تواصلت، أمس الجمعة، المواجهات بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة العدوان السعودي في معظم الجبهات بمحافظتي تعزولحج، فيما دارت مواجهات مسلحة بين فريقين من العملاء إثر خلاف على عملية اقتسام شحنة أسلحة سعودية مرسلة لقائد ما تسمى كتائب "أبو العباس" ذات التوجه السلفي. وفي هذا الصدد، أفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري في المحور الغربي "الصبيحة-ذباب-المخا" أن قوات الجيش واللجان الشعبية تصدوا فجر أمس الجمعة لمحاولة زحف جديدة لمرتزقة العدوان صوب جبال ومعسكر العمري بمديرية ذباب محافظة تعز. وأوضح المصدر أن مجاميع من المرتزقة معززين بعربات عسكرية حديثة جددوا محاولتهم للتقدم عبر الخط الساحلي "عدن - الحديدة " نحو جبال ومعسكر العمري، وبمجرد وصولهم إلى "مثلث العمري" تفاجأوا بهجوم من مختلف الجهات من قبل الجيش واللجان الشعبية أوقع فيهم قتلى وجرحى بالإضافة إلى تدمير عربة مدرعة وإجبار من تبقى منهم على الفرار والعودة من حيث جاءوا. وأشار ذات المصدر إلى أن قوى العدوان قامت إثر ذلك بقصف معسكر العمري والمثلث المؤدي إلى المعسكر بعدة قذائف، لافتاً إلى أن قصف العدوان يوم أمس لمعسكر العمري لم يكن من خلال الطائرات الحربية، كما جرت العادة، وإنما بصواريخ "كاتيوشا" انطلقت من معسكرات الغزاة في "الصبيحة". وطبقا للمصدر فإن العدو واصل أمس حشد المرتزقة والمعدات الحربية إلى المعسكرات التي أنشأها في "السُقيا" و"رأس العارة" بمحافظة لحج، شرق "باب المندب" الذي تشهد سماءه منذ أيام تحليقا متواصلا للطائرات الاستطلاعية الأمريكية. وتأتي محاولة مرتزقة الغزاة أمس الزحف نحو "العمري" بعد يوم من محاولات مشابهة تكبد فيها المرتزقة عددا من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تدمير آليتين عسكريتين وسيطرة الجيش واللجان الشعبية على 4 تباب جبلية كان المرتزقة يتمركزون فيها بالقرب من "ذباب". الجبهة الشرقية وفيما ساد الهدوء أمس ولليوم الثاني على التوالي جبهة "كرش- الشريجة"، التي عجز مرتزقة العدوان على مدى "41يوماً" عن تحقيق أي انتصار، إلا أن المواجهات والقصف المدفعي تواصلا أمس في جبهة "طور الباحة-حيفان" وبذات الوتيرة التي تشهدها المنطقة منذ أيام. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري، إن مرتزقة العدوان الذين يتمركزون في التباب الجبلية التابعة لطور الباحة بمحافظة لحج قصفوا بقذائف المدفعية والهاون القرى السكنية ومواقع الجيش واللجان الشعبية في عزلة الأعبوس بمديرية حيفان محافظة تعز، ما دفع الجيش واللجان إلى الرد على مصدر النيران واستمر القصف المتبادل طوال ليل أمس الأول وحتى منتصف نهار أمس الجمعة. وأشار المصدر إلى أن مواجهات متقطعة ولكنها عنيفة جداً دارت أمس في منطقة بني علي التابعة لعزلة الأعبوس بين الجيش واللجان وبين المرتزقة المحليين، بعد انسحاب المرتزقة السودانيين والجنسيات الأجنبية الأخرى من خط التماس وعودتهم إلى التباب الجبلية التابعة لطور الباحة، إثر الخسائر التي تكبدوها على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة وعجزهم عن تحقيق أي تقدم في مديرية حيفان بغرض الوصول إلى مدينة الراهدة مديرية دمنة خدير. ويتكون المحور الشرقي من جبهتين الأولى "كرش- الشريجة" والثانية "طور الباحة- حيفان"، حيث يستميت العدو في كلا الجبهتين للوصول إلى الراهدة تعز. المحور الجنوبي والجبهة الداخلية وتواصل الهدوء أمس في المحور الجنوبي "الوازعية" حيث خلت المنطقة من أي مواجهات تذكر عدا تحليق مكثف لطائرات العدوان السعودي وبمستوى منخفض. في غضون ذلك شهدت مدينة تعز "عاصمة المحافظة" أمس مواجهات عنيفة في منطقة ثعبات والجحملية، حيث نفذ الجيش واللجان هجوماً مباغتاً على مواقع عملاء العدوان بالقرب من الجحملية ودارت معارك عنيفة استمرت لأكثر من 3 ساعات سقط فيها 7 قتلى مما تسمى كتائب "أبوالعباس" وعناصر القاعدة وأصيب آخرون فيما استشهد 2 من اللجان الشعبية وأصيب 3. ورداً على ذلك حاول عملاء العدوان تنفيذ هجوم مشابه على الجيش واللجان الشعبية في منطقة الدحي وجامعة تعز، غرب المدينة، غير أن هجومهم قوبل بصد قوي من الجيش واللجان وباءت محاولة العملاء بالفشل. وفي منطقة "نجد قسيم" التابعة لمديرية المسراخ، حاول المسلحين الموالين للعدوان السعودي "حزب الإصلاح والقاعدة" الزحف مجدداً للسيطرة على مفرق النجد الرابط بين المسراخ وصبر وجبل حبشي، ولكنهم لم يحققوا شيئاً غير هزيمة مثقلة بالمزيد من القتلى والجرحى. صراع العملاء في سياق آخر أفاد "اليمن اليوم" مصدر في مدينة التربة بمديرية الشمايتين أن مواجهات بالأسلحة دارت بين قائد ما يمسى ب" المقاومة" في "قطاع الحجرية" أمين الأكحلي ومرافقيه من جهة ونائب القطاع محمد النجادة ومرافقيه من جهة أخرى، على خلفية الاستيلاء على شحنة أسلحة، وصلت عبر مدينة التربة، بمديرية الشمايتين قادمة من جهة محافظة لحج. وطبقاً للمصدر فإن الشحنة تم إرسالها من قبل العدوان السعودي إلى قائد الجبهة الشرقية للعملاء بمدينة تعز، عادل فارع، ووصلت منتصف الأسبوع المنصرم إلى منطقة التربة عبر طريق "هيجة العبد"، حيث تم اعتراضها من قبل الفصيل الموالي للعدوان في التربة بقيادة الأكحلي الذي حاول مصادرة الأسلحة بحجة أنها تتبع "الحوثيين" وتم إيداع الشحنة أحد المخازن. وأوضح المصدر أن الأكحلي اختلف بعد ذلك مع نائبه "النجادة" في اقتسام شحنة الأسلحة وتطور الأمر إلى تبادل إطلاق النار بين الطرفين ومرافقيهم قبل أن يتدخل العميد في الفرقة المنحلة عدنان الحمادي لحسم الخلاف والتأكيد على ضرورة إيصال الأسلحة للجهة المرسلة لها "قائد كتائب أبوالعباس". وكانت عدد من وسائل إعلام العدوان السعودي قد تناولت أخبارا عن إحباط تهريب شحنة أسلحة قالت إنها مرسلة من حزب الله اللبناني إلى أنصار الله، مشيرة إلى أن الشحنة ضبطها "عملاؤهم" أثناء مرورها من منطقة التربة قادمة من لحج، ليتضح بعد ذلك أنها أسلحة سعودية مرسلة لقائد كتائب أبوالعباس. وتشمل الشحنة صواريخ حرارية مضادة للدروع وقذائف ومعدلات وقناصة. وكانت قيادة العدوان قد خصت "الجماعة السلفية" بقيادة أبوالعباس دون غيرهم من فصائل العمالة والارتزاق بثلاث مدرعات في وقت سابق. وتسعى قيادات في حزب الإصلاح الموالي للعدوان السعودي منذ قرابة الشهر إلى نقل الصراع إلى مديرية الشمايتين التي تعيش في أمن وسلام، وذلك من خلال فتح معسكرات لاستقطاب المرتزقة وتجنيدهم تمهيداً لإرسالهم إلى قتال الجيش واللجان الشعبية.