شن الطيران الإماراتي التابع لتحالف العدوان السعودي أمس، غارات على مديريتي تبن والحوطة بمحافظة لحج، مستهدفاً مباني حكومية يتمركز فيها مسلحو داعش والقاعدة – أبرز فصائل عملاء العدوان- رداً على مقتل جندي إماراتي وإصابة آخر على يد القاعدة، فيما ألقت الغارات الإماراتية بظلالها على الأحداث في عدن. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر أمنية ومحلية إن الطيران الإماراتي قصف بغارة صباح أمس مبنى السنترال بمنطقة الوهط مديرية تبن، الواقعة تحت السيطرة التامة لمسلحي داعش، كما قصف بغارة مماثلة إدارة مؤسسة المياه في مدينة الحوطة مركز المحافظة، والواقعة تحت سيطرة مسلحي القاعدة أو من يطلقون على أنفسهم "أنصار الشريعة". وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى في صفوف مسلحي التنظيمين، فضلاً عن تدمير المبنيين وأضرار جسيمة في منازل المواطنين المجاورة. وكانت الإمارات أعلنت أمس الأول مقتل أحد جنودها وإصابة آخر، بعد ساعة من استهداف مسلحي القاعدة مدرعة وأطقما عسكرية تابعة لمسلحي الحراك الجنوبي، أثناء تمشيط منطقة القريشي في محيط الحوطة.. وأجبر مسلحو القاعدة تلك القوات على العودة إلى قاعدة العند الجوية. وكان تنظيم القاعدة تسلم السلطة في الحوطة، فيما تسلم داعش مديرية تبن، ضمن الاتفاق مع قوات تحالف الاحتلال، وبإشراف الفار عبدربه منصور هادي.. وكشرط مسبق جراء مشاركتهم في جبهة العند ضد قوات الجيش واللجان الشعبية. على صعيد آخر قتل شخص وأصيب آخران برصاص مسلحي تنظيم القاعدة في الحوطة. وقال مصدر محلي ل"اليمن اليوم" إن مسلحي القاعدة المتمركزين في نقطة الباء مدخل مدينة الحوطة، أطلقوا النار على مواطنين على متن سيارة، بتهمة السرقة، ما أسفر عن مقتل مواطن وإصابة 2 آخرين. وفي سياق متصل شهدت عدن،أمس، هجمات إرهابية طالت مقرات حكومية ونقاطا أمنية للحراك الجنوبي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بينما واصل أنصار الحراك الحشد لاقتحام معقل تنظيم "داعش" في المنصورة، سلميا، سبقه نصب مخيم اعتصام لمقاتليه في محيط معسكر التنظيم الإرهابي في البريقة. وقتل (5) مسلحين من الحراك وأصيب (8) آخرون خلال هجوم شنه عناصر داعش على الحزام الأمني من الجهة الشمالية لعدن. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن عددا من مسلحي "داعش" شنوا، ظهرا، هجوما على نقطة الرباط في دارسعد- مدخل عدن من اتجاه محافظة لحج- مشيرة إلى تصدي أفراد النقاط المنتمين لفصائل محسوبة على الحراك الجنوبي، مخلفا قتيلين من المهاجمين و(3) من أفراد النقطة إضافة إلى مصابين من الطرفين. وفي المساء عاود عناصر التنظيم بأعداد كبيرة ودخلوا عدن دون اعتراض. وفي مديرية التواهي، قتل شخصان وأصيب (5) آخرون بهجوم استهدف نقطة أمنية لفصيل تابع للحراك الجنوبي.. وأفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" أن الهجوم استهدف نقطة لما تسمى "كتيبة سلمان" المرابطة قبالة فندق الصخرة، أعقبها تبادل لإطلاق النار بين مسلحين وضعوا عبوة ناسفة في النقطة وأفرادها. وسبق هذه الهجمات إطلاق مسلحين مجهولين، في وقت مبكر، قذيفتي (ار.بي.جي) على مقر المجلس المحلي في البريقة دون أضرار. وتصاعدت الهجمات "الإرهابية" خلال الساعات الماضية في عدن بالتزامن مع تقاطر العشرات من مقاتلي تنظيم "داعش" إلى المنصورة –بحسب مصادر أمنية- مشيرة إلى استهداف عناصر التنظيم للنقاط التي كانت تقوم بإعمال تفتيش وتمنع مرور المسلحين منها. وكانت المنصورة شهدت،أمس، وصول تعزيزات كبيرة لعناصر داعش قادمين من محافظات (أبين – لحج- شبوة) بينما واصل الحراك الجنوبي الحشد لما تسمى ب"16 فبراير " في مديرية المنصورة – معقل داعش - وسط مخاوف من "مجازر". وكان رئيس الوزراء الأسبق، حيدر العطاس، دعا الجنوبيين إلى "إحياء الذكرى الخامسة لما سماها بثورة فبراير في المنصورة" مشيرا إلى ضرورة "استعادة المنصورة التي تمر بأحداث طارئة". وأشار العطاس إلى ضرورة أن "تقام مليونية في المنصورة " مع تغطية وسائل الإعلام لها. وكان الحراك الجنوبي دفع بالقيادي السلفي المقرب من الأمارات، مختار الرباش، لقيادة اللجنة التحضيرية للمهرجان الذي تتضاءل فرص إقامته بالرغم من قيادة شخصيات سياسية وأخرى سلفية مقربة من داعش لوساطة منذ أسبوع. وقالت مصادر في الحراك ل"اليمن اليوم" إن الوساطة طلبت من أمير التنظيم في عدن المعروف ب"أبو سالم التعزي" السماح للمشاركين في المهرجان بالتقاط صور لساعات في ساحة فرزة الرويشان – مخيم اعتصام سابق للحراك- والانسحاب منها. وأفادت المصادر بأن الضغوط الحالية على داعش تدور حول تجنيب عدن حملة عسكرية جديدة "وتصوير للعالم بخروج التنظيمات الإرهابية من المدينة" إضافة إلى عروض أخرى لم تفصح عنها. وحول موقف داعش من العروض، أشارت المصادر إلى رفضه بصورة مباشرة للمهرجان الذي يحمل شعار "عدن تنتفض ضد الإرهاب"، مشيرة إلى أن الوساطة مستمرة حتى لحظة كتابة الخبر، مساء أمس. وكانت المنصورة شهدت الأسبوع الماضي مواجهات إثر محاولة سلطة الحراك الجنوبي في عدن اقتحام المنصورة بتعزيزات عسكرية وتغطية جوية من مقاتلات إماراتية، انتهت الحملة بمقتل وإصابة عدد من المواطنين، إضافة إلى توسع تنظيم داعش لعملياته خارج معقله، بعد فشل حملة الحراك هذه. ومما يعزز مخاوف التنظيم من اقتحام معاقله، وفقا لمصادر أمنية، استمرار دفع الحراك في عدن بتظاهرات في مناطق تمركزه. ففي مديرية البريقة- أحد أبرز معاقل التنظيم في عدن- نصب قرابة (3) آلاف من مقاتلي الحراك الجنوبي،أمس، مخيم اعتصام لهم بالقرب من بوابة معسكر التنظيم في رأس عباس. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن المشاركين في المخيم ينتمون لفصائل في الحراك الجنوبي، قدموا بهدف التجنيد، غير أن قيادة المعسكر "السلفية" رفضت استقبالهم، بحجة أن لديها توجيهات باستقبال ألف مجند فقط. وأغلب المخيمين بالقرب من معسكر رأس عباس كانوا توجهوا، مطلع الأسبوع، إلى قاعدة العند، لكن استقبالهم رُفض بعد إسناد قوات الاحتلال مهام إدارة شئون المدينة للجماعات السلفية في عدن بقيادة الوزير في حكومة بحاح، هاني بن بريك. وفي كريتر- حيث ينتشر داعش والقاعدة في أجزاء واسعة منها- يواصل ناشطون في الحراك مهرجان الصهاريج، تحت مسمى "عدن تنتفض ضد الإرهاب" لليوم الثالث على التوالي، بينما يواصل "متقاعدون عسكريون وجرحى من الحراك" اعتصامهم بساحة العروض بمديرية خور مكسر لليوم الخامس على التوالي. تلك الفعاليات التي يتم التحضير لها من قبل قيادات وناشطين في الحراك، تأتي قبل أيام من فعالية يجري أنصار الحراك التحضير لها في الضالع وحضرموت ل"الزحف على عدن" في ذكرى "يوم الكرامة" ال21 من فبراير، حيث يحيي أنصار الحراك منذ 2012 الفعالية في ذكرى سقوط عدد من قتلى وجرحى الحراك الجنوبي، خلال قمع قوات هادي تظاهرات مناوئة لإجراء انتخابه رئيسا.