الذين اجتمعوا بالفندق في عاصمة العدو السعودي ليعرشوا المملوك عبدربه منصور فوق المؤتمر الشعبي العام، كانوا قد شاركوا معنا في الدورة الاستثنائية للجنة الدائمة التي عقدت في العاصمة صنعاء يوم 8 نوفمبر2014، وصوتوا لإسقاط عبدربه من منصب الأمين العام، ونهاية الأسبوع الماضي عينوه رئيسا لهم، وقالوا إن ذلك تم بالإجماع، بينما هم حفنة متواضعة.. الشيء الذي له قيمة في تلك اللعبة السخيفة، هو أنهم وصاحبهم عبدربه قد أرسلوا رسالة للعدو مفادها أنهم موقنون بأهمية دور المؤتمر وريادته، للحياة السياسية اليمنية، هذا إذا لم يكن العدو قد حثهم على اللعبة الرياضية إدراكا منه أن بقية الأدوات المعروضة أمامه غير مضمونة ولا فعالة.. وما عدا ذلك فلا قيمة لما صنعوا، فعبدربه عجز عن فعل شيء وهو في صنعاء رئيسا للجمهورية، وفشل صاحبه أحمد الميسري في رده، كما فشل في شق المؤتمر على أساس شمال- جنوب، ثم سكت وسكت معه عبدربه بعد تلك الحركات الميئوس منها.. قد كان لعبدربه حزب، كان أمينا عاما ونائبا لرئيس الحزب إلى جانب رئاسة الجمهورية، فتحلل من التزاماته التنظيمية، ووجه للحزب ضربات موجعة عامدا قاصدا، أقلها تجميد أمواله لتجميد نشاطه نكاية برئيسه ومؤسسه الزعيم علي عبدالله صالح، وإرضاء للإخوان المسلمين.. فما الذي جعله يحن للمؤتمر، وما الذي جعل تلك الجماعة "الإجماعية"! تلجأ إلى تلك اللعبة؟ لعله اليقين بأهمية المؤتمر بالنسبة للمستقبل اليمني، كما قلنا قبل، ولكن الخطوة التي أقدموا عليها أفسدت حقهم علينا في تقدير ذلك اليقين، كما أن ما فعلوه يتعارض كلية مع أنظمة ولوائح المؤتمر، ولطالما شكا عبدربه والإرياني والميسري من قرارات اللجنة الدائمة العام الماضي، وزعموا أنها مخالفة للنظام الداخلي للحزب، ولم تكن مخالفة في الحقيقة، بينما الذي أقدموا عليه في الرياض أكبر وأوضح مخالفة تنظيمية من يوم تأسس المؤتمر.. من غير المقبول أن تقدم على تلك اللعبة بين يدي العدو الذي يقصف وطنك وأهلك على مدار الساعة للشهر الثامن على التوالي، من غير المقبول أن ترتمي في أحضان العدو الخارجي، وتتحدث في شأن من شئون المؤتمر الشعبي الذي يقف في صدارة مقاومي العدوان في الداخل، لا تجتمع العمالة للسعودية، والانتماء للمؤتمر الشعبي مجرد الانتماء، فما بالكم بادعاء قيادته، المؤتمريون لم يقبلوا مثل هذا العار، وحسبكم أن جميع فروع المؤتمر في المحافظات والجامعات اليمنية، قد ردت على تلك اللعبة السخيفة ردودا جماعية قوية رفضا مع قليل من السخرية، ولم يجد العملاء في الرياض مؤتمريا واحدا في الداخل يؤيدهم، ومن يجرؤ على ذلك، أو يقبل حتى أن يكون عبدربه رئيسا لفرع المؤتمر الشعبي في الرياض، أسوة بفرعه في القاهرة أوموسكو أونيويورك..