أعتقد أن استمرار رجب أردوغان وحزبه في سدة الحكم في تركيا سيكون له تأثيرات سلبية، داخلياً وخارجياً.. أردوغان كان ذكياً في الماضي، بعكس الآن تماماً.. ينبغي أن نتذكر هنا أن أردوغان حينما فاز حزبه لأول مرة بالانتخابات عام 2002م كان محروماً من ممارسة العمل السياسي بحكم قضائي.. حينها أوكل برئاسة الوزراء لصديقه عبدالله غول حتى أنهى الحكم الذي عليه وتسلم مقاليد السلطة في تركيا منذ العام 2003 م وحتى اليوم. خلال اثني عشر عاماً حقق إنجازات كثيرة لبلده واستطاع احتواء الجيش، العقبة ا?كبر التي كانت تواجهه، غير أنه نسي أو تناسى تماماً مسألة إرساء مبدأ التغيير والتداول السلمي للسلطة حتى يكمل إنجازاته كبطل قومي تركي.. استسلم الرجل للهوس بالكرسي، ومن الواضح أنه لم يعد ينوي المغادرة مبكراً.. الخطوات التي يُقدم عليها توحي أنه لا زال يرى نفسه في بداية الطريق.. مجرد التفكير في تعديل الدستور على مقاسه يؤكد أن تفكير الرجل أصبح منصباً فقط في كيفية البقاء في السلطة ما أمكنه البقاء، وهذا نذير شؤم عليه وعلى حزبه وبلده.. هو بذلك يقتل فكرة التداول السلمي للسلطة، مهما كانت القواعد الديمقراطية التي يزعم الاستناد إليها.. استمرار أردوغان في حكم تركيا سيرسخ قناعة داخلية بعدم الجدوى من الانتخابات لإحداث تغيير في الساحة السياسية التركية، وهذا مؤشر خطير جداً.. التغيير سنة لا بد من إنفاذها.. أردوغان طال الزمن أم قصر سيغادر السلطة.. ما يجب عليه فقط هو اختيار الطريقة التي يفضِّل للمغادرة..