أفشلت قوات الجيش واللجان الشعبية أمس الأربعاء محاولات زحف جديدة لقوى ومرتزقة العدوان في المحورين الشرقي والغربي لمحافظة تعز، وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، غداة يوم حفل بالمعارك الشرسة في "كرش-الشريجة" و"الصبيحة- ذباب" سقط فيه عدد من مرتزقة شركة "بلاك ووتر" بينهم كولومبيون وأسترالي وبريطانيان وفرنسي. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري في المحور الغربي " ذباب- المخا" أن قوة الإسناد المدفعية والصاروخية للجيش واللجان الشعبية تصدوا أمس لمحاولة تقدم قوة كبيرة من مرتزقة العدوان صوب "باب المندب"، مشيراً إلى أن المرتزقة وبعد أن فشلوا طوال الأيام الماضية في تحقيق أي تقدم من منطقة الصبيحة- لحج صوب معسكر العمري من الجهة الشمالية الشرقية لمديرية ذباب، غرب تعز، قاموا أمس بمحاولة الزحف من الجهة الجنوبية الشرقية لذباب صوب باب المندب. وأوضح المصدر بأن الجيش واللجان المتمركزين في جبال العرضي وجبل الجروب الاستراتيجي المطل على الصبيحة- لحج، شرق المندب وذباب تصدوا بقوة لزحف المرتزقة وأمطروهم بالقذائف الصاروخية والمدفعية وتمكنوا من إجبارهم على التراجع والعودة إلى مواقع تمركزهم في "السقياء" و"رأس العارة" بمحافظة لحج بعد أن أوقعوا فيهم قتلى وجرحى وتدمير آليات عسكرية تابعة للمرتزقة. يأتي هذا فيما أكد مصدر عسكري آخر ارتفاع حصيلة قتلى المرتزقة الأجانب في عملية للجيش واللجان أمس الأول بمفرق العمري، مديرية ذباب، إلى 14 قتيلاً، بخلاف المرتزقة المحليين الذين لم يعرف عددهم حتى كتابة الخبر مساء أمس. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" أمس عن المصدر العسكري القول أن المرتزقة الأجانب الذين قتلوا في منطقة العمري جلبتهم دول العدوان عبر شركة بلاك ووتر وهم 6 كولومبيين وقائدهم أسترالي الجنسية و7 من جنسيات أخرى بينهم 2 من الجنسية البريطانية وواحد فرنسي الجنسية. وذكرت مصادر استخبارية أن البريطانيين الاثنين هما ضابطان يعملان استشاريين لدى شركة بلاك ووتر المختصة بتأجير القتلة والمرتزقة وقد لقيا مصرعهما في ذات المعركة. وكان مصدر عسكري ميداني قد أكد ل"اليمن اليوم" سقوط عدد من المرتزقة الأجانب وآخرين محليين في عملية نوعية نفذها 5 من أفراد الجيش واللجان المتخصصين بحرب العصابات، حيث تقدموا مشياً على الأقدام إلى المناطق المحاذية للصبيحة- لحج واشتبكوا ميدانياً بالأسلحة الرشاشة والمتوسطة مع مجموعة من المرتزقة حاولت التسلسل صوب ذباب، وأوقعوا فيهم قتلى وجرحى وأجبروهم على العودة إلى الداخل من لحج. الدفاع الأسترالية وتعليقاً على مقتل الضابط الأسترالي في معركة ذباب أمس الأول قالت وزارة الدفاع الأسترالية إنها تحقق في تقارير حول مقتل قائد أسترالي جنوباليمن، يشتبه أنه من المرتزقة، بحسب ما أفادته القناة الأسترالية التاسعة. وأفادت القناة "أن الأسترالي قتل مع مجموعة من الكولومبيين عندما شن الجيش اليمني هجوما على القوات السعودية في اليمن، مشيرة إلى تقارير أفادت بأن القائد الأسترالي كان يعمل باعتباره مرتزقا أجنبيا جلبته دولة الإمارات العربية المتحدة، مع قوات كولومبية لقتال الحرس الجمهوري اليمني، والحوثيين في جنوب البلاد". ولم تستطع المتحدثة باسم الدفاع الأسترالية التأكد من مقتل القائد الأسترالي لكنها قالت إنه يجري التحقيق في ذلك، طبقاً للترجمة التي أوردها أمس موقع وكالة خبر للأنباء. من جانبها قالت صحيفة الغارديان البريطانية أن المرتزقة الأسترالي والكولومبيين ال6 الذين قتلوا في اليمن كانوا يقاتلون نيابة عن التحالف الذي تقوده السعودية في الحرب الوحشية التي يشهدها هذا البلد. ودون الإشارة إلى القتلى البريطانيين وعددهم (2) أوردت الصحيفة، أن المرتزق الأسترالي يدعى "فيليب ستيتمان" أو "ستريتمان". وأشارت إلى أن المقاتلين المرتزقة يعملون لدى "البلاك ووتر"، الأمريكية. المحور الشرقي وفي المحور الشرقي "كرش- الشريجة" مديرية القبيطة، محافظة لحج، طهرت قوات الجيش واللجان الشعبية مناطق استراتيجية وألحقت بالمرتزقة خسائر فادحة. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن مواجهات عنيفة استمرت لساعات أسفرت عن دحر المرتزقة من موقع السنترال ومنطقة الطولية غرب كرش وتبة السلال شمال الشريجة بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم بالعشرات ولاذ من تبقى منهم إلى مركز كرش. كما صدت قوات الجيش واللجان الشعبية هجوما آخر لمرتزقة العدوان على جبل (العلفقي) وإجبارهم على الانسحاب، مشيراً إلى أن المواجهات أسفرت عن مقتل 3 من المرتزقة وإصابة 5 آخرين فيما استشهد أحد أفراد اللجان الشعبية وأصيب 4 آخرون. وكانت وحدة الإسناد الصاروخي والمدفعي للجيش واللجان الشعبية استهدفت في وقت متأخر من مساء أمس الأول تجمعات للغزاة والمرتزقة في منطقتي الجريبة وحيدب بكرش وأسفرت عن مصرع وجرح العشرات بينهم ثلاثة من أبرز قياداتهم وتدمير مدرعة وآليات عسكرية متنوعة. المحور الجنوبي والجبهة الداخلية وساد الهدوء أمس ولليوم الثالث على التوالي المحور الجنوبي "الوازعية"، حيث خلت المنطقة من أي اشتباكات أو محاولات زحف جديدة للمرتزقة، فيما استمرت عملية تبادل القصف المدفعي بين الجيش واللجان وبين مرتزقة العدوان في منطقة الأحيوق بذات المديرية دون تحقيق أي تقدم لطرف في مواقع الطرف الآخر. في غضون ذلك شهدت المناطق الواقعة بين مديريتي المسراخ وصبر الموادم مواجهات عنيفة بين الجيش واللجان المسنودين من رجال الجبهة الوطنية وبين مرتزقة العدوان من حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية وأخرى أمنية متطابقة أن الجيش واللجان تقدموا أمس من مناطق رأس النقيل والذنيب بمديرية المسراخ صوب منطقتي كحلان والسعادة التابعتين لمديرية صبر الموادم، شمال المسراخ. وحتى كتابة الخبر الثامنة مساء أمس كانت المعارك لازالت مشتعلة في "كحلان" و"السعادة" التي تعتبر البوابة الشرقية لموقع العروس الاستراتيجي، أعلى قمة في جبل صبر، تقع تحت سيطرة مرتزقة العدوان. وطبقا لمصادر "اليمن اليوم" فإن الجيش واللجان عازمون على التقدم صوب موقع العروس لتطهيره من العملاء وإعادة تأمين المنطقة بشكل كامل. صراع العملاء إلى ذلك تجددت الاشتباكات المسلحة أمس بين فصائل عملاء العدوان من حزب الإصلاح والجماعة السلفية بمدينة تعز، عاصمة المحافظة. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية أن اشتباكات مسلحة اندلعت صباح أمس واستمرت حتى الظهيرة إثر مرور أطقم مسلحة تابعة للقيادي الإخواني حمود المخلافي من منطقة باب موسى، معقل كتائب "أبو العباس" ذات التوجه السلفي، مشيرة إلى أن مسلحي المخلافي رفضوا التوقف عند نقاط التفتيش الخاصة بكتائب أبو العباس الذين قاموا بإطلاق النار مباشرة على مسلحي المخلافي بعد تجاوزهم إحدى النقاط ليتطور الأمر بعد ذلك إلى مواجهات مسلحة سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين. وتصاعدت في الآونة الأخيرة الخلافات بين السلفيين وبين الإخوان الذين لجأوا إلى قطر لإفشال مشروع السعودية في تسليم تعز للسلفيين.