الجزء الجنوبي من اليمن قبل الوحدة كان البلد العربي- الإسلامي الوحيد الذي جرت فيه نظرية الاشتراكية العلمية، وكان الحزب الاشتراكي اليمني الحزب الوحيد الماركسي- اللينيني الذي حكم بلدا في المنطقة العربية.. اليوم الحزب الاشتراكي اليمني هو الحزب الوحيد الذي ليس له أي دور ولا وجود في الجنوب، رغم أنه كان السلطة الحاكمة المهيمنة والوحيدة هناك، أما عدن التي كانت عاصمة الاشتراكية العلمية في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، فقد أصبحت اليوم عاصمة السلفية الوهابية في اليمن، وموطن تنظيمات الإرهاب والتخلف مثل تنظيمي القاعدة وداعش والإخوان التي تتصارع مع الحراك الجنوبي، وهذا الحراك يعتبر نقيض أهم مبدأ في الاشتراكية وهو الأممية، فالحراك الجنوبي طائفي انعزالي ومناطقي.. فما الذي حدث يا صديقي؟ هكذا حدثني وسألني رفيق من عدن مساء الأربعاء الماضي، فقلت له: اسأل الأستاذ عبد الباري، ما باقي في البلد اشتراكي إلا هو.. أما أنا فلا أعرف سوى أن الاشتراكي قد مات من زمان، وتأخر دفنه، والاشتراكيون الأدعياء قتلوا الاشتراكيين ففشلت التجربة، وتسببوا في موت الحزب الاشتراكي اليمني قبل موت الحزب الشيوعي السوفييتي بعشر سنين، بالرغم من أن الحزب الاشتراكي ولد بعد مولد جده الشيوعي بمائة عام. الاشتراكيون اليمنيون الصادقون الذين عرفوا الاشتراكية وأخلصوا لها وللحزب قلائل، ومنهم سبعة، والذين جاءوا بعدهم "خزوة".. والسبعة كلهم قتلهم وقتل حزبهم اشتراكيون خزوة تافهون مثل العطاس وياسين والمخلافي وغيرهم ممن صاروا عملاء صرحاء للعدو السعودي، وأقرب إلى الوهابية من الاشتراكية العلمية والاشتراكية الدولية.. وأولئك السبعة هم: عبد الله عبد الرزاق باذيب، وعبد الفتاح إسماعيل علي الجوفي(ذو يزن)، وعلي أحمد ناصر الشعيبي (عنتر)، وسالم ربيع علي(سالمين)، وصالح مصلح قاسم( المجذوب)، وشايع، وجار الله عمر.. عبد الله عبد الرزاق، وهو حضرمي، كان مثقفا موسوعيا، واشتراكيا علميا، ناضل الاستعمار البريطاني بلسانه وقلمه من عدن إلى حضرموت، ومن تعز التي أصدر فيها صحيفة الطليعة أول صحيفة يسارية، وكان حزبه اليساري ضمن التنظيمات التي تكون منها التنظيم السياسي الموحد- الجبهة القومية عام 1974، ومنه تكون الحزب الاشتراكي، فقتله الاشتراكيون بالسم في أغسطس 1976، وقتلوا سالمين، وقتلوا الأربعة فتاح وعنتر وشايع ومصلح، وقتل الإرهابي علي السعواني الاشتراكي الأخير جار الله عمر عندما كان يحضر الجلسة الافتتاحية لمؤتمر عام حزب الإصلاح في ديسمبر 2002، ومن يومها تحالف الاشتراكي مع الإصلاح فأكله، وآخر ما تبقى منه سلمه ياسين لحميد الأحمر.. وخلص أبو الليم..