عدن تتزايد حدة الانفلات في عدن، يوماً بعد آخر، اتساقاً مع حرب الإقصاءات بين فصائل عملاء الاحتلال ومحاولات كل فصيل الاستحواذ على مفاصل الحكم في المدينة الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، منذ منتصف يوليو الماضي. ورغم تشكيل قوات الاحتلال لواءين عسكريين في عدن من مسلحي ما تسمى (المقاومة الشعبية الجنوبية)، وفي مقدمتهم مسلحون من تنظيمي القاعدة وداعش، اقتحم أمس العشرات من المسلحين على متن 20 طقماً ومدرعة عسكرية مديرية المنصورة، المعقل الرئيسي للحراك الجنوبي، فارضين سيطرتهم على المدينة، مطالبين بترتيب أوضاعهم وصرف مستحقاتهم المالية جراء مشاركتهم في الحرب ضد (الحوثيين) على حد وصفهم، وذلك تزامناً مع إعلان قناة الحدث السعودية (إقرار هادي ضم 4800) من المقاومة إلى الجيش والأمن، وهو ما يضمن للقاعدة وداعش كفصيلين رئيسيين في (المقاومة) تجنيد عدد من عناصرهما. وقال أمين عام المجلس الأعلى للحراك الجنوبي، العميد حسن اليزيدي، في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم" إن معظم هؤلاء المسلحين من السلفيين، وقلة بينهم من الحراك الجنوبي، ولديهم مطالب بصرف رواتبهم وتصحيح أوضاعهم، لمقاتلين في صفوف ما أسماها "المقاومة الشعبية الجنوبية". وأضاف: "هؤلاء كما فهمنا منهم لم يستلموا رواتبهم ومستحقاتهم من قيادة المقاومة منذ 4 أشهر، كما أنهم لا يعرفون مستقبلهم وما إذا كان سيتم ضمهم في الجيش والأمن أم لا، مشيراً إلى أن عدداً منهم كانوا يتولون حراسة مرافق حكومية منذ السيطرة على عدة مرافق، وتم إخراجهم منها قبل أيام ليجدوا أنفسهم في الشارع بلا مستقبل. موضحاً بأنه تم إنشاء لواءين كحزام أمني لعدن، اللواء 115 ميكانيك، اللواء الأول مشاة، ولكن لم يتم استيعاب كامل (المقاومة). وفي السياق، يواصل حزب الإصلاح "الإخوان" توزيع استمارات لعناصره بغية التسجيل في الجيش والأمن، فيما ألزم مسلحو الحراك الجنوبي "رجال شرطة المرور" بارتداء الزي الرسمي لما كان يعرف سابقاً ب"جمهورية اليمن الديمقراطية"، وذلك خلافاً لتنظيم القاعدة الذي يواصل فرض الأمر الواقع علي سكان المدينة في عملياته لضبط "الأمن". "الإخوان" وبعد فشل مخططهم للسيطرة على شرطة المدينة وجَّهوا كافة قواعدهم بالمدينة بضرورة الالتحاق بالجيش والأمن. وقالت مصادر أمنية في المدينة ل"اليمن اليوم" إن قيادات إخوانية في مديريات المحافظة بدأت، الأربعاء، توزيع استمارات على عناصر الجماعة، مشيرة إلى توجيهات صدرت من قيادات حزب الإصلاح في المحافظة في اجتماع للمكتب التنفيذي، في التاسع عشر من الشهر الجاري، وتقضي بإلزام شباب الحزب بالانخراط في صفوف الجيش والأمن تحسباً للمستقبل. وأشارت المصادر إلى قيام "قيادات الحزب" باشتراط على كل شاب من خارج "الإخوان" تسجيل عضويته في الحزب مقابل إعطائه استمارة "تجنيد"، من حصة الحزب. كما أشارت إلى أن فكرة التجنيد تلقى رواجاً كبيراً في أوساط شباب عدن الذين يعاني معظمهم من البطالة. وكان "الإصلاح" يستعد لنشر مسلحيه كرجال شرطة في المدينة بعدما تم تسجيلهم عبر لجنة برئاسة المحافظ، المعيَّن من هادي والقيادي في حزب الإصلاح نائف البكري، غير أن قوى في الحراك رفضت ذلك، مما استدعى اتفاق الأطراف على تشكيل لجان جديدة للتجنيد. وفي سياق متصل، ألزم مسلحو الحراك الجنوبي أفراد شرطة "المرور" بارتداء الزي الرسمي لشرطة الجنوب "سابقاً". وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن مجاميع مسلحة من الحراك وزعت على أفراد المرور بالمدينة "بُرَيْه" عليه "الطير الجمهوري الخاصة ب"دولة اليمن الديمقراطية". وتداول ناشطون صوراً لرجال المرور وهم يرتدون "البُرَيْه" الجديد. وتلك خطوة في طريق مساعي الجناح المسلح للحراك في عدن لفرض واقعه على الميدان، وفقاً لمصادر أمنية وعسكرية. وكان جناح الحراك المسلح في عدن عبر عن رفضه لما ورد من اتفاق الخميس الماضي في قاعة فلسطين، بين ممثلين عن هادي وآخرين عن الحراك، وتوصلا إلى اتفاق يتضمن تشكيل لجان لاحتواء مسلحي الحراك في إطار "جيش وشرطة". وقال القيادي الميداني في الحراك الموالي للاحتلال، عبدالقوي باعش، إن امتناع "قيادات المقاومة في عدن" عن المشاركة في اجتماع "قاعة فلسطين" ناتج عن "غياب الضمانات لقضية شعب الجنوب". وأشار "باعش" في تصريح صحفي "إلى تلقي قيادات "المقاومة" في عدن دعوة للمشاركة، لكننا رفضنا المشاركة، كوننا بحاجة لخارطة طريق أولاً". وخلافاً لما سبق، تبدو القاعدة أكثر سيطرة من القوى السابقة، إذ شنت عناصرها، الأربعاء، هجوماً على سوق لبيع السلاح في الشيخ عثمان وصادرت ما فيه بعدما كان السوق يعرض قطع أسلحة خفيفة ومتوسطة، معظمها منهوب من مخازن الجيش بجبل حديد ومعسكراته في عدن، في مارس الماضي. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن مجاميع مسلحة من تنظيم القاعدة حاصرت السوق واشتبكت مع بعض المسلحين فيه، قبل أن تتمكن من السطو على معروضات "الأسلحة"، مشيراً إلى قيام تلك المجاميع بنقل الأسلحة إلى جهة مجهولة. وهذا أول نشاط أمني للتنظيم الذي أعلن، في وقت سابق، "التواهي" مركزاً لإمارته في عدن التي تتمدد أيضاً إلى مناطق في دار سعد والبريقة والمنصورة وخور مكسر.