عبرت منظمات مجتمع مدني واتحادات عمالية في المحافظات الجنوبية، أمس، عن رفضها عودة من وصفتهم ب"الوجوه المألوفة والمأزومة" إلى عدن في إشارة إلى الرئيس الفأر "هادي" ومسئولي حكومته. يأتي ذلك فيما تتصاعد حدة الاحتقانات بين الحراك الجنوبي من جهة وحزب الإصلاح وتنظيمي داعش والقاعدة من جهة أخرى. كما عبر بيان صادر عن تلك المنظمات المدنية والعمالية عن رفضه تجيير القضية الجنوبية لصالح "أحزاب" لم تسمِها في إشارة لحزب الإصلاح ، مؤكدة وقوفها إلى جانب ما وصفتها ب"المقاومة الشعبية الجنوبية" بقيادة سالم المرقشي. والبيان يأتي بعد يومين فقط على زيارة رئيس الحكومة المستقيل خالد بحاح لعدن، والتي استغرقت ساعة واحدة فقط واقتصرت على مطار عدن. وحذر البيان من وصفهم ب" بالأطراف الحزبية" من مغبة تجيير تضحيات "أبناء الجنوب" مشيرا إلى أن تلك الجهات تخلت عن واجبها الوطني من قبل، حسب وصفها. وأكد البيان أن (المقاومة الشعبية) وحدها من ينبغي أن تقوم بالحفاظ على الأمن في عدن وتتخذ قرار "انتصاراتها والحفاظ عليها في الجنوب". كما دعا القيادة في عدن إلى إشراك المنظمات المستقلة في توزيع الإغاثة وليس قصرها على "جهات حزبية بعينها" بهدف خدمة أهدافها السياسية. وتأتي تلك التحذيرات فيما تشهد عدن تطورات خطيرة على الصعيدين الأمني والإنساني. فعلى الصعيد الأمني يواصل حزب الإصلاح تجنيد شباب المحافظة بعد ما افتتح معسكرا تدريبيا في عدن يعد الثاني بعد معسكر الشيخين التابع لداعش في المدينة، بينما يواصل الحراك حشد مسلحيه إلى عدن لتعزيز وجوده المهدد بالقاعدة والإصلاح وداعش. وعلى الصعيد الإنساني، أفادت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" عن استمرار بيع مواد الإغاثة في السوق السوداء، فضلاً عن التوزيع الحزبي لتلك المواد. ويأتي استمرار بيع مواد الإغاثة رغم لقاء القيادي في حزب الإصلاح نائف البكري المعين محافظاً لعدن من قبل هادي بمنظمات حزبه المعنية بتوزيع المعونات الإنسانية ، قبل أيام، وذلك في أعقاب تصاعد شكاوى المواطنين بشأن بيع المواد في السوق السوداء. وعلمت في وقت متأخر من المساء أن "البكري رضخ لمطالبات قوى الحراك ووجه بتشكيل لجنة للتحقيق في تسرب المعونات".