خلال التحضير لضرب اليابان بالسلاح النووي المبتكر حديثا، أوكلت الإدارة الأمريكية مهمة إعداد البيان السياسي التحذيري لليابان لأديب كبير يعتقد أنه جون تشاينبك، صاحب كتاب عناقيد الغضب... وبعد تلك الجريمة الإنسانية المروعة أصيب تشاينبك بالذهول لما أسفرت عنه القنابل داخل اليابان، وسأل وزير الخارجية آنذاك عن معنى احتفاظ أمريكا بمثل هذا النوع من الأسلحة التدميرية؟! فأجابه الوزير على الفور: إنها لحماية الديمقراطية يا عزيزي!! ومنذ ذلك التاريخ والولايات المتحدة تحتفظ لنفسها بلغة مزدوجة في توصيف الاشي، أطلق عليها فيما بعد التحدث بلغتين... والقاري يتذكر أن الرئيس رونالد ريجان منح جائزة خاصة للحديث بلغتين، لما وصف الصاروخ المدمر، أم. اكس،بأنه حارس السلام.. واليوم، وكل يوم يجدد الأمريكان لغتهم باستمرار، وأحدث تقليعاتهم بهذا الصدد مطالبتهم بالشيخ عبدالمجيد الزنداني، واعتراضهم على استضافة السعودية له. والمرء يجد في أمر كهذا غرابة، إن لم يكن يعرف لغتهم المزدوجة،، فبأي الحجج يطالب الرجل؟! إذا لم تكن دوافعهم التخفيف من حجم ضيوف الرياض والحد من موائد الكبسة، ومشتقاتها فلأي الأمور يبتغون الشيخ هذا تحديدا؟ وإن كانوا يحسبون عليه علاقاته بقوى تطرف وعنف فإنهم أقرب الناس صلة بهذه القوى وأكثر مشايخ العالم دعما لها.. ونحن نعرف أن القاعدة وداعش وملحقاتهما يحظون برعاية واشنطن ودعمها.. وإن كان للزنداني مشاريع تختلف معهم، وذلك يبدو مستبعدا بالطبع، فما نوع تلك الأفكار التي تستوجب الرغبة في اعتقاله ومساءلته بعدد من الأمور.. ومع افتراض أنهم حقيقة يودون ذلك فما وجه الصعوبة في اعتقاله وهو يتواجد داخل أرض معتقلة وفي محيط جغرافي يعد بكل المقاييس أراضي أمريكية؟؟ إنها لغة أمريكا المزدوجة، والشاذة في الغالب.. ومع ذلك يبقى الشيخ الزنداني مواطنا يمنيا أشعر إزاء استهدافه بالحزن والأسف مع كل ما أختلف معه.. وبرغم ما نالني منه بصفة خاصة، أعتقد أنه من اللياقة عدم الإشارة إليها في سياق هذه التناولة المتواضعة.