أعربت مصادر مصرية عن مخاوفها من تراجع العلاقات المصرية السعودية، بالرغم من تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره المصري سامح شكري الأحد الماضي عن "علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين"، بسبب استمرار انتقادات بعض الإعلاميين المصريين للمملكة، خاصة موقف رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" أحمد السيد النجار. وما زالت الصحف والمواقع الإعلامية تتحدث عن واقعة المشادة بين السفير السعودي في القاهرة أحمد القطان، والنجار، في حفل عشاء بمنزل السفير الجزائري نذير الغرباوي، والتي انتهت بإلقاء كل منهما المياه على الآخر وهو ما أطلقت عليه الصحافة اسم "حرب المياه". ومنذ يومين، تحدث النجار في حوار مع فضائية "النهار" الجزائرية، عن المشادة وقال "كنت أحافظ على كرامة بلدي، وكرامة مؤسسة الأهرام"، مضيفًا: مؤسسة الأهرام عمرها 140 سنة، وبلدي هي الأقدم في العالم. وفي اللقاء وصف النجار، الغارات التي يقوم بها ما يسمى "التحالف العربي" بقيادة السعودية على اليمن بالعدوان. وقال: مصر لا تشارك في العدوان على الشعب. ولا علاقة لمصر بهدم المدارس ولا المستشفيات ولا المطارات المدنية ولا الشواهد الحضارية. ويرجع المراقبون سبب الخلاف، بين الكاتب النجار والسفير القطان إلى نشر الأهرام تقارير تدين الدور الذي تلعبه المملكة السعودية في سورياواليمن، بجانب نشر حوار لوزير الخارجية السوري، وليد المعلم، وهو الحوار الأول له في الصحافة المصرية، وأشاد خلاله بدور إيران تجاه أزمة سوريا. وذكر موقع "المصري اليوم" في تقرير أمس بعنوان "تفاصيل حرب المياه بين السفير السعودي وأحمد السيد النجار" أن واقعة الخلاف في منزل السفير الجزائري تصدرت اهتمام عدد من المواقع العربية والأجنبية، فيما طالب إعلاميون مصريون وسعوديون بوضع حد للهجمات الإعلامية. في حين طالب الكاتب السعودي المُقرب من دوائر صنع القرار في المملكة، جمال خاشقجي، بإصدار بيان بشأن ما وصفه ب"تطاول" رئيس تحرير "الأهرام" على سفير خادم الحرمين بالقاهرة، حمل الكاتب الصحافي مصطفى بكري، في برنامجه "حقائق وأسرار" المُذاع على قناة "صدى البلد"، نهاية الأسبوع الماضي، النجار مسؤولية الخلاف مع السفير السعودي، ومطالبا بتدخل رسمي لمنعه من التمادي بموقفه. وقال بكري عن الواقعة "السفير الجزائري دعا لعشاء عمل في منزله على شرف الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأممالمتحدة السابق إلى سوريا، وكان من بين الحضور السفير السعودي، وأحمد النجار". وأضاف: "جرى نقاش حول الأوضاع في المنطقة العربية، وهاجم النجار السعودية، وحمّلها مسؤولية ما يحدث في سورياواليمن ودافع عن إيران واتّهم السعودية بقمع ثورة البحرين، فرد عليه سفير المملكة بالحديث عن الدور، الذي تلعبه إيران في العراقواليمن، فاشتبك الطرفان، وألقى كل منهما المياه على الآخر". واتهم بكري النجار بتوظيف صحيفة "الأهرام" لمصلحته ولمواقفه، مذكرا بوجود 2.5 مليون مصري يعملون في السعودية. وتساءل بكري "رئيس تحرير الأهرام يخرب العلاقات الدولية ليه؟" و"هل وصلنا لترف الخلاف مع دولة وقفت مع مصر؟" وقال عندما "يطلع واحد يلقح كلام، واحد يسب"، فهذا يعطي مبررا للآخرين للتهجم على مصر. يشار إلى أن الهجمة الإعلامية في مصر ضد المملكة متواصلة منذ فترة طويلة، وكانت "القدس العربي" أشارت في نيسان /ابريل الماضي إلى تنديد السفير القطان بانتقادات بعض الإعلاميين المصريين للمملكة العربية السعودية، وقال إنه أرسل للرئيس عبدالفتاح السيسي احتجاجا على التطاول الإعلامي المصري على المملكة ورموزها. وتستغرب الأوساط السعودية استمرار الانتقادات في الصحافة المصرية رغم أن السفير السعودي قال في نيسان الماضي خلال استضافته في برنامج «يا هلا» على فضائية «روتانا خليجية» أنه أبلغ الرئاسة المصرية أن هناك غضبًا رسميًا وشعبيًا شديداً في المملكة على تجاوزات بعض الإعلاميين، مشيرًا إلى أن الرد المصري كان التأكيد على أن هذه التجاوزات ترفضها القيادة المصرية، وأن الملف يحظى بمتابعة شخصية من قبل من الرئيس السيسي. وأعرب قطان عن ترحيبه بالانتقادات الهادفة، غير أنه أعلن رفض الحوار مع كل مَن هاجم المملكة ورموزها.