أعلنت السعودية، أمس، الانتهاء من عدوانها على اليمن فجأة، مثلما بدأته فجأة عندما حددت في بيان العدوان يوم 25 مارس الذي أطلقت عليه (عاصفة الحزم) عدة أهداف لعاصفتها، وأكدت حينها عدم توقف العمليات العسكرية إلا بتحقيقها، وهي (عودة هادي رئيساً لليمن، وخروج الحوثيين من المدن ومؤسسات الدولة، وتسليم السلاح، والذهاب بعد ذلك إلى الرياض للحوار). كما أعلنت (5) مراحل عسكرية تنتهي بالزحف البري لقوات تتكون من 250 ألف جندي للسيطرة على اليمن، وإعادة هادي رئيساً شرعياً، غير أن الرياض مُنيت بإخفاق ذريع في حشد القوات البرية، مثلما فشلت في إخضاع اليمنيين للانصياع لإرادتها غير القصف العنيف. وقال التلفزيون الرسمي السعودي إن قيادة التحالف أقرت انتهاء عملية (عاصفة الحزم) في اليمن وانطلاق عملية إعادة الأمل. وكان نائب وزير الخارجية الإيراني- حسين أمير عبداللهيان- أعرب، صباح أمس، عن تفاؤله بإمكانية انتهاء العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن. وقال في تصريح صحفي، قبيل اجتماع نواب وزراء خارجية إيران وسويسرا وسوريا، في طهران إن التطورات في اليمن من المواضيع الهامة التي تهتم بها بلادنا، نحن متفائلون بخصوص انتهاء العملية العسكرية حيال اليمن، خلال الساعات المقبلة، نتيجة الجهود الدبلوماسية. وأردف المسؤول الإيراني: "نأمل أن تجتمع القوى المختلفة في اليمن، خلال الساعات المقبلة، في إطار جهود تعزيز العملية السياسية في هذا البلد". وشن العدوان السعودي خلال ال4 أسابيع قرابة 2415 غارة جوية، إلى جانب القصف من البوارج الحربية، ورغم سقوط الآلاف بين شهيد وجريح معظمهم من المدنيين، فضلاً عن تدمير واسع للبنية التحتية للبلد، إلا أن الصمود الأسطوري للجيش والشعب والسيطرة اليومية على معاقل القاعدة وحلفائها يشكل نصراً كبيراً للوطن. فرغم القصف المتواصل خلال 27 يوماً، واستخدام أسلحة محرمة، فضلاً عن ضخ الأموال والأسلحة إلى أطراف في الداخل بمقدمتها تنظيم القاعدة، ومحاولة تأجيج حرب أهلية على أساس طائفي ومذهبي، لم يحقق العدوان أية هدف من تلك الأهداف المعلنة. ووفقاً للمعطيات وعنف الغارات الجوية فقد نحت الحملة العسكرية اتجاهاً مختلفاً غير الذي أُعلن عنه بداية العدوان. وراهنت السعودية على دولة باكستان ومصر لإمدادها بقوات برية وسفن وطائرات للمساعدة في احتلال اليمن، غير أن البرلمان الباكستاني صوت بالرفض، وترددت مصر عن الاستجابة لعدة أيام، تبعه موقف واضح بالرفض، كما فشلت السعودية في تجنيد أفراد القبائل في الحدود اليمنية لحماية حدودها من أي تمدد لأنصار الله، بعد إعلان السيد عبدالملك الحوثي الرد على العدوان. وقال أحمد عسيري- متحدث وزارة الدفاع السعوي- إن عاصفة الحزم نفذت 2415 غارة جوية على أهداف عسكرية، وأن الأهداف العسكرية تحققت، معلناً الانتصار على من أسماهم مليشيات الحوثي وأنصار الزعيم علي عبدالله صالح. غير أن الأهداف السياسية التي شكلت ذريعة للعدوان تم تجاهل ذكرها، ويتمثل السبب في الفشل في تحقيقها. ونتج عن العدوان استشهاد وإصابة أكثر من ثلاثة آلاف مواطن، فضلاً عن تدمير مؤسسات الدولة والبنية التحتية لليمن، ما يعني أن العدوان الذي رسم لنفسه أهدافاً نبيلة لم يأتِ بشيء نبيل، ولا يمكن اعتبار الدمار والقتل وتحقيقهما دون أهداف سياسية نصراً، ولكنه هزيمة مخزية وفقاً لمعايير الحرب. الثورية العليا تطلق إغاثة في الجنوب دعت اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية في المحافظات الجنوبية لمزاولة أعمالهم وصرف رواتب الموظفين. وأكدت اللجنة، في بلاغ صحفي نشرته وكالة سبأ للأنباء، بأنه لا يوجد مانع من صرف المرتبات إلا عدم استلامها من الجهات المعنية. وأعلنت اللجنة الثورية العليا عن بدئها الإعداد لعملية إغاثة واسعة في المحافظات الجنوبية من خلال خطة تتضمن إغاثة المواطنين في تلك المحافظات بالمواد الغذائية من الدقيق والأرز وزيوت الطعام، وذلك عبر إشراف وتعاون المجالس المحلية في المحافظات والمديريات.