أخفقت قوى الحراك الجنوبي، أمس، في حشد أنصارها إلى عدن لإحياء الذكرى الخامسة لما تعرف ب"مذبحة ال21 من فبراير" بعد أيام على إعلان فشل مفاوضات لجمع قادتها في الإمارات. ويتهم في المذبحة الفار هادي عبدربه منصور هادي وحزب الإصلاح. وشهدت ساحة العروض في خور مكسر أمس توافد العشرات بهدف المشاركة بالفعالية التي تحشد لها بعض قوى الحراك الجنوبي المحسوبة على "البيض وباعوم" منذ نحو شهر، وسبق انطلاقها بأيام مغادرة الرئيس الفار ورئيس حكومته مدينة عدن، تحسبا لأية أعمال عنف ترافقها. وقالت مصادر في الحراك الجنوبي ل"اليمن اليوم" إن أغلب من حضروا إلى الساحة يتبعون فصيل القيادي حسن باعوم، وكانوا يرفعون صوره، مشيرة إلى أن تلك الجموع غادرت الساحة بعد لحظات من وصولها "دون وجود أية ملامح لانطلاق الفعالية". واعتبرت المصادر إخفاق تنظيم الفعالية بأنه يعكس أولاً حساسية الفعالية، كونها ذكرى مجزرة ارتكبها عبدربه منصور هادي وحزب الإصلاح عندما منعت قوات الأمن ومليشيات الإصلاح أنصار الحراك من تنظيم فعالية حاشدة مناهضة لهادي والإخوان، في الذكرى الأولى لتنصيبه. الأمر الآخر تخوف الكثيرين من مجزرة جديدة ينفذها مسلحو داعش.. إذ إن هذه الفعالية تأتي بعد أسبوع فقط من مجزرة ارتكبها التنظيم الإرهابي عندما فض اعتصاماً لمجندي الحراك بسيارة مفخخة خلفت 14 شهيداً و30 جريحاً. وبعد ساعات على فشل التظاهرة -أمس- تسابقت قوى في الحراك إلى نفي صلتها بالدعوة إلى التظاهرة، وأبرز تلك المكونات مجلس الحراك الثوري الذي يضم فصيلي باعوم والبيض، بينما تداولت مواقع إلكترونية مقربة من الحراك تغريدات للقياديين في الحراك "هيثم الغريب وناصر الفضلي" يعتبران الدعوة إلى الفعالية باطلة ولا تصب في اتجاه "تعزيز وحدة الصف الجنوبي، ولا تعبر عن الحراك ومكوناته". ويعد فشل الفعالية امتدادا لفشل مفاوضات في أبوظبي بين قادة المكونات الجنوبية في جمع الرئيس الأسبق علي ناصر محمد، بخصمه علي سالم البيض، في إطار التوافق على مشروع سياسي موحد، وفقا لما ذكره أمس الأول القيادي الجنوبي البارز سالم صالح. في سياق متصل، نقل موقع الأمناء المقرب من الحراك الجنوبي عن مصادر قولها إن العشرات من شباب الجنوب وصلوا اليومين الماضيين إلى مأرب كتعزيزات عاجلة للمرتزقة جراء الانهيارات المتتالية. وأشارت المصادر إلى أن عملية تجنيد واسعة جرت الأسبوع الماضي لمقاتلي ما تسمى ب"المقاومة الجنوبية". محاولة اغتيال جديدة تأتي تلك التطورات في وقت تواصلت التصفيات بين قادة فصائل المرتزقة في عدن، أمس، حيث نجا أركان حرب اللواء 39 مدرع المعروف ب"معسكر بدر"، من محاولة اغتيال جديدة. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين مجهولين نصبوا كمينا لسيارة العقيد عيدروس عبدالرحيم الثوير، بينما كانت تمر في خور مكسر، وباشروا بإطلاق النار عليه، مشيرة إلى إصابة الثوير بطلقات نارية في الرجل، نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات المدينة. من جانبه قال مستشار محافظ عدن للشئون الإعلامية، محمد سعيد سالم، إن المحافظ يستعد اليوم لتدشين العمل ب"مركز إعلامي للمقاومة في عدن"، بينما دفعت الفوضى في المدينة شركة طيران اليمنية إلى تعليق رحلاتها نهائيا والاكتفاء بمطاري سيئون وصنعاء.