كشف أمير تنظيم "داعش" في عدن، أمس، عن هويته وقتل مسلحيه 5 من مقاتلي الحراك الجنوبي داخل مركز شرطة مقابل اغتيال مسلحي الحراك قيادي في التنظيم، بينما نقلت قوات الاحتلال غرفة عملياتها إلى بارجة في خليج عدن، في وقت واصل فيه مقاتلو التنظيم الإرهابي –أحد أبرز فصائل الاحتلال- هجماتهم على مقرات ومنشآت تابعة لسلطة لحراك الجنوبي في المدينة، إضافة إلى تصفيات لضباط وجنود شاركوا بالهجوم على معقل التنظيم في المنصورة. وتناقلت مواقع الكترونية في عدن، أمس، السيرة الذاتية لأمير تنظيم داعش في المنصورة والمشهور ب"أبو سالم التعزي". وتتضمن السيرة الاسم الحقيقي ويدعى (وائل سيف علي) وينتمي إلى مديرية المنصورة.. كما يعد ابنا لعائلة عدنية أكاديمية متبنية للفكر الاشتراكي حيث كان والده مدير مكتبة باذيب ومدرسا سابقا في مدرسة العلوم الاشتراكية في عدن ومتخصصا بتاريخ الحركة السياسية وله كتابات في صحيفتي الثوري وصوت العمال، بينما تعمل والدته دكتورة في قسم الجغرافيا بكلية الآداب. وتشير السيرة – المسربة- إلى أن كنيته ب"التعزي" ليس لها علاقة بالجغرافيا. كما تؤكد بأنه قدم مؤخرا من خارج اليمن وبحوزته أموال وأسلحة كبيرة استطاع من خلالها استقطاب شريحة كبيرة من المقاتلين واتخذ من المنصورة مقرا لانطلاق عملياته. وكان تنظيم "داعش" كشف عن وجوده في عدن بعرض صور عن مشاركة مقاتليه في صفوف قوات تحالف العدوان السعودي التي احتلت عدن في يوليو الماضي بمساندة مرتزقة محليين، كما نشر داعش عقب ذلك صوراً لحفل تخريج الدفعة الرابعة لمقاتلين من معسكر (الشيخين) في عدن. ويتزامن الكشف عن هوية أمير تنظيم داعش في عدن مع إعلان قيادي ميداني في الحراك الجنوبي العميد حرير الحالمي، بأن "العناصر الإرهابية في المنصورة من خارج المدينة". وأصدر تنظيم داعش فرع (إمارة أبين – عدن) بيانا يدعو فيه الأهالي إلى الابتعاد عن مقرات وتجمعات الحراك الذين وصفهم ب"المرتدين" وعدم التجنيد في صفوفهم متوعدا ب"جز رؤوسهم بالمفخخات والعبوات الناسفة والصوارم القاتلة وأن المعركة طويلة معهم". كما سبق بيان التنظيم الإرهابي هذا سلسلة تغريدات للقيادي في حزب الإصلاح "الإخوان" عبدالله الحزمي، أمس، عن إصدار ما أسماها "هيئة علماء اليمن" التي يترأسها الزنداني بيانا ضد الحراك. وجوبه حديث الحزمي بانتقادات واسعة في صفوف مغردين اعتبروا حديثه بمثابة فتوى تكفيرية جديدة للجنوبيين كتلك التي أصدرها مشايخ حزبه (الإصلاح) في 1994". اقتحام مركز شرطة بيان "داعش" رافقه، أمس، تواصل لعمليات مقاتلي التنظيم في المدينة بعد إفشالهم حملة أمنية للحراك بمساندة "أباتشي إماراتية" على معقل التنظيم في المنصورة. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين يرفعون "راية التنظيم" على متن (3) سيارات اقتحموا فجرا مركز شرطة البساتين - مديرية دار سعد- وقتلوا جميع "جنود الحراك" المرابطين فيه وأصابوا آخر. وأشار مدير مركز الشرطة العقيد، عبدالسلام المنصور إلى أن الجنود الذين كانوا بداخل المركز (6) قتل (5) منهم بالهجوم بينما نجا آخر، مشيرا إلى انسحاب المهاجمين مع وصول تعزيزات ما أسماها (المقاومة)، معتبرا الهجوم بأنه الرابع وأنه "رسالة من العناصر الإرهابية في المديرية لقيادة الشرطة التي لم تخضع لفكرهم". وحصلت اليمن اليوم على أسماء الجنود القتلى وهم (سالم الخضيري، أنس الجوهري، أحمد الشوجى، علي طلال مبجر، عبدالفتاح). وكشف المنصوري أن تلك العناصر شنت هجمات سابقة في المديرية، اليومين الماضيين، تمثلت بمحاولة اغتيال "قيادات في الشرطة والحراك" ومداهمة نقطة حراسة جوار حوش جمعان إضافة إلى إلقاء قنابل على القسم. من جانبه قال قائد ما تسمى ب"المقاومة" في البساتين أبو مشعل الكازمي في تغريدة أن الهجوم على مركز شرطة البساتين لم "يكن لقتل الجنود فقط وإنما لنسف المركز الواقع على خط التسعين المؤدي إلى مديرية المنصورة". وكان جنديان من عناصر الحراك قتلا في ظروف غامضة في وقت مبكر أمس بينما كانا يرابطان في نقطة حراسة في منطقة العلم على خط عدن – أبين. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن سكانا عثروا على جثتي الجنديين ويرجح وقوف عناصر متطرفة خلف الجريمة. وفي مديرية كريتر، اغتال مسلحون مجهولون ضابطا برتبة عقيد يدعى ناصر عبدالله اليافعي. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين على متن سيارة اعترضوا اليافعي بينما كان يمر في فرزة الشيخ بالمدينة القديمة وباشروا بإطلاق النار عليه ولاذوا بالفرار. وفي وقت متأخر من المساء، تبنت ما تسمى "المقاومة الجنوبية" التابعة للحراك الجنوبي العملية، مشيرة في بيان لها إلى أن فرقة خاصة نفذت، أمس، أول عملية من نوعها تستهدف قياديا في "داعش". وأشارت في بيان لها أن تلك الفرقة تعقبت أحد عناصر التنظيم ويدعى "ناصر الخلاقي اليافعي" المكنى ب" ناصر البريطاني"، مشيرة إلى أنه عاد مؤخرا من بريطانيا وكان مطلوبا في عدة قضايا اغتيالات وتفجيرات وأنه أحد المطلوبين ال(26) لسلطة الحراك في المدينة. وناصر الخلاقي اليافعي، وفقا للبيان، يبلغ من العمر 47 عاما ارتحل إلى بريطانيا ومنها إلى أفغانستان والعراق ومن ثم العودة إلى عدن وله علاقة بالماسونية في لندن. كما يعد ناصر الخلاقي اليافعي الساعد الأيمن لأبي إبراهيم إيهاب سعيد أمام مسجد الخواص وهو أحد العائدين من أفغانستان في بداية التسعينيات والمعروفين ب(الأفغان العرب). وقد استلم جثته من المستشفى القيادي بالمقاومة سليمان الزامكي وهو ابن خالته، والزامكي أحد القيادات الأمنية التي صدر باسمها قرار من هادي، أمس الأول، لتعيينهم في مناصب أمنية بمناطق عدن وترقيتهم برتب أمنية. وكانت شملت قرارات هادي قيادات مطلوبة أمنياً لسلطة الحراك بينها قيادات محسوبة على داعش والقاعدة أبرزها أمير القاعدة في عدن (أنس الغولي). وتأتي تلك العمليات بينما يواصل عناصر داعش، لليوم الثالث على التوالي عملياتهم في معقل سلطة الحراك في عدن – مديرية خور مكسر حيث شهدت المديرية منذ وقت متأخر من مساء الخميس وحتى الفجر مواجهات بين عناصر محسوبة على "داعش" تنتشر في محيط المطار ومسلحين من الحراك وقوات إماراتية ترابط في حماية المطار. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن (3) أشخاص قتلوا وأصيب آخرون خلال المواجهات المستمرة منذ الأربعاء حيث أفشل عناصر الحراك المرابطون في جزيرة العمال محاولة لاستهداف المطار بسيارة مفخخة. تداعيات فشل الحملة في المنصورة وتصاعدت عمليات "داعش" اليومين الماضيين ضد سلطة الحراك وذلك في أعقاب قيادة مدير أمن عدن، شلال علي شائع حملة أمنية في محاولة لاقتحام معقل التنظيم في المنصورة. وفي أول تعليق له، قال محافظ عدن عيدروس الزبيدي بأنه لن يتلقى العزاء في مقتل القيادي في الحراك "أحمد الإدريسي" إلا بعودة المنصورةوعدن ". وأضاف في بيان وزعه مكتبه في ذكرى مقتل "الإدريسي": "سننجز ما تبقى غير عابئين بمفخخات الجبناء وسننال من تلك الأيادي قريبا". وكان الزبيدي الذي حذر في وقت سابق من سيطرة القاعدة وداعش على السلطة في عدن باسم المقاومة شارك، مساء الخميس، في اجتماع عقد على متن بارجة حربية "إماراتية" في خليج عدن، وفقا لما نقله موقع الأمناء المقرب من الحراك. وأشار المصدر إلى أن الاجتماع ضم محافظ عدن ومدير الأمن ووزير الداخلية في الحكومة المزعومة، وقائد العسكرية الرابعة إضافة إلى قيادات عسكرية إماراتية، مشيرا إلى أن الاجتماع جاء في أعقاب "فشل خطة اقتحام المنصورة". من جانبها كشفت مصادر في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" بأن قيادات عسكرية سعودية أبلغت الزبيدي وشائع بالتوقف عن الحملة العسكرية على المنصورة، مشيرة إلى أن تلك القيادات أبلغت سلطة الحراك بأن "قوات التحالف" –حسب وصفها- سوف تراقب الوضع في المدينة من غرفة عمليات في بارجة حربية مرابطة في خليج عدن.