صحا سكان مديرية كريتر،أمس، على واقع انتشار مكثف لأعلام وملصقات تنظيم "داعش"، بينما شهدت المدينة المعروفة ب"عدن الصغرى" اشتباكات بالأسلحة الثقيلة استمرت طوال ساعات ليل الثلاثاء – فجر الأربعاء. وتداول صحفيون موالون لحزب الإصلاح "الإخوان" صورا لأعلام داعش وسط مديرية كريتر، يأتي ذلك قبيل يوم من مظاهرة يعد لها ناشطو الحراك للمطالبة بإغلاق مقر حزب الإصلاح. مصادر أمنية قالت ل"اليمن اليوم" إن عناصر داعش – أحد فصائل عملاء الاحتلال- ألصقوا منشورات وملصقات على جدران الشوارع في كريتر، تهدد أنصار الحراك الجنوبي بالعقاب الصارم بحقهم.. و"استهداف أسرهم".. وكانت كريتر شهدت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء اشتباكات استمرت لعدة ساعات سقط خلالها قتيلان و(5) مصابين من المارة. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن الاشتباكات بدأت بمطاردة قامت بها عناصر مجهولة تستقل (عربة مدرعة وطقمين مزودين برشاشات ثقيلة وهيلوكس) لسيارة "صالون" مشيرة إلى أن المطاردة جابت عددا من شوارع المدينة القديمة، وصولا إلى القرب من مقر الإصلاح. وأفادت المصادر بترجل سائق السيارة "الصالون" منها قبل أن يقوم مسلح على متن هيلوكس بإطلاق قذيفة "آر.بي.جي" على الصالون، مما تسبب بانفجارها. من جانبه أكد مدير عام مديرية كريتر، خالد سيدو، أن الأجهزة الأمنية كانت تعتقد بأن السيارة التي انفجرت في كريتر "كانت مفخخة، لكنه تبين أنها فجرت بواسطة قذيفة آر بي جي". وكانت مواقع مقربة من "الإخوان" تناقلت المعلومة على أنه استهداف لمقر الإصلاح بسيارة مفخخة، غير أن سيدو نفى ذلك وقال "ما تم تداوله عن استهداف مقر الإصلاح لا أساس له من الصحة". وخلال تلك المواجهات، حاصرت مجموعة مسلحة أخرى مقر البنك المركزي في كريتر وحاولت نهبه. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن اشتباكات اندلعت بين حراسة البنك المركزي والمهاجمين قبيل وصول تعزيزات أمنية إلى البنك. وأدت الاشتباكات إلى سقوط (3) مصابين وفقا لذات المصادر. تلك الأحداث تأتي قبل يوم على تظاهرة يعكف على تنظيمها ناشطون في الحراك الجنوبي بهدف المطالبة ب"إغلاق مقر الإخوان" في كريتر، وتعليق نشاط الجماعة، وفقا لما نقله موقع "24 الإماراتي" عن اللجنة التحضيرية للفعالية المرتقبة غدا. من جانبه اعتبر الباحث الإماراتي المختص بشئون الخليج والجزيرة العربية، محمد خالد القاسمي، الأحداث في عدن،أمس، ضمن مخطط تم الإعداد له في قطر. وكتب القاسمي في منشور على صفحته بالفيسبوك، مخاطبا أبناء الجنوب "حذرناكم بالأمس مما هو قادم للجنوب، وبالحرف الأحمر العريض، وكشفنا لكم تفاصيل لقاء يمني عقد بالدوحة بهدف إفشال جهود الإمارات في عدن". وأضاف "اللقاء عقد بمسئولين في حزب الإصلاح، وبدأ التنفيذ له اليوم، لكن القيادة الجنوبية والإمارات ستفشلان مؤامرات الشقيقة الصغرى" .. وكانت عدن استقبلت ،أمس، دفعة جديدة من الأطقم والمدرعات العسكرية المقدمة من الإمارات للحراك الجنوبي في عدن. وفي سياق الاستقطاب بين الأطراف الخليجية، أعلن التيار السلفي في عدن، أمس، رسميا "فك ارتباطه بالإخوان". وكشف القيادي في التيار، هاني بن بريك، العائد لتوه من الإمارات، عن حل ما يسمى ب"مجلس المقاومة الجنوبية" الذي كان يضم الإخوان "الإصلاح" والسلفيين وداعش والقاعدة، ويترأسه القيادي "المعتزل عن حزب الإصلاح قبيل تعينه محافظاً لعدن وإقالته من المنصب"، نائف البكري. وقال بن بريك عبر منشور في صفحته على الفيسبوك " أعلن للجميع ومعي قائد المقاومة الشعبية الميداني هاشم السيد، أن مجلس المقاومة يعتبر لاغياً مع وجود السلطة المحلية والرئيس". وأضاف "إن القادة الميدانيين للمقاومة التي تحت إمرة هاشم السيد كلهم تحت قيادة الحكومة". وكان بن بريك أنهى زيارة رسمية، اليوميين الماضيين، للإمارات، بناء على دعوة من ولي عهد أبو ظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، محمد بن زايد، حيث جمع لقاء سابق بن زايد وبن بريك.