المملكة العربية السعودية تعاملت مع الإرهابيين أمنيا، قدمت الحل الأمني لأنها دولة قوية، وشرعت في تعديل مناهج التعليم بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، بعد أن ظهر لها وللعالم أن 19 من منفذي الهجمات سعوديون، وأصدرت المملكة مراسيم تتضمن عقوبات قاسية على السعوديين الذين يذهبون إلى بلدان أخرى للقتال.. وهذا كان في زمن ولي العهد ثم الملك عبد الله.. رغم كل تلك الإجراءات ينتشر الإرهابيون السعوديون في كل مكان من العالم، ونقل نظرك عبر البلدان لترى: هنا في اليمن تجد الإرهابيين السعوديين الأموات والأحياء، في البيضاء سعوديون، وفي رداع سعوديون، وفي الجوف وأبين وشبوة وحضرموت ولحج وعدن، والعرضي بالعاصمة.. الإرهابي تركي عبد الرحمن سعودي، وعبادة الشروري سعودي، وعبدالرحمن الحوطي سعودي، ومالك المكي سعودي، وماجد المطيري سعودي، وإبراهيم حماد سعودي، وأحمد الحربي سعودي، ومعاذ ماجد العسيري، وذباح حسين الشروي، وأبو عمير النجدي، وأنس الشروري، وأبو دجاهة، وأبو جندل، وآلاف آخرين.. في العراق إرهابيون سعوديون، وفي سوريا، وفي ليبيا، واستراليا وباكستان وأفغانستان، والصومال ومالي.. الذي يفجر سعودي، والذي يفخخ سعودي، والذي والذي والذي سعودي، وأمير ولاية في سوريا سعودي، وأمير ولاية في ليبيا سعودي.. سعوديون حاصلون على أعلى الشهادات العلمية من جامعات أمريكية وأوروبية، صاروا إرهابيين، مكنتهم بلادهم من التعليم في أرقى الجامعات، وصرفت عليهم الكثير، ولما انتهوا من التعليم استخدموا العلم في خدمة الإرهاب، واحد يحمل دكتوراه في العلوم الإلكترونية يشتغل خبير متفجرات، وطبيب أطفال يصير انتحاريا، ومهندس يعمل في تفخيخ السيارات.. أكيد في غلط.. شيوخ الإرهاب معظمهم سعوديون، والقنوات الفضائية الداعمة للإرهاب يمتلكها سعوديون، أو تأتيها الأموال من رجال أعمال أو أهل خير في السعودية، والتمويل الذي تحصل عليه الجماعات الإرهابية غالبا سعودي، حيث وصل الأمر إلى جمع الأموال أثناء مواسم الحج باسم اليتامى والأرامل وخدمة القرآن.. فأين ذهبت جهود الملك عبد الله؟ في الداخل السعودي نجحت إلى حد كبير، حيث عصفوا بالإرهابيين عصفا، وقبل أسابيع تحرك ثلاثة إرهابيين وهاجموا مواطنين بدوافع مذهبية، فتحركت السلطات وقبضت على الثلاثة ومن بعدهم العشرات.. يريك هذا أن الحكومة هناك لا تهادن ولا تمازح.. لكن من أنتج كل هؤلاء الذين انتشروا عبر بلدان العالم، في اليمن، وفي بلدان عربية وغربية، وأفريقية وأسيوية.