دمرت وحدات الجيش واللجان الشعبية عدداً من الآليات والعربات العسكرية التابعة لقوى العدوان خلال التصدي لمحاولة زحف جديدة باتجاه ذباب، محافظة تعز، فيما أعلن تنظيم القاعدة مجدداً تواجده رسمياً في المحافظة ومشاركته مع مسلحي الإصلاح الموالين للعدوان السعودي في المواجهات ضد قوات الجيش واللجان الشعبية. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري في منطقتي ذباب وباب المندب الساحليتين أن قوات الجيش واللجان تصدوا، أمس، لمحاولة زحف جديدة لقوى العدوان باتجاه معسكر العُمري ومنطقة "الجديد" في ذُباب، وكبدوهم خسائر فادحة في الأرواح، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات والعربات العسكرية، رغم الغطاء الجوي المكثف لقوى العدوان بواسطة مروحيات الأباتشي. وأكد المصدر أن الجيش واللجان انتشروا في جميع التباب والسلاسل الجبلية في العُمري بذباب و"الشيخ سعيد" و"رأس مراد" و"العرضي" بباب المندب، كاشفاً عن توجيهات من قيادة الجيش باستهداف أي بارجة أو أي قطعة بحرية حربية تحاول الاقتراب من المياه اليمنية على طول الشريط الساحلي في البحر الأحمر والتصدي لها مباشرة. وكان الجيش واللجان قد تمكنوا، السبت الماضي، من استهداف بارجة وزورق حربي لحلف العدوان قبالة سواحل المخا وإصابتهما بصاروخين دمرا البارجة التي تمكَّن العدو من الحؤول دون إغراقها، فيما التهمت مياه البحر الزورق الحربي. وتزامنت أحداث أمس مع ورود معلومات عن قيام قوى العدوان المتمركزة في محيط مدينة عدن بتحرك قوات من المرتزقة والمسلحين التابعين له باتجاه المخا وباب المندب وذباب. وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا قوات تخرج من معسكر الغزاة في التواهي بعدن وتتجه نحو لحجوتعز. وتجددت، أمس، المواجهات بين الجيش واللجان من جهة والمسلحين الموالين للعدوان "القاعدة والإصلاح والسلفيين" من جهة، في جبهات ثعبات والمجلية وكلابة بمدينة تعز، تخللها قصف مدفعي كثيف متبادل بين معسكر قوات الأمن الخاصة وبين مدفعية العملاء المتمركزة بحي الروضة "معقل حمود المخلافي". وأوضح مصدر محلي أن الجيش واللجان نفذوا هجوماً خاطفاً على مواقع مسلحي الإصلاح والقاعدة في كلابه وأوقعوا فيهم قتلى وجرحى. وفي مديرية المسراخ، جنوب جبل صبر، واصلت قوات الجيش واللجان تقدمها، حيث أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري قيام الجيش واللجان بتأمين مركز المديرية بالتعاون مع أبناء المسراخ المناهضين للعدوان، لافتاً إلى أن الجيش واللجان عززوا أيضاً من تواجدهم في المواقع التي سيطروا عليها "الثلاثاء" لقطع خطوط الإمداد لمرتزقة العدوان في جبل صبر، فيما تقدمت وحدات أخرى من الأقروض باتجاه "نجد قسيم" المحاذي لمديرية جبل حبشي، لاستكمال تطويق جبل صبر، والتقدم بعد ذلك باتجاه موقع العروس الاستراتيجي. وكان الجيش واللجان قد أحكموا السيطرة على تباب الأقروض و"المطالي" وجبل "الشجرة" وعدد من التباب الأخرى التي تطل على الطريق المؤدي إلى موقع العروس الاستراتيجي بقمة جبل صبر، بالإضافة إلى تأمين منطقة بلعان وأجزاء كبيرة من نقيل رباح في ذات المديرية "المسراخ"، وضبط كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة خلَّفها مرتزقة العدوان في المواقع التي فروا منها. وفي منطقة المشاولة بمديرية الوزاعية التابعة لمحافظة تعز فقد شهدت، أمس، مواجهات خفيفة للجيش واللجان مع مرتزقة العدوان السعودي. غارات جوية مسلسل القصف الجوي المكثف لطيران العدوان على محافظة تعز لم يكن بعيداً عن المشهد، خلال ال 48 ساعة الماضية، حيث قامت الطائرات المعادية بتنفيذ غارات على مفرق الأحيوق بمديرية الوزاعية وقصفته بقنابل عنقودية، وفقاً لمصدر أمني، بالتزامن مع غارات أخرى استهدفت ميناء المخا والمحجر البيطري الإقليمي الحديث ومعسكر الزيادي، وسط تحليق مكثف لطيران الأباتشي في سماء المخا والشريط الساحلي الممتد حتى باب المندب. تسجيل مصور للقاعدة في تعز إلى ذلك، أعلن تنظيم القاعدة مجدداً تواجده رسمياً في محافظة تعز ومشاركته مع مسلحي الإصلاح الموالين للعدوان السعودي في المواجهات ضد قوات الجيش واللجان الشعبية. ونشر التنظيم، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل العالمي "تويتر" تسجيلاً مصوراً لما أسماه ب"معركة الجحملية ولاية تعز"، مؤرخاً التسجيل بتاريخ 30 أكتوبر المنصرم. وأظهر تسجيل الفيديو مشاهد متنوعة لمنازل مدمرة بشكل كامل، وأخرى جزئياً، وعلق التنظيم عليها ب"مشهد من معاناة المسلمين في تعز"، رغم أن الدمار الكامل لبعض البيوت يوحي بأن القصف بطيران حلف العدوان وليس في مواجهات بين الجيش واللجان مع العملاء. كما أظهر التسجيل مشاهد لمجموعة من المسلحين "من 15 إلى 20 مسلحاً" يرتدون زي القاعدة ويضع بعضهم الأقنعة على وجوههم أثناء استعدادهم للمعركة ثم التوجه للقتال في أحياء قال التنظيم إنها داخل منطقة الجحملية، حيث بدأ الهجوم بالتسلل إلى أطراف تلك الأحياء ثم إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة وقذائف "آر. بي. جي" تم التعليق عليها ب"جانب من حرب الشوارع" و"استهداف مبنى يتحصن فيه الحوثيون" لينتهي الفيديو الذي مدته 16 دقيقة بمصرع "المصور"، وهو أحد مسلحي القاعدة، يضع كاميرا مثبتة في مقدمة رأسه ويشارك مع رفاقه في القتال. شارات حمراء وبيضاء وسيارات "حماة العقيدة" ولوحظ خلال مشاهد الفيديو استخدام عناصر القاعدة ل"شارات" حمراء وبيضاء مربوط أحدها على ذراع أو يد كل واحد منهم، بالإضافة إلى استخدامهم لسيارات نوع هايلوكس غمارتين سوداء اللون، كتلك التي يستخدمها تنظيم ما يُسمى ب"حماة العقيدة" ذات التوجه السلفي الذي يقوده "أبو العباس" ويتولى المواجهات في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، كما احتوى التسجيل على مشاهد لشعارات القاعدة مكتوبة على الجدران في بعض الأماكن، وشعارات أخرى مثل "إما الشريعة وإما الشهادة"، بالإضافة إلى تصريحات لبعض المسلحين قالوا فيها إنهم سيظلون درعاً لأهل السنة والجماعة على طول الزمان، وأن النصر حليفهم لأنهم أحفاد عمر وأحفاد أبي بكر الصديق، حد تعبيرهم، كذلك أظهر التسجيل مشاهد قال إنها لاحتفالاتهم بعيد الأضحى المبارك في تعز. "الجحملية"، وهو أحد الأحياء الكبيرة شرق مدينة تعز ويتبع مديرية صالة، إحدى المديريات الثلاث لعاصمة المحافظة "صالة، المظفر، القاهرة".. يقع هذا الحي تحت سيطرة اللجان الشعبية، فيما يتمركز مسلحو الإصلاح والقاعدة في بعض الأحياء المجاورة له من جهة الشمال والغرب "كلابة والمجلية والجمهوري ومبنى المحافظة"، وتقع هذه الأحياء ضمن الجبهة الشرقية التي يتولى "حماة العقيدة" الموالون للعدوان، بقيادة عادل فارع "أبو العباس"، المواجهات مع الجيش واللجان في هذه الجبهة. ويأتي نشر فيديو تنظيم القاعدة ليؤكد ما سبق أن نشرته صحيفة "اليمن اليوم" في أخبار وتقارير سابقة من قيام حلف العدوان وعملائه في محافظة تعز، بقيادة الإخواني حمود المخلافي وصادق سرحان وعدنان الحمادي، باستقدام العناصر الإرهابية من محافظات أخرى إلى تعز لدعم جبهات قتالهم ضد الجيش واللجان في المحافظة، كما قام مرتزقة العملاء باقتحام مبنى الأمن السياسي- منتصف أغسطس الماضي- وتهريب جميع السجناء، معظمهم من عناصر القاعدة، ومطلع يوليو الماضي اقتحموا السجن المركزي وقاموا بتهريب قرابة 1800 سجين بينهم إرهابيون ومدانون بالقتل والحرابة والإخلال بالنظام والقانون. وتولى المخلافي بعد ذلك عملية تسليحهم وتنظيمهم في مجموعات بينها "كتائب الموت" و"الكتائب الخاصة"، فيما التحق السجناء من القاعدة "أنصار الشريعة" و"داعش" بتنظيماتهم التي تقاتل بأسلحة وأموال سعودية تحت إشراف المخلافي.