أكد ل"اليمن اليوم" قيادي في المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي أن ما تشهده عدن من اضطرابات أمنية واغتيالات بشكل يومي مقابل انتشار لمسلحي السلفيين وداعش والقاعدة والإخوان (الإصلاح) هي محاولات سعودية مكشوفة للالتفاف على قوى الحراك الجنوبي الفاعلة في الميدان. ولفت المصدر -دون الكشف عن اسمه خشية على حياته- أن السعودية وافقت وبضغوط إماراتية عقب اغتيال محافظ عدن السابق اللواء جعفر محمد سعد، على تسليم السلطة في عدن للحراك الجنوبي الفاعل في الميدان، من خلال تولي العميد عيدروس الزبيدي منصب المحافظ، وشلال شائع مديراً للأمن، غير أنها ما لبثت أن دفعت بعناصرها من السلفيين والقاعدة وداعش والإخوان المسلمين (الإصلاح) إلى زعزعة الأمن بخطط ممنهجة هدفها إظهار قيادة الحراك وكأنها عاجزة تماماً عن إدارة الملف الأمني. وأضاف: هذا ما يتكشف اليوم، حيث أعادت السعودية فرض السلفيين والمحسوبين على داعش والقاعدة كشركاء أساسيين في إدارة الملف الأمني بذريعة تفاقم الحالة الأمنية. ولفت المصدر إلى أن المجلس الأعلى للحراك الجنوبي- فصيلي باعوم والبيض- سيعقد اجتماعاً استثنائياً هذا الأسبوع لإطلاع الرأي العام الجنوبي على حقيقة ما يدور، وإعلان ما أسماه (الاستمرار في النضال حتى نيل الاستقلال). إلى ذلك هزت انفجارات وصفت ب"العنيفة"،أمس، مناطق انتشار وحدات أمنية موالية لسلطة الحراك الجنوبي في عدن، مخلفة عددا من القتلى والجرحى، بينما أعلنت الجماعات المسلحة المحسوبة على القاعدة و"داعش" عن نجاح خبراء متفجرات من تفكيك سيارة مفخخة وعبوة ناسفة في مناطق انتشار عناصرها. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن انفجارا "عنيفا" هز عند الفجر معسكر النقل "حي القاعدة الإدارية" في مديرية خور مكسر، مخلفا قتيلين وعددا من الجرحى في أوساط العناصر المرابطة بداخله وتتبع الحراك الجنوبي، مشيرة إلى أن الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة زرعها مجهولون. وكان مسلحون مجهولون هاجموا عند منتصف الليل عربة "مدرعة" مرابطة في نقطة بالقرب من إدارة الأمن بخور مكسر. وقالت ذات المصادر ل"اليمن اليوم" إن مسلحين يستقلون سيارة أطلقوا القذيفة على العربة التابعة لحراسة مدير أمن عدن، شلال علي شائع، مشيرة إلى أن الانفجار ألحق أضرارا بالعربة دون ضحايا.. وأعقب الانفجار عملية مطاردة مسلحة في شوارع خور مكسر، تسبب بحالة من الهلع في أوساط الأهالي. وفي حي النصر، بذات المديرية، قتل (3) أشخاص من أسرة واحدة، وأصيبت والدتهم بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون على الخط العام. وأفادت المصادر بأن العبوة انفجرت بمجرد مرور سيارة مواطن يدعى،محمد عبد الله حسن، ما أدى إلى مقتل وإصابة جميع من كانوا على متنها. ورجحت المصادر أن تكون العبوة زرعت لاستهداف شخصية عسكرية، كون المنطقة التي انفجرت فيها تعد ممرا لمواكب المسئولين في المدينة. وفي مديرية دار سعد، استهدف مسلحون مجهولون قسم شرطة البساتين بالقنابل اليدوية. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين يستقلون دراجة نارية ألقوا بقنبلتين إلى حوش المركز الأمني الذي يديره القيادي في الحراك أبو مشعل الكازمي، والمحسوب على شلال علي شائع، مشيرة إلى إصابة اثنين من عناصر الكازمي في ذلك الهجوم. في المقابل، أعلنت الجماعات المتطرفة المنتشرة في البريقة عن تمكن خبرائها،أمس، من تفكيك عبوة ناسفة زرعت في سيارة مواطن، بينما اغتال مسلحون مجهولون ضابطا في جهاز الأمن السياسي. وقالت ذات المصادر الأمنية إن مسلحين يستقلون سيارة أطلقوا النار على الضابط، عمار ثابت، بينما كان يقف بجوار منزله في مدينة الشعب ولاذوا بالفرار، مشيرة إلى إصابة الضابط بطلقتين في الرأس، نقل على إثرها إلى العناية المركزة في أحد مستشفيات المدينة، لكنه توفي بعدها بساعة. أما في مديرية المعلا، التي تنتشر في أجزاء منها فصائل محسوبة على "داعش" فقد أعلن فيها،أمس، عن تفكيك سيارة مفخخة كانت متوقفة في الشارع العام، وتعد ثالثة سيارة مفخخة يتم الإعلان عن ضبطها خلال أسبوع في ذات المديرية. إلى ذلك واصلت أمس وحدات محسوبة على "داعش، القاعدة" والسلفيين عملية انتشارهم في مديرية المعلا، بعد استكمال انتشارهم أمس الأول في البريقة، وصولا إلى المنصورة المعقل الرئيس. الانتشار بقيادة الوزير في حكومة بحاح المزعومة والمتهم بمولاة القاعدة، هاني بن بريك، وإشراف غرفة عمليات الاحتلال في عدن، يتزامن مع دفع قوات الاحتلال بالسلفيين وحراك هادي إلى تبني إدارة عدن، بعيدا عن سلطة الحراك الحالية والمدعومة إماراتيا، حيث احتضنت العاصمة السعودية،أمس، لقاء جمع قادة من الحراك محسوبين على هادي، بقيادة ياسين مكاوي، وعبد العزيز المفلحي، إضافة إلى القيادي في الجماعات السلفية، حسين بن شعيب.. وبحسب المعلن عنه فإن اللقاء كرس لمناقشة تداعيات ما وصفوه ب"الانفلات الأمني" في عدن"وبناء المؤسسات الأمنية والعسكرية. كما اتفق المشاركون في اللقاء على "خلق كيان لقوى سياسية لدعم الشرعية" –حسب وصفهم- فضلاً عن تشكيل مجموعة تواصل معنية بالحوار مع كل فصائل الحراك الجنوبي لوضع رؤية مستقبلية "مبنية على إعلان الرياض" لما سموه ب"الإدارة الوطنية للعاصمة عدن".