في ظل العدوان السعودي على اليمن، أسقط حزب الإصلاح كل الشائعات والحكايات الكثيرة الكاذبة، التي ظل ينتجها ويسوِّقها باستمرار، عن ارتباط تنظيم القاعدة بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وعن "قاعدة عفاش".. كنا نقول للذين يصدقون أكاذيب الإصلاحيين: يا جماعة، الصلات العقائدية والثقافية والسياسية التي تربط الإصلاح والسلفيين وتنظيم القاعدة أوثق من صلات القربى والدين، أما ترونهم معاً في كل الجبهات، وفي الساحات، ثم في صعدة، وفي عمران، وغيرهما؟ ومع هذا كان كثيرون لا يرغبون في رؤية تلك الصورة كما هي.. الآن أبرزها حزب الإصلاح لهم بوضوح.. فمنذ بداية العدوان السعودي ظهر حزب الإصلاح وحزب السلفيين وتنظيما القاعدة وداعش، ظهروا كلهم متحدين في جبهة واحدة، جميعهم يقاتلون اليمنيين على الأرض اليمنية، بدعم عسكري ومالي سعودي، ولأهداف سعودية.. العدو السعودي هاجم كل شيء في اليمن باستثناء الإرهابيين المتحدين.. من اليوم الأول للعدوان أكد العسيري أن تنظيم القاعدة ليس هدفاً للهجوم، لا في المكلا ولا في غيرها.. العدو السعودي استعان بتنظيم القاعدة، وسلَّحه ومده بالمال، كما سلَّح وموَّل حزب الإصلاح والسلفيين، وتنظيم داعش الإرهابي خرج للعلن في أول العدوان السعودي، وحصل على الدعم السعودي والتحق بالإصلاح وشركائه. لقد حصل المواطنون في اليمن على هذه الحقيقة بدون مشقة، بينما كان كثير منهم- إلى وقت مضى قريباً- لا يزال يجهد نفسه حولها، ويشك فيها بتأثير الدعاية والأكاذيب الإصلاحية، وبتأثير الإعلام المعادي.. لما سيطر تنظيم القاعدة على المكلا، في ابريل الماضي، ظلت وسائل إعلام العدو السعودي تكر الأخبار عن التعاون بين الرئيس السابق وهذا التنظيم الإرهابي، وأن تسليمه المكلا للقاعدة مظهر من مظاهر ذلك التعاون.. وسائل إعلام، حزب الإصلاح، و"المحللون" الإخوانيون قالوا الشيء نفسه، ولم يكن ذلك بالجديد، فمنذ زمن غير قصير وهم يسوِّقون خرافة التعاون بين نظام صالح والقاعدة.. كنت أقول للذين تأثروا بوسائل الإعلام تلك: يا جماعة إن تنظيم القاعدة سيطر على المكلا بحكم تعاون الإصلاح والسلفيين معه، وبرضا من هادي والعدو السعودي، يا جماعة القاعدة والإصلاح والسلفيين قد شكلوا مجلساً لإدارة المكلا، وذهبوا إلى الرياض وقابلوا هادي وشاركوا في مؤتمر الرياض، يا جماعة اسمعوا العسيري.. أما اليوم فالإصلاح قد صدَقَهم الخبر، والسعوديون يقولون صراحة: نحن ندعم القاعدة وداعش لأن خطر "الحوثيين" علينا أكبر، لا نعتبر الإرهابيين أعداء، لأن خطر "الحوثيين" لا يزال قائماً. إن جلاء هذه الحقيقة، بوضوح، براءة للزعيم علي عبدالله صالح مما ظلوا ينسبونه إليه.