تجري أو تدور حول الأرض والكواكب والنجوم، وليست ثابتة، ولا هي مركز الكون، ومن يقول إنها ثابتة وتدور حول نفسها أو حول محورها، يعتبر كافرا لأنه خالف كلام الله، أو كذب به، حسب فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، ورجال دين سعوديين مرموقين في هيئة كبار العلماء، أمثال عبد العزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين.. هذا يعني أن جمال الدين الأفغاني وغيره من رجال الفكر والدين المسلمين كفار، وهم من هم دينا وعقلا.