واصل تحالف العدوان السعودي ومرتزقته داخل تعز خروقاتهم للهدنة لليوم الثالث على التوالي بزحوف فاشلة وغارات جوية وتحليق مكثف للطيران، فيما شهدت جبهات القتال في المحاور الواقعة بين محافظتي لحجوتعز أمس الخميس هدوءاً حذراً. وفي هذا الصدد قال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي بمديرية المسراخ إن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنوا أمس من صد محاولتي تقدم لمسلحي الإصلاح والقاعدة الموالين للعدوان السعودي على مثلث "نجد قسيم" و"أكمة حبيش" بالمسراخ، مشيراً إلى أن معارك عنيفة شهدتها المنطقة خلال ساعات الصباح الأولى، استخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة وقذائف ال"آر بي جي" وغيرها، واستمرت حتى منتصف اليوم، ثم ساد الهدوء وقتا وجيزا قبل أن تعاود الاشتباكات من جديد قبيل المغرب وبذات الحدة. وأوضح المصدر أن عملاء العدوان تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، فيما استشهد 2 من أفراد اللجان الشعبية، وجرح 5 آخرون خلال المواجهات بالقرب من نجد قسيم. ويتمركز عملاء العدوان "مسلحو الإصلاح والقاعدة" في جبل حبشي وبعض المناطق الواقعة في "وادي الضباب"، حيث ينفذون هجماتهم المتكررة من وادي الضباب على مواقع الجيش واللجان في مثلث نجد قسيم الذي يربط مديريات المسراخ وجبل حبشي وصبر الموادم، وبسيطرة الجيش واللجان على هذا المثلث يكون خط الإمداد لعملاء العدوان في الضباب وجبل صبر والجهتين الشرقية والغربية لمدينة تعز قد تم قطعة بشكل كامل. وكان الجيش واللجان الشعبية قد سيطروا على هذا الموقع الاستراتيجي منتصف نوفمبر المنصرم. وفي ذات المديرية "المسراخ" واصل عملاء العدوان أمس قصفهم لقرى ومناطق "الأقروض" و"المطالي" بمدافع الهاوزر وقذائف الهاون. وأوضح مصدر محلي ل"اليمن اليوم" أن مسلحي الإصلاح والقاعدة المتمركزين في قمة جبل "الراهش" التابع لمديرية المعافر ويحاذي مديرية المسراخ، قصفوا قرى ومنازل المواطنين والطرقات العامة في المطالي والأقروض بشكل عنيف طوال يوم أمس، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين. وبالتزامن مع ذلك شهدت مدينة تعز أمس معارك عنيفة بين الجيش واللجان الشعبية وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة الموالين للعدوان السعودي، لليوم الثالث على التوالي منذ بدء إعلان الهدنة. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر أمني بأن عملاء العدوان "مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين" جددوا أمس خروقاتهم لوقف إطلاق النار، بتنفيذ محاولات جديدة في المنطقتين الشرقية والغربية للمدينة. وأوضح المصدر أن عملاء العدوان عاودوا التقدم صوب مواقع الجيش واللجان الشعبية في مناطق الدحي وجامعة تعز بحبيل سلمان، تحت غطاء مدفعي من مواقع العملاء في حي القاهرة، وقصف جوي من قبل طائرات تحالف العدوان السعودي، مشيراً إلى أن معارك عنيفة شهدتها المنطقة طوال ليل أمس الأول، واستمرت حتى كتابة الخبر مساء أمس، فشل خلالها عملاء العدوان في تحقيق أي تقدم، مؤكداً تلقيهم خسائر كبيرة بسقوط قتلى وجرحى بالعشرات، بينهم قيادات ميدانية في كتائب أبو العباس ذات التوجه السلفي. وشنت طائرات العدوان ثلاث غارات على محيط جامعة تعز وتبة "خوعة" القريبة من الجامعة، في محاولة لمساندة العملاء، وفتح الطريق لهم للتقدم صوب الجامعة والتبة، ولكن دون جدوى. وفي الجبهة الشرقية لمدينة تعز، جدد عملاء العدوان وفي مقدمتهم كتائب "أبو العباس" وآخرين من تنظيم القاعدة، جددوا محاولاتهم لاقتحام حي الجحملية. وأفادت ذات المصادر أن العملاء حاولوا التسلل إلى داخل حي المجلية من جهة "السائلة" ووقعوا في كمين محكم للجيش واللجان الشعبية تمثل في السماح لهم بالتوغل في أحد أحياء المجلية حتى مقربة من منزل أمين عام المجلس المحلي بمحافظة تعز محمد أحمد الحاج، ثم باغتوهم بهجوم من مختلف الجهات وأوقعوا فيهم قتلى وجرحى بالعشرات. واعترفت ما تسمى بكتائب أبو العباس بسقوط قتلى وجرحى في صفوفها بينهم 3 من القادة الميدانيين. وكان العملاء من حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة قد نفذوا "الثلاثاء" وخلال الساعات الأولى لبدء سريان الهدنة، هجوماً فاشلاً على "المجلية" كلفهم الكثير من القتلى والجرحى، من بينهم قيادي بارز في تنظيم القاعدة يدعى سامح محمد سعيد الدهبلي. وواصلت طائرات العدوان السعودي مساء أمس خرق الهدنة بقصف حي الجحملية بقنابل ضوئية. معسكرات تجنيد في "التربة" من جهة أخرى كشفت مصادر محلية بمديرية الشمايتين عن سعي مسلحي الإصلاح والقاعدة لنقل المعارك إلى داخل المديرية. وأكدت المصادر أن قيادات من حزب الإصلاح الموالية للعدوان، تعمل منذ أيام على إنشاء معسكرات تدريب للمرتزقة في مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، وتجهيزهم للدفع بهم بعد ذلك لقتال الجيش واللجان الشعبية في الجبهات الأخرى. المحاور الشرقية والغربية والجنوبية وساد الهدوء أمس المحور الشرقي "كرش- الشريجة" بمديرية القبيطة محافظة لحج، والمحور الجنوبي "مديرية الوازعية محافظة تعز"، حيث لم يتم تسجيل أي محاولة تقدم جديدة لمرتزقة العدوان في مناطق المواجهات بين المحافظتين، فيما واصل طيران تحالف العدوان السعودي تحليقه المكثف في سماء المنطقة طوال اليوم. وفي المحور الغربي "الصبيحة- ذباب- المخا" أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري بأن قوى العدوان تواصل حشد المرتزقة والمعدات العسكرية إلى معسكراتها في منطقة الصبيحة/لحج، شرق ذباب وباب المندب، بالتزامن مع قصف متقطع بقذائف الدبابات من جهة الصبيحة على محيط معسكر العمري بذباب. كما ساد الهدوء أيضاً مديرية المخا، حيث اختفت بوارج العدوان السعودي من الظهور بالقرب من سواحل المديرية، بعد المحاولة الفاشلة أمس الأول للاقتراب من شواطئ المخا وتنفيذ عملية إنزال بحرية لمرتزقة ومعدات عسكرية. من جهة أخرى أفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية بأن مدير عام مديرية المخا صالح الكلالي، كلف لجنة خاصة للقيام بحصر مؤسسات الدولة والمباني المتضررة جراء غارات العدوان السعودي على المديرية طوال الفترة الماضية، فيما شهدت بعض مناطق المديرية رجوع عدد من الأسر النازحة إلى مناطقهم.