كشف قيادي جنوبي بارز، أمس، عن فشل القوى الجنوبية في الخارج بالتوصل إلى مشروع سياسي شامل، بينما واصلت الجماعات المسلحة في عدن مسلسلها اليومي في إغراق سلطة الحراك بوحل الفوضى والإرهاب. وقال القيادي سالم صالح محمد –أحد مؤسسي الحزب الاشتراكي اليمني- في مقابلة صحفية إن القيادات الجنوبية عقدت مؤخرا العديد من اللقاءات في أبو ظبي لكن تلك اللقاءات فشلت في إعطاء تصور لمشروع سياسي مكتمل حول المرحلة المقبلة، موضحا بأن ما جرى تمثل باستدعاء أبو ظبي للرئيس الأسبق علي ناصر محمد "لكنه لم يلتقِ نائب الرئيس الأسبق على سالم البيض وكان ثمة لجنة تضم شخصيات سياسية وعسكرية "بارزة" لكنها تعثرت في جمع "ناصر والبيض" المرتبطين بأبشع مجزرة في تاريخ اليمن المعاصر (13 يناير 86) حيث كان ناصر يمثل تيار ما عرف ب"الزمرة" داخل قيادة الحكومة في عدن، فيما مثّل البيض تيار ما عرف ب"الطغمة". وبحسب سالم صالح فإن التصور الموجود الآن يتمثل بقرارات مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني. ابتزازات لتركيعنا وأشار سالم صالح إلى ما يتعرض له شخصياً وآخرين من "محاولات تركيع من خلال قطع رواتبنا واستهداف منازلنا في صنعاءوعدن". وأضاف في لقاء ل(عدن الغد): "نتعرض حالياً إلى التجويع بقطع رواتبنا -نحن وإخواننا وأبنائنا- وهو ما يواجهه أيضاً كل شعبنا.. في محاولات للتركيع، وما الركوع إلا للخالق العلي العظيم". على الصعيد الميداني في عدن، تواصلت فوضى الجماعات المسلحة في المدينة وسط محاولات للمحافظ المحسوب على الحراك العميد، عيدروس الزبيدي، مهادنتها والحفاظ على ما تبقى لسلطته من رصيد "أمل" لدى أنصاره. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن الزبيدي، عقد مساء أمس، اجتماعا بوجهاء مديرية البريقة على رأسهم مدير عام المديرية القيادي السلفي، هاني اليزيدي وذلك بعد يومين على منع مسلحين لشركة المصافي تزويد الكهرباء بالوقود والسوق المحلية بالمشتقات النفطية. وأشارت المصادر إلى تقديم المحافظ تعهدات للمسلحين مقابل فتح الخط العام والسماح للقاطرات بالمرور. وكانت الإدارة العامة بمؤسسة الكهرباء حذرت من توقف المولدات خلال الساعات المقبلة في حال لم يتم "إسعافها بالوقود". وعقب انتهاء اجتماع الزبيدي في البريقة توقعت شركة النفط في عدن انتهاء أزمة الوقود مع استئنافها ضخ الوقود إلى محطات التوزيع في المدينة، مشيرة إلى أن الأزمة مرتبطة بعملية قطع الخط الرئيسي في البريقة. من جانبه أعلن وكيل محافظة عدن، محمد نصر شاذلي، أمس، عن أن وضع مؤسسة المياه خطير جدا. وحذر شاذلي من توقف نشاط المؤسسة قريبا مع ارتفاع مديونيتها إلى (11) مليار ريال، ناهيك عن استهلاك 50% من المياه بطرق عشوائية. وفي مدينة الشعب، دعا محمد شيخ السعدي قائد ما تسمى ب"المقاومة الجنوبية" وجهاء المديرية إلى اجتماع عاجل، أمس، لمناقشة ما سماها ب"تداعيات تدهور الأوضاع الخدمية في المديرية". أما في مديرية المنصورة فقد دعا قائد فصيل مسلح يعرف ب"أبو همام اليافعي" في مقابلة صحفية سلطة عدن إلى تسليم المدينة لما سماه ب"مجلس المقاومة" الذي يرأسه القيادي في حزب الإصلاح نائف البكري، مشيرا إلى أن السلطة الحالية "أخفقت في تحقيق المنشود لسكان المدينة". واليافعي نصب نفسه مؤخرا بديلا عن القيادي في الحراك المقرب من الزبيدي وشائع، أحمد الإدريسي، والذي قتل بكمين في المنصورة قبل نحو 40 يوما. غير أن ما يؤرق كثيرا سلطة الحراك الجنوبي التي باتت سمعتها في "سوء الإدارة" على المحك استمرار النشاط اليومي للجماعات المسلحة الخارجة عن سلطته. فالمنصورة – معقل داعش- لا تزال تصدِّر الموت لنقاط الحراك حيث تمكنت نقطه للحراك الجنوبي، أمس، من ضبط سيارة محملة بعبوات ناسفة كانت مغادرة لمديرية المنصورة صوب مديريات أخرى. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن سيارة كورلا بدون أرقام تم ضبطها بينما لاذ سائقها بالفرار. تلك الحادثة تأتي بعد يوم على محاولة اغتيال ضابط في البحث الجنائي بمديرية المنصورة. وفي مديرية خور مكسر، واصلت جماعات مسلحة بالبسط العشوائي على المسطحات المائية في منطقة المملاح بناء على توجيهات من المحافظ، غير أن الأخير خرج، أمس، عن صمته بعد تعرضه لحملة انتقادات واسعة في أوساط ناشطين جنوبيين اتهموه "بنهب الأراضي" ونفى علاقته بتلك الجماعة. في سياق متصل، أعلن العميد الركن، عبداللطيف الصبيحي، المعين من هادي كقائد لمعسكر رأس عباس في البريقة، أمس، استقالته من منصبه بسبب ما وصفه ب"التهميش". ويضم المعسكر غالبية من المجندين السلفيين وآخرين محسوبين على تنظيمي "داعش والقاعدة" وكان داعش -أحد أبرز فصائل عملاء الاحتلال- نشر صوراً لحفل تخريج الدفعة الرابعة لمقاتليه من هذا المعسكر والذي أطلق عليه اسم معسكر (الشيخين) عقب احتلال عدن في يوليو الماضي. وأشارت المصادر إلى أن الصبيحي المحسوب على الحراك ليس له أي دور في المعسكر الذي استهدف مخيما لشباب الحراك في محيطه لهجوم بعملية انتحارية قبل يومين أسفرت عن سقوط نحو 13 شهيدا و50 جريحا. ويعد الصبيحي ثاني قيادي محسوب على الحراك يقدم استقالته في غضون أيام سبقه في ذلك قائد الشرطة العسكرية، علي الحدي، لذات الأسباب.