اقتحم القيادي في الحراك الجنوبي شلال علي شائع، المعيّن مؤخراً مديراً لأمن عدن، مقرا رئيسا لتنظيم القاعدة في التواهي، وسط تحليق مكثف لطائرات بدون طيار، فيما توعل محافظ عدن بضبط من يقف وراء مسلحون حملة الاعتقالات بحق أبناء المحافظات الشمالية في كريتر. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر أمنية ومحلية إن شائع داهم في الساعات الأولى من فجر أمس برفقة (30) طقماً وعربة مدرعة، قسم شرطة التواهي الذي يتخذ منه مسلحو تنظيم القاعدة مقراً كأحد فصائل عملاء الاحتلال. وأوضحت المصادر بأن شائع تمكن من السيطرة على قسم الشرطة دون اشتباكات، بينما انسحب مسلحو تنظيم القاعدة إلى داخل الأحياء السكنية. وفي السياق، قالت مواقع تابعة للحراك إن شائع أبلغ الجماعات المسيطرة على التواهي بتسجيل مسلحيها في معسكرات التجنيد (وغير الراغبين بالتجنيد التزام منازلهم). وشهدت سماء عدن، تحليقا مكثفا لطائرات بدون طيار استمر لأكثر من 10 ساعات وطال مديريات (التواهي، دار سعد، البساتين، المنصورة، إنماء، الشيخ عثمان). وتزامن التحليق مع وصول طائرات حربية للعدوان السعودي تقل دفعة جديدة من المرتزقة الأجانب، معززة بآليات ومعدات عسكرية كبيرة. وكانت قوات سودانية انتشرت، أمس، في مديرية الشيخ عثمان- أحد معاقل التنظيمات الإرهابية. واعتبرت مصادر في الحراك الجنوبي نشر المرتزقة السودانيين في هذا التوقيت بمثابة قطع الطريق على القيادة الجديدة في عدن (المحافظ عيدروس الزبيدي ومدير الأمن، شلال شائع) اللذين بدأا حملة للقضاء على هذه التنظيمات. وتوقعت المصادر بأن تعمل السعودية على تأمين معاقل الجماعات الموالية لها في عدن باستقدام المزيد من المرتزقة الأجانب إلى عدن تحت مسمى قوات سعودية متخصصة لمكافحة الإرهاب. وكانت صحيفة لوموند الفرنسية أشارت في تقرير سابق لها إلى أن "السعودية" غاضبة على إجراءات الإمارات في عدن. وسبق وصول القوات السعودية وانتشار القوات السودانية في عدن، وصول العشرات من مقاتلي الجماعات الدينية المتطرقة خصوصا السلفيين والقاعدة والإخوان. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مقاتلي تلك الجماعات قدمت بالعشرات من جبهات القتال في مناطق باب المندب وكرش والشريجة فضلاً عن العشرات كانوا وصلوا أمس الأول من أبين. من جانبه اعتبر القيادي المقرب مما تسمى الهيئة الشرعية الجنوبية "سلفيين"، أديب العبسي، بأن التعيينات الأخيرة -المحافظ ومدير الأمن- توحي ب"مزيد من الإرهاصات الأمنية في المدينة"، ما يعكس انزعاج التنظيمات الدينية الإرهابية. وكان القيادي السلفي المقرب من السعودية، هاشم السيد، عين العبسي في وقت سابق قائدا لما تسمى ب"المقاومة الجنوبية" في عدن. إلى ذلك احتجز مسلحون ينتمون لما تسمى ب"المقاومة الجنوبية" في عدن، أمس، العشرات من أبناء المحافظات الشمالية. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن قائد فصيل مسلح يسيطر على أجزاء من مديرية كريتر ويدعى أيمن خالد استحدث نقطة تفتيش بالقرب من عدن مول التجاري وباشر باحتجاز المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية، مشيرة إلى أن أغلب الموقوفين ينتمون إلى محافظة تعز. ونصبت النقطة على بعد أمتار قليلة من القصر الرئاسي "المعاشيق" حيث عقد هادي وقياداته الأمنية اجتماعا لمواجهة ما وصفه ب"الانفلات الأمني". وفي وقت لاحق نفى منصور زيد سكرتير محافظ عدن العميد عيدروس الزبيدي وجود أية إجراءات ضد الباعة الشماليين في عدن كما تروج له بعض وسائل الإعلام وقال إن ما حدث هو تصرف فردي من قبل أحد أفراد "المقاومة" في كريتر وقد تم إبلاغ المحافظ بذلك ووجه بمواجهة الموضوع بكل حزم ومنع تكرار مثل تلك التصرفات التي تهدف إلى إعاقة عمل قيادة المحافظة. وأشار زيد إلى أن هناك المزيد من العراقيل يتم وضعها أمام المحافظ حتى من قبل أن يبدأ بالعمل داعيا جميع المواطنين إلى التعاون مع قيادة المحافظة لإزالة العراقيل وإعادة الأمن والاستقرار للمحافظة في أسرا وقت. لافتا إلى أن ما حدث في كريتر اليوم (أمس) ضد إخواننا الشماليين أمر لا يقبله عقل أو منطق وسيتم مواجهته بحزم. وفي سياق سباق الفصائل المسلحة في عدن على النفوذ، رفض ما يسمى "المجلس الأهلي" بمديرية المنصورة، أمس، استقالة مدير عام المديرية عصام مقبلي. واعتبر علي الزيدي، رئيس المجلس المشكّل من الإخوان والسلفيين والقاعدة أن إقالة المقبلي سيترتب عليها "آثار غير حميدة". وكان مسلحون يتبعون الحراك الجنوبي سيطروا في وقت سابق على مبنى المديرية ومنعوا عصام مقبلي من مزاولة عمله مما دفعه لتقديم استقالته. وشهدت مناطق متفرقة من المنصورة أمس، حملات مطاردة وإطلاق نار في إطار تصفيات بين فصيل مسلح للحراك محسوب على (شائع) وآخرين يتبعون تنظيم داعش. وأفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" بأن اشتباكات وانفجارات عنيفة شهدتها أحياء "ريمي وعبدالعزيز". وأسفرت المواجهات عن سقوط قتيلين و(3) جرحى من الطرفين، وفقا لذات المصادر.
